الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاما نخيلات العراق الشامخات-2

جعفر المهاجر

2016 / 3 / 21
الادب والفن


سلاما نخيلات العراق الشامخات-2
إلى روح أمي الراحلة..
إلى كل أم عراقية قهرت الصعاب بصبرها الأسطوري..
جعفر المهاجر.
حين يطل وجهك كل صباح
تتراقص لطلعته الأزهار
وتحوم حوله أجمل الأطيار
ويذوب الكون في جماله الملائكي الأخاذ
وتلوذ به الفراشات الملونة
من هجير الزمن وعواصفه
وجهك الطاهر منحني إشعاعات الأمل
والدفء الإنساني الفريد
الذي لاتحده حدود
ولن تقف أمامه السدود
بإطلالته يغسل أدران القلوب
ويزيل عنها الظلمة
ويمنح الحياة الاخضرار الأبهى
فتلبس الأرض حلتها القدسية
وتتضوع السنابل من عبيره الفواح
لقد مرت أمامي في رحلة عمري
وجوه كثيرة
لكنها غادردتني وغادرتها
دون أن تترك أثرا في حياتي
والمحطة الوحيدة التي تركت أثرها
الأزلي في دمي وروحي
وجهك البهي
توقفت في تقاسيمه الملائكية طويلا
ولم أرغب بمغادرتها أبدا
لقد نهلت منها
كل المعاني الإنسانية النبيلة والجميلة
والمحبة والعطاء
والأمان والبهاء
إنها نور طريقي
إنها بحر الصفاء الخالد
الذي يختلف عن كل بحار الدنيا
وليس فيه ذرة ملح أجاج
لابل إنه أنقى من الماء الزلال
وأجمل من كل جمال
وكل خفقة من خفقات قلبك الرحيم
تترنم فيه نداءات ملائكية
تحمل طهرا أزليا
فتنحني له الدنيا إجلالا
ظلك ياأمي لايفارقني لحظة واحدة
إنه يحمي عظامي من هجير الزمن
هوطيفي وعسلي المصفى
وعيني التي أرى فيها معالم الطريق
ونبعي البارد بين رمال الصحراء
إنه كأس دهاقي الأوفى
هاإنني أقرأ في جبينك الناصع
خارطة الأمل
وكلما تراكم عليه تعب السنين
يزداد تألقا وجمالا
وهيبة وصبرا وجلالا
يامن أديت رسالة الأمومة بجدارة
وتحديت جبال القهر
كان الحرمان لايفارقك لحظة
لكنه عجز عن الانتصار عليك
إلى اللحظات الأخيرة من حياتك
ولم يجد اليأس طريقه إلى روحك
ياملكة الإيمان والعزيمة والإصرار
أيتها الأم الصابرة
دعيني أنحني أجلالا لصبرك الأسطوري
وأقبل التراب الذي تدوسين عليه
حين رحلت عني دون وداع
أنتحب قلبي كثيرا في الغربه
فعصفتني غربتان
لم أجد أقسى منهما أبدا
وجدك نار يتأجج في كل ذرة من كياني
أنا اليوم متلهف وجائع للمسة حنانك
لقطعة صغيرة من خبزك الحار حرارة قلبك الطاهر
لأبرة الخياطة
التي كانت تحركها أناملك الطاهرة
لكي أعيش
إنني في غاية الوجد
لابتسامتك الحلوة الندية
كم كنت شامخة ونبيلة وعظيمة ياأمي!
رحماك أيتها الإنسانة البهية النقية
ياشجرة العز والإباء
ودرة الجلال والبهاء
إن ورود الدنيا كلها لاتكفي
لكي أضعها على قبرك
رحماك ياأمي
يامنبع الحب الذي رحل عني
هاهي نبضات قلبي تنتحب
وروحي تشكو من فراقك القاسي
وفمي يتحرق لطبع آلاف القبلات على جبينك الملائكي
والمتلألئ كالنجوم في سماء حبك الواسعة
إنني لن أوافيك حقك الذي تستحقينه
دعيني أقبل رفاتك الطاهر
فمآثرك وتضحياتك وبهائك
أكبر من كل الكلمات
أعذريني ياأمي
ياريحانة قلبي
وزهرة حياتي الفواحة
لن أنساك أبدا ياأمي
سأدعو الله في الصباح والمساء
ليغمرك برحمته الواسعة
ياشجرتي الوارفة الظلال
التي خلت منها حياتي
أعذريني وسامحيني ياأمي
وآغفري لي ذنوبي ياأمي
فأنا بأمس الحاجة إلى غفرانك.
جعفر المهاجر.
21/3/2016م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى