الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟

يوسف ابو الفوز

2005 / 11 / 21
كتابات ساخرة


في حالة صحو متأخرة ، تذكرت الجامعة العربية ، والسيد عمرو موسى ، ان هناك في السياسة العراقية ، ومبادئ العمل السياسي شئ اسمه " الوحدة الوطنية " ، تتحمل الجامعة العربية مسؤولية عنه ، خصوصا وان العراق عضو مؤسس للجامعة العربية ، هذه المؤسسة التي تجاهلت طويلا جراح ومعاناة الشعب العراقي ، ورفض المسؤولين فيها طيلة كل سنين حكم النظام الديكتاتوري المقبور ، استقبال ولقاء اي طرف سياسي من القوى السياسية العراقية المعارضة لنظام المجرم صدام حسين ، " فارس الامة العربية حفزه الله " . وفي فترة ما بعد سقوط نظام صدام حسين فتحت الجامعة العربية ابوابها لكل من عارض المسيرة السياسية الحالية ، وبشكل استفزازي لكل ابناء شعبنا من ضحايا النظام الشوفيني المقبور . هذه الايام ، نجد ممثلي حزب البعث الصدامي العفلقي يتجولون علنا في شوارع القاهرة ، وفي اروقة "مؤتمرالوفاق العراقي " ، المنعقد برعاية الجامعة العربية ، احد القنوات الفضائية العربية بادرت لاستغلال الفرصة واتصلت بممثل لحزب البعث الصدامي من المتواجدين في اروقة المؤتمر للتعليق على المؤتمر . من القاهرة ، وتحت اسم " حسن هاشم " تحدث ممثل البعث الصدامي ، وهنا لا يعنيني التعليق على اطراءه لمواقف بعض القوى السياسية التي لا تدين الارهاب صراحة ، ولا يعنيني مطالبته الاعتراف بشرعية ما سماه "المقاومة " ، ولا تباكيه على اعمار العراق ، الذي تركه نظام البعث للشعب العراقي اطلالا وخرائب ، ولا اتهامه القوى الوطنية العراقية المساهمة في العملية السياسية الحالية ، بمفردات مستلة من قاموس المجرم صدام حسين ، حيث وصفهم بالعملاء وكونهم " ادلاء خيانة " ، هنا اود الاشارة الى النكتة التي اطلقها هذا " المناضل " بصفاقة لا يجاريه فيها سوى المتهم الاول ، في محكمة الشعب ، المجرم صدام حسين ، حين تحدث عن "ادلاء الخيانة الذين وصلوا على دبابات امريكية " ، وادانهم كونهم نشروا ثقافة الموت بين اوساط الشعب العراقي !
هل انتبهت ـ عزيزي القارئ ـ لمفهوم " ثقافة الموت " الذي ادانه السيد ممثل حزب البعث الصدامي ؟
حين سمعت العبارة ، لم اضحك ، بقدر ما شعرت بالقرف والغثيان . اذ من بديهيات الحياة ، وكمثال ، فان اخر ما يمكن ان يتحدث عنه اللص هو الامانة ، واخر ما يمكن ان يتحدث به الكاذب هو الصدق ، واخر ما يمكن ان يتحدث عنه العاهر هو الشرف ، وان فعل هؤلاء عكس ذلك فهو ليس اكثر من صفاقة لا تثير سوى رغبة التقيؤ . وهكذا حين تسمع ممثلي حزب البعث العفلقي وهم يدينون " ثقافة الموت " ، ترد الى ذهنك عشرات الاسئلة والافكار ، التي تحتاج الى التوقف عندها بمسؤولية . هناك كم لا يحصى ولا ينتهي من الاسئلة التي تقودك الى اسئلة اخرى مريرة :
من المسؤول عن ضحايا الحروب الخارجية التي شنها النظام الديكتاتوري ضد الجارة ايران ، وغزوه ارض الكويت الشقيق ؟
من المسؤول عن كل هذه المقابر الجماعية التي تنتشر في ارض بلادنا عرضا وطولا ؟
من المسؤول عن شهداء انتفاضة اذار المجيدة ؟
من المسؤول عن ضحايا حملات تنظيف السجون التي قتل فيها الالاف من ابناء شعبنا العراقي ؟
من المسؤول عن ضحايا الاسلحة الكيماوية في حلبجة الشهيدة والعديد من المواقع في ريف كوردستان؟
من المسؤول عن 182 الفا من ابناء شعبنا الكوردي من ضحايا الانفال ؟
من المسؤول عن حمامات الدم داخل مؤسسات حزب البعث العفلقي نفسه ؟
من المسؤول عن الالاف من ضحايا الحرس القومي في عام 1963 ؟
من المسؤول عن ....
كل هذا ، وغيره من جرائم البعث العفلقي الصدامي ، والذي سجل في تاريخ حزبهم كصفحات نضالية يفخرون بها ، الم يكن له علاقة بشئ اسمه " ثقافة الموت " ؟
وبعيدا عن النشاطات الارهابية الاجرامية والتخريبية ، يمكننا ان نتحدث طويلا عن ملابسات الواقع العراقي الحالي ، عن انتهاكات قوى الاحتلال للقوانين الدولية ، والعنف المضاد غير المبرر تجاه الموطنين الامنين ، وعن الانتهاكات لحقوق الانسان من قبل ميلشيات بعض القوى السياسية ، ولكن كل هذا تسعى القوى السياسية المخلصة لمستقبل الوطن ، معالجته وفق الدستور والقوانين ، وعدم السماح لمروره ، وكشفته وفضحة بشفافية ومسؤولية ووفق القوانين . اما العفالقة الصداميين ، فيبدو انهم تركوا العمل السياسي ، وتحولوا بمباركة القوى القومجية الى مهرجين يطلقون النكات السمجة ، ويسخرون فيها من مآس شعبنا العراقي وضحاياهم ، الذين لحد الان لم تتسن لهم الفرصة كاملة لرؤية العدالة وهي تقتص من رموزهم ، جلادي شعبنا ، ابتداء بـ " الفارس الضرورة " ، نزيل " القفص الابيض " ، في المحكمة العراقية الخاصة . نحن هنا ومع رفضنا للنظام الديكتاتوري السابق ومقاومتنا له بمختلف الاشكال حتى سقوطه ، والمساهمة في الجهد العام لاعادة بناء وطن ديمقراطي لا مكان فيه للارهاب السياسي والتحكم بمصائر الاخرين ، وطن المواطنة العراقية لا الهوية الطائفية والهوية القومية ، والعمل لاستكمال السيداة الوطنية ، والتخلص من اثار الاحتلال الذي كان نظام صدام حسين المسؤول الاول عن توفير الظروف لغزو واحتلال بلادنا ، نقول فاننا لا يمكن تجاوز واقع معاش ، وهو كون مؤسسة حزب البعث العراقي ، ضمت الاف الناس من ابناء شعبنا ، تحت ظروف مختلفة ، منها التهديد والرغيب والتضليل ، ومن هؤلاء نجد الكثيرين ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء ابناء شعبنا ، ولم يساهموا في نشاطات اجهزة النظام المخابراتية ، هؤلاء سيجدون ان صدور ابناء العراق واسعة لضمهم ، ومساعدتهم لبناء حياتهم من جديد ، لتجاوز اخطائهم ، وللمساهمة في بناء وطن لا مكان فيه لثقافة الموت والارهاب . اما اولئك الذين يعون ما كانوا يفعلون ويقولون ، ولا تزال اصابعهم تقطر من ماء ضحاياهم ، ويحاولون الان الردح على جثث ضحاياهم تحت شعارات مقاومة الاحتلال والسيادة الوطنية ، هؤلاء الذين يلقون الدعم من اطراف عديدة ، داخلية وخارجية ، هؤلاء لن يكون مصيرهم بافضل من مصير المجرم الاول " فارسهم" الذي لم تعد له ضرورة لا في حياة العراقيين ، ولا حتى في حياة الكثير من انصاره الذين باتوا يبحثون عن اسماء جديدة ولافتة اخرى لمشروعهم السياسي القومجي ، ليحولوه الى حزب لصناعة النكات السمجة ، وربما سيصدرون كراسات " اضحك مع البعث " على غرار الكراسات الشهيرة "اضحك مع حميدو " !

سماوة القطب
20 تشرين الثاني 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_