الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله ..الصيد السهل

أسعد العزوني

2016 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



بدهية معروفة ، وهي أن البدايات تقود إلى النهايات ، والمدخلات تؤشر مبكرا على المخرجات ، ومن حفظ هذه المعادلة ، سلم من كل تيه ، وقاد نفسه بنفسه نحو بر الأمان ، بعيدا عن الحيرة وعن الوقوع في خطأ التحليل .
لذلك فإن إعتبار العربية السعودية ومعها دول الخليج العربية ، حزب الله اللبناني المؤيد لإيران ، تنظيميا إرهابيا ، وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات ، جاء غير مكلف ، وبتعبير أدق صيدا سهلا ، وها هو عربيا وإسلاميا يمر مرور الكرام ، إلا من إعتراضات غير مشفوعة بالمنطق، علما أن حزب الله وتحديدا في مواجهته الطويلة التي إستمرت34 يوما مع الجيش الإسرائيلي ، أمطر المدن الإسرائيلية في فلسطين المحتلة بالصواريخ ، وقام بإغراق السفينة الحربية التي كانت تقصف اللبنانيين من عرض البحر "ساعر 5 " بالصواريخ بثا مباشرا ، ونال إعجاب الجميع ، وإعتبرته جامعة الدول العربية تنظيما مقاوما .
لكن التحولات الدراماتيكية التي حدثت منذ تلك الحرب حتى يومنا هذا ، غيرت نظرة الغالبية إلى حزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصر الله ، الذي وثق بتصريحاته الإسرائيليون أكثر من ثقتهم بتصريحات قادتهم ، ناهيك عن السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها هذ الحزب الذي أجبر مستدمرة إسرائيل على الإنسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان ، مع البقاء في مزارع شبعا ، وهناك من يقول أن ذلك الإنسحاب كان خدعة إسرائيلية لتوريط حزب الله وسوريا .
حدثت مواجهة قوية عام 2000 بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله ، وكان لزاما على أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهما وضع حد لهذه الظاهرة المقلقة التي جاءت بعد إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان غدرا وحيلة أواخر العام 1982 ، وأوعزت امريكا للمستدمرة إسرائيل للإعداد لهجوم جديد ضد حزب الله ، بعد فشل محاوات أمريكا وحلفائها بنزع سلاح حزب الله .
إستغلت إسرائيل قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في الجنوب عام 2006 ، وكان ذلك ذريعة قوية لغزو الجنوب و"سحق "حزب الله "، وقالت آنذاك وزيرة خارجية امريكا كونداليزا رايس أن " تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير قد بدأ "، لكن حزب الله كما هو معروف ألحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي.
دعيت في العام 2007 لحضور مؤتمر دولي لدعم المقاومة في بيروت ، وتوجهت بمفردي إلى الضاحية الجنوبية كي ألقي نظرة على الواقع ، وقد ذهلت من حجم الدمار الذي رأيته ، ولأنني لم أر حتى شبحا واحدا لأي من مقاتلي حزب الله .
بعد إنتهاء المؤتمر جرى تكليف لجنة من العديد من المشاركين ومن ضمنهم أنا ، لزيارة العلامة اللبناني الراحل الشيخ محمد حسن فضل الله المؤيد لحزب الله ، وجرى نقاش موسع بيننا ، وكم أذهلني ذلك الرجل واسع الصدر ، المتفهم والعقلاني ، الذي إستمع إلينا لساعتين أو أكثر دون إنفعال او تكبر ، وخرجنا .
عند ذلك أجمع أعضاء الوفد وغالبيتهم من الأجانب ، على تكليفي بإلقاء تصريحات إعلامية أمام ثلاثة مايكروفونات لم أكن أعرف وظيفتها ، ولكنني وجدت نفسي مكلفا بمهمة ، وعلي تأديتها بكل صدق .
لم تكن هناك ورقة مكتوبة ، بل تحدثت عفويا ومن القلب والعقل معا ، ودون آبه بالنتيجة ولم يدر بخلدي من سيكون مستمعا إلي ، وقد علمت لا حقا أن الشيخ حسن نصر الله كان على الجانب الآخر يسمع ويرى وأنه اعجب بما قلت .
قلت مخاطبا الشيخ حسن نصر الله بأن حزب الله يقلد الأنظمة العربية ، وأنه كمن ينام على السرير تاركا باب غرفة النوم مفتوحا ، ليأتيه الذئب ويأكله وهو نائم ، وفسرت الكلام بطبيعة الحال أن على حزب الله ألا يكتفي بنصر تموز 2006 ، بل عليه العمل الجاد والمتواصل على الأرض في المواجهى لمراكمة النصر ، لأن المقاومة هي فعل مستمر على أرض الواقع .
ونحن خارجون ونسير في الممر ، صادفنا وفد أجنبي أشقر ، تقوده إمرأة خاصمها الجمال ، وكان حراس مكتب الشيخ فضل الله والعاملون فيه مهتمون بذلك الوفد ، وعندما سألت احدهم من تكون تلك المرأة أجابوني بأنها السفيرة البريطانية ، وأنها جاءت للقاء الشيخ فضل الله ، وثارت في نفسي عديد الأسئلة منها كيف يتعامل الغرب معنا ومع قضايانا .
بعد إندلاع الأحداث في سوريا في إحدى مدارس درعا القريبة من الأردن ، وتطورت الأمور بسبب تعنت الرئيس المودع بشار "....."، وجد حزب الله - الذي لم يواجه إسرائيل منذ العام 2006 رغم إعتداءات إسرائيل عليه وقيامها بإغتيال خيرة قياداته ، وآخرهم الأسير المحرر سمير القنطار ومن قبله الإستراتيجي الحاج عماد مغنية ، وأين ؟ في دمشقّ!!!!!!!!!!!!- نفسه مضطرا للتدخل في سوريا دعما لنظام بشار والولوغ في دم الشعب السوري.
عند ذلك بدأ رصيد الحزب عربيا وإسلاميا يتآكل إلى أن أصبح مدينا ، وظهر أن مصير الحزب ونظام بشار أصبح واحدا ، إلى درجة أن أعداء الحزب في لبنان إستغلوا هذه النقطة ليكرسوا هجومهم عليه ، وإتهامه بأنه ورط لبنان في شأن خارجي ، دون أن يعلموا أن ما قام به حزب الله هو رد جميل لنظام بشار ، الذي كان يسمح للمساعدات الإيرانية بالوصول إلى الى الحزب ، بعد الجمركة المعروفة التي كان يمارسها نظام حافظ الأب مع المقاومة الفلسطينية في لبنان.
يقيني أن حزب الله تورط وقاد نفسه إلى المقصلة ، ليس لذنب إرتكبه سوى أنه بدلا من مواجهة إسرائيل ، إتحد مع نظام بشار وأعطى الجميع مبرر الإنقضاض عليه ، ولا ندري ما يخبئه المستقبل لهذا الحزب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري