الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
الطيب طهوري
2016 / 3 / 21الادب والفن
مجموعة شعرية
في الطريق إلى الصويرة
إلى المبدع المغربي الصديق الدكتور حسن الرموتي
سلاما عليك ..هناك الصويره..
سلاما على الأطلسيِ يمد الأكفَّ إليك صعيدا..صعيدا..
سلاما على الأرض فيكَ..
المدى شجر القلبِ..
والبحر ريح الشمال لأصواتنا..
سلاما عليَّ..هنا وجل القبراتِ..
ارتجاف الخطوط بكفي التي لا ترى..
خجل الريح في غيم هذا المساء الفقيرِ..
الأزقة في البدءِ..
والطرقات العويلْ..
+++
هل رأيت الصويرة..؟ قلتَ..
وفتَّحت كهف المسافات بدءًأ..
رويتَ الحكاية صمتا طويلا..طويلا..
رأيتُ الصويرةَ ورداعلى البحرِ..
بحرا على البحرِ..قلتُ..
وكان الرحيل إليها انشطار الطريقِ..
حدودا مسيجة بالعساكرِ..
لا ماءَ..لا خبزَ..قال السجينُ..
وقال الندى في العشية مروا..
هروبا ..مررنا..
الحقائب رمل المرايا لأسمائنا..
والجهات انطلاق الصدى..
والجفاف اختفاء الصهيلْ
+++
أين أنت؟ تساءل ظل الحشائشِ..
لا نور في الكهفِ..
لا دفءَ..
كنا العناكبَ..
بعضَ العواء الحزينِ..
تلمستُ صوتكَ.. كان بعيدا..بعيدا..
تلمستَ بعض خطايَ الغريبةِ.. لم يكن النخل فيَ..
ولم يكن الطين شرقَ الجهاتِ..
ولا الليل غربَ المدى..
كنتَ وحدي إذن..
كنتُ وحدك أيضا هناكَ..
الصدى حجر الأمسِ..
والرمل هذا المحار البخيلْ
+++
يذهب البحر أبعد من صيفنا..
يرتقي النهر هذي الظلال التي وهجنا..
لا جزْرَ..
لا مد..لا..
سمك شاحبٌ..
وزوارق من حشرجات الأغاني التي في الظنونْ..
أينا سيكون..؟
يسأل الصمتُ..
ثم يجيب: الذي سيدثر أغصانه بالجنونْ..
أينا سيخون.؟
...............
...................
كانت الأرض مرثية البدءِ..
كان القطا في مهب الجنوبِ.. هنا..
طروادة الضابحه.
شجرا ذاهبا في الجهات / الجفافِ..
التواءً لغرب الطريقِ..
انتشارا لشرق السحيقِ..
الردى..
يسأل الغيم : أنى نكونُ؟..
الرياح التي في الأعالي تجيب: هناك/ هنا..
في الرحيل الصليلْ
+++
مرت الشاحنات على جرحنا..
مرت الأحمره..
غاص في العمق هذا السهاد الذي أحرق الأسئله..
فاضت البرك النائحات..هنا..
روثنا..
لم نجدنا هنا..
كان في الشاهدات انتظار سواعدنا..
حفَرتنا الأزقة لهثا إليها..
المساءات زفت إلينا الهراواتِ.
سدت على نبضنا بالسياطِ..
المسافات جرت صفائح زيت الوقود على ركضنا..
لم نجدنا هنا..
كان في الركض هذا الغبار ُ..
وخيط الفتيلْ..
أشعلتنا الدماء إذن..
لم أجدك هنا..
لم تجدني هناكَ.
المدى: حنظلٌ..
والخطى : وتر مالحٌ..
والجهات انتشار الخرائبِ..
صهد الحرائق وجه القتيلْ
+++
أيها المتوسد ضيق المكانِ..
غبار هنا..وهناكَ..
حصاك التي تترصد صمتي تئنُّ..
الصدى حجلٌ..
ورؤاك الدروب التي لا تلينُ..
نشرتُ خطاك
رأيتَ الكؤو س شماليةً..
وفتحتُ الضبابَ..
رأيتَك مثلي على العتمه..
كانت الأرض نائمة في سرير الضحى..
حين وجهتَ قامة هذا الفراغ البليل لأحضانها..
وانتظرنا معا..
............
...............
مرت القبرات بأخشابنا ..
مرت الأرضه..
كان في السهو بعض من النملِ..
يحمل كف الجفافِ..
قليلا من السكر الغجريِ.. غريبا..
كان في الجمر بعض الرغيفِ..
كثير من الحلزون البليدِِ..
الضفادع أيضا ..
ورجع النعال الخفافِ..الخطى..
قلتَ: لم تكن الريح تفاحة البدءِ..
لا ضلع يحمل أسماءه: هابيل ، قابيلَ،آدمَ، حواءَ..
لا أغربه..
لم يكن البحر مائدةً..
والأراضي التي غربت لوننا ..لا نداء لها..
كيف نحمل هذا التراب إذن..؟
وبكيتَ على طلل من رخام..
قلت: هيئ حصاركَ..
يشتعل الليل جرحا كفيفا..
قوافل هذا الذي يحتمي بالغياب شرودكَ..
وجهٌ قفاكَ.. ابتعدْ..
..................
.....................
وابتعدنا معا..
كان قابيل خنجر رعبٍ يرانا..
تتبعتَ أفعى الشهيقِ.. انزويت هنالكَ..
خلف الوطاويط كنتَ الزفيرَ..
تتبعتُ لهثكَ.. كان الحضور غيابا..
وكان ارتجاف دمي وردة للصهيلْ
+++
إيه يا شمسنا الضاربه..
للقصائد بوصلة لانكسار الضلوعِ..
لهذي الضلوع ارتطام الأغاني بأظلافنا..
أيها المتسلل بين المساءات والحبرِ..
بين العصافير إذ يختفي ريشها و ثرى الأسئله..
كيف لي أو لك الآن نفتح هذا الصراخ المؤدلجَ..
ننثر ورد الفراشِ على النهر ذاك السرابَ..
ونبدأ رحلتنا الهاربه..؟
كيف لي أو لك الأمسَ نغلق هذا الخراب المبرمجَ..
ننشر أسماءنا الغاربه..
اِنتظرتُ..ولم يجب الشعرُ..
لم تجب اللوحة الغابره..
لم يتكلم صداكَ.. ولا يدك الصابره..
كنتَ وحدي إذن..
كنتُ وحدكَ..
لا شيحَ ..
لا ريحَ ..
لا ضلع للروحِ..لا نسمةً عابره..
............
..............
واغتربنا معا..
كان هابيل جرح الفراشاتِ..
رعشة هذي النجوم التي تتدلى بأصدافها..
وبكاء رهيفا لهذا الترابْ..
كان قابيل بابا حديدا / صديدا/شديدا يُسد ببابْ..
وافترقنا معا..
كنت أسمع نبض الحروف على شفتيك هنا..
كنت تسمع صمتي ..هناكَ..
افترقنا..
وكانت زوارق أشلائنا في أعالي البحارِ..
دمانا الدليلْ
ـــــــــــــــــــ
رمال أبدية
-1-
يشتعل الليلُ..
أرى وجهك انهارا ضابحةً..
شفتيك جفافا يمتد من البحر إلى البحرِ..
يديك رغاء نياق تعلك كفي..
ومداك سواد..
أتباعد فيكِ..
هنالك حِمصٌ..
وهناك قريبا عنابةَ..
في الدرب هنا قدمي..
والريح حداد..
- 2 -
يا أمَة اللهِ..
يا أمة هذا الدمارْ..
الحضارة ماء هناكَ..
وبين الصفا في الأمام هنا أنتِ ..
في الخلف مروتك التائهه..
لا بئرَ..
لا نهرَ..
لا بحرَ..
لا صخرَ..لا..
كلك الآن وهم جديد/قديمٌ..
شديد /سديمٌ..
وثأر وعار..
يتها الرعد في صمتهِ..
حيث رتم الفيافي القريبةِ..
والسدر ضلع الصدى..
حيث رملك من سبإ الأرض مرت كذا جهةٍ..
والهداهد عانقت الخمر فيكِ..
وهذا الفضاء الدماء.
يتها الوشم حرفا بعيدا يراقص أضلاعه الواهنه..
لم يعد وجهك الطفلَ..
صرت الغبارْ
- 3 -
يشتعل الليلُ..
أرى كتفيك جيوشا طاعنة في السنِ..
ونهديك جفافا صوماليا..
خصرك أحجارا ..
ساقيك ذئابا تعوي..
فخذيك قفارْ..
الطور سوادكِ..
دجلة خشب مرضوء..
والنيل غرابْ..
لا أوراس أرى..
لا كرملَ..
لا بدرا..
لا أصداء..
حجر ملحي كفي..
والرجل دماء..
أفتح كفيكِ:
خيوطا طافيةً..
وصديد عواء:
حربا في الصحراء على الصحراء أرى..
ثلجا أسود يسقط من كفيكِ..
أنامل من تعب حمضيٍ..
ورؤاك قرادْ
- 4 -
بنى ملك القهر حائطهُ:
في اليمين القصور متوجة بالأغاني الندى..
بمضاجع أسمائهِ..
في اليسار القبورْ..
كنت تنتعلين حذاء الخطيئةِ ..
ثوبك شعرٌ..
وزينة وجهك هذا المدارْ..
سرت وحدكِ..
كل الجهات مشتكِ..هنا..
صرت وحدي..
سمعت الصهيل بطيئا يجيءُ..هناكَ..
رأيت الشواهد راكضة في اتجاهكِ..
والرمل مسبحة من شخير النهارْ..
يتها البابليةُ لن ترجعي الآنَ..
هذا المدى حجر للفرات الذي جف من ريحهِ..
والصلاة التي التهبت في الجباه مياه الغدير الضريرْ..
يتها البابليةُ لن ترجعي الآنَ..
لن ترجعي في القريبِ..
ولن ترجعي في البعيدِ..
تلاطم بحركِ..
والفلك تاهتْ..
وهذا النسيج تمزق في بدئهِ..
احترقت في العميق اشتهاءاتهِ..
صار مدك هذا الفرات الذي جف من ريحهِ ..
والشموس التي في اليدين ترمد جمر اشتعالاتها..
ولم يبق من شجر الوقت غير الرجال الذين تناسل فيهم شخير السنينْ..
هكذا سرت وحدي كسيحا..
لهاثي حفيف تر دَّدَه الصمت عبر القرى الذاهله..
و الذي كان في الوهم صار اليقين :
أنت في الرمل ..هذا الضجيج خطاكِ..
وتلك الفيافي التي في الأصيل المملح خيمتك الواجفه..
- 5 -
يشتعل الليلُ..
أرى وقع حذائي في الرملِ..
وأسمع صمتك مرتجلا شهقته فيكِ..
أرمم كفي باليتم الوثنيِ..
ذراعي طافحةً أرصد آلام ضحاها..
وأمد بعيدا للركبة هذا العكاز المائلَ..
تنتعلين دمي صحراءً تتلوث بالحيتان البريةِ..
رجفا تقتربينَ..
وتبتعدين سدى..
وأرى خصرك نهر رمالْ..
والسرة أيضا بئر رمالْ..
لا يوسفُ فيها..
حبر دمي ينزف من وتد الخيمة حتى مترو الأنفاق هنا فيها..
وأنا ما بين البين رمالْ..
عطش الصخر أنا /أنتِ..
وحول خطاك /خطاي الأسوارْ..
- 6 –
يشتعل الليلُ..
أمد عصايَ..
أشق البحر وأعبرُ..
أوطانا أعبرُ..
وكواكب اخرى..
لا شمس هناكَ..
ولا شمس هنا..
ظلمات تتراكم فوق الظلماتْ..
افواه تتكدس عطشى ن ضابحةً..
امواتْ..
قال الراوي..
وأضافَ:
دم عربيٌ..
ولحى حمراءٌ..
ومساجد تصرخُ:أكعاب ، أترابٌ، غلمانٌ..
أكواب ذهبٌ..ولآلئ ، مرجانٌ..
أنهار من خمر ، لبنٍ..وشرابٍ لم يتذوق نشوتهُ...شيطانٌ ..
أو إنسانْ..
وقصور خضرٌ..
لذات تتلو لذاتْ..
***
وأضاف أخيرا:
...وشخيرٌ..
وطغاةْ
***
تحت الرمل مياه جارفةٌ..
ودماء..
في الماء خطاكِ/ الركضُ..
وفاتحة العشب / الأسماء.......؟
لا أتصورُ..
ذاك بعيدٌ..
والأرض هنا عسسٌ..
وعماء.
ــــــــ
عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
أنت البحرُ..
إذن سأغوص عميقا فيكِ
أرتل أمواجك موجا موجا..
أرفع من ساقيك العرش وأجلسُ:
أزرع أسماك القرشِ..
ولؤلؤ ريحكِ ..
مرجانكِ..فيَ..
أهيئ كفك للصمتِ
أعانق بسملة الصخر الناتئ..
أرمي بشباك الركض إليكِ
وافتح نافذة العمر الغارب في السمت الأعمى..
كيما تشتعل الأرضُ..
وترحل أحراش الحمَّى أبعد أبعدَ..
ثم أسيِّرني فيك ذهابا نحو الداخلِ ..في كتفيكِ..
أصيِّرني محراثا يتشقق من تحت الجرح سنابل سوداءَ..
وأعشابا لا لون لها..
أشجارا تشعل أسفار شوارعها..
أغلق باب الرجعةِ..
لا بدءَ هنا لهناكَ..
ولا ظل لأغصان الماضي حيث الرمل سِواكُ المنتشرين هنا في قمصان الوقت الهارب فيهم أكفانا حجريه..
***
أنت البحر إذن..
سأسيج هذا الإسم الذاهب فيك ِ..
أغنيك حصاري..
ثم..إليك أوجه أخضر ناري..كيما تلتئم الروحُ وتسْرج أحصنة الحاضرِ..
فيك أرتب أشيائي وترا وترا ..لحنا للغابات الأخرى ضامئةً..
وبك الآن أشد الحبل السريَ سراطا للذاهب في سرب ضبابكِ..
أعتمر الجهة السفلى منكِ..
وأجعل تيه خطاك خلاصي ..
والتهر الصائم في شفتيك مداي..
***
أنت البحر إذن..
سيجن خريف اللحظة مطرا حمضيا يكتسح الوقت العربيَ هنا..
سيجف رذاذ الريح السكرى بخرافات الليلِ..
تموت العيس بحاديها..
تسودُّ الصحراء خياما يحرقها النفطُ..
وترتعد الأسماء خرابا..والرمل دماء..
سيجف الأزرق عارا يتقمصني..
أو وجعا يركض بي..نحوكِ
أحزانا ينهمر الساعة وجهي..
رقْيات تقرأ آيات لا أسمع غير صداها..
وبخورا يسعلني..
لا أسأل عنك غراب الوقتِ..
ولا أفعاكِ..
ولا بجع الأسماء..
***
أنت البحرُ..
إذن سأوسدني كفكِ..
وأنام على غيمك في هذا العمر / الرجفةِ..
أمتد كآلهة تلهث خلف الهارب من جسدي فرحا..أو..حزنا..
ماء..أو دمع حنان..
أمتد كريح ضاربة في قمم الروح الولهى بدم النارِ..
كصيف لا ظل لأشجار حرائقهِ..
كغروب يبدأ من عضدي..
أمتد إليك / إليَّ..
أردد في صمتك أشعار الحلاجِين..
وفي منفى خطواتك أمشي منتعلا رمل قراهم..
فاكهة الموتى حضن دماهم..
برد رصاصك رأسي / وقع صداهم..
والشرق زحام..
***
أنت البحرُ إذن..
معري النعمان يرى فيك دروبا لا تحصى..
بشار يراك الثلج يضيء الأغصان الملأى بعصافير الفجرِ..
الليل الفاتح ظلمته في ساقيَّ يراك عماء..
أرتد إلى الخلفِ..
أردد ما وشوشت الطير لضلعك حين رميتِ بآدم في لج محيطكِ..
وانتشرت ريحك في كتفيه دماء..
أرتد..أردد أصداءك نيلا..بردى..دجلةَ.. انهارا أخرى تغرب في شفتيَّ عواء..
أرتد..أردد ما قرأت فخذاك الفتح صهيلا ورغاء..
أرتد..أسيجني فيكَ بكاء..
ثم..أرج البدء عويلا..وسواد سماء
***
أنت البحرُ..
سماؤك حبلى بلهيب التيهِ..
وأرضك شحنات من صهد الحرب ..
عقارب تأتيك إليَّ..
ثعابين النهدين قنابل منك إليكِ..
وأنت شتاء ..
لا رعدَ يغنيكِ..هنا..
لا مطرا يخضر بكفيك الواهنتينِ..
ولا عشبا يتهجى ساقيك بهاء..
وحدي / وحدك حمأ مسنونٌ..
وغبار يتراكم فوق جبينك من أزل الأرضِ..وبدء رحيلك طوفانا يجرف بهجتها الأسماء
***
أنت البحر ..إذن ..
ثلجك يتدفأ بي لأذوبَ..
وناري تتبرد بشذى عطرك لتذوبي فيَ..
وهذي الأحجار ترى عشب مداك تراودنا كي نحرق أسرار العمر الغابرِ..
ثم نرش حقول القمح بماء الكلماتِ..
نرج كهوف الشرقِ برؤيا دمنا..
نصلب هذا العبد الرابض في عينيك المغمضتين بعين قفاكْ..
***
أنت البحرُ الأحمر..
أنت الميت..
أنت المتوسط ،خلجان ومحيطات في هذا العُرب الرمليِّ..
على الشط نساء صففن الأسماك على حجر الوقتِ ظلام غناء..
رتلن شبابيك الليل أنينا غجريا..
رتقن حذاء الصمت ببعض الكلمات الشوكيةِ..
كن عناء الزرقة في هذا الحر اللاهثِ..
كن الخبز الجائعَ عرقا ملحيا..
كن الظل لركن الأشجارْ..
أحصين النوم الناتئ في أفرشة الحلفاء ..
أنهضن الأقدام وسرنَ..
الفجر ضباب ..
بعض نسائم تلتحف الأعناقْ..
بعض حشائش تفتح وقع الأقدام على الصمت الذاهل فيهن خطى تتواصل في الخوف رجاء..
كن حديثا يتخافتُ يتذكرن صبايا مرات حيث حقول القمح حصاد والأشجارعصافيرٌ من صبح زقزق فيهنّ بعيدا..
كن حديثا يتبادلن وجوه الأطفال ،نساء ينصبن قدورا لعشاء البيت ويغسلن أوانيهن أصابع راجفة من برد شتاء العمر، يلملمن ثياب الأسرة ،أفرشة الأسرار غبارا يتطاير فيهن صدورا عارية ، أقداما حافية ،مطرا أو ثلجا يلتف بأبواب الغرف الخرساء ،رياحا تتسرب عبر شقوق الألواح ،سوادا يأتي من جهة الجبل الرابض فيهن نجوما شاحبة غطتها آلام الليل غيوما داكنةً عرجاء.
كن الجثث الأشلاء دماء..
قنبلة ركضت فيهن دويا ..
صحفا لفت صورهنَّ عيونا جاحظة..
قنوات وزعت الأفواه هناك كلاما يتراشق أمواجا وعماء
***
أنت البحرُ ..
نزيف يتماوج آهاتٍ..
عمال لسفائن تأتي / تذهب حاملة قمحا/ نفطا ..
وموانئ ترصد نارا لقوارب تحرق أجسادا ضامرةً..
عسس ونعاس ، دخان ، حاويات لا يفتح فيض دواخلها، زيت للإسفلت ، حقائب تعبر سرعة برق اللحظة رزما رزما من دولارات خضراءٍ أو حمراء ..
في الخلف فنادق ، أفرشة من ليل صراصير وأغطية من حلْك بعوض يمتص دم النوم وحر يلهب نار الجدرانْ..
خمر راعفة من عنب الرمي ِ،وأجساد شاحبة أكفانْ..
في الخلف رغيف ،عدس يتوزع أفواها جائعة، أرصفة بلهاءُ وأحزانْ..
كان العمال حديثا همسيا يتعانق فيه الماضي والحاضر أبقارا هرمت في رمل الحقل ،نعاجا أحصت أيام الريح اللافح أضلاعا وجماجم فيها ،أشجارا شاخت ،أطفالا مرضى ونساء أتعبن الليل سعالا حجريا في النوم المتقطعِ..
كانوا في الغسق الليلي حديثا ترميه الأكواخ شهيقا في الأفواه ، صفيحا صخريا يربض فيهم بردا يتناسل حمَّى..
كانوا صوتا يعلو من أبواق بواخر توقظ أيديهم حاويات أكتافا تحنو ،ونجوم سماء..
كانوا جثثا تتراكم في الصبح خيوط دم لصواريخ رمت أثقال حمولتها نارا سوداء..
كانوا أحرف شاهدةِ الأسماء
***
أنت البحر /أنا البحرُ..
فهل سأكون/تكونين إذن ..؟
هل نذهب في العمقِ رياحا ضارية.. ؟
هل نأتي نارا تتلألأ تحرق هذا الصمت الممتد قرونا أطول من نخل الربع الخالي..؟
هل نتكون نخلا أطول من هذا العمر الضائع.. ؟
هل نتكونُ..
أم نفنى ؟
ـــــــــــــــــــــ
حالات جسدية
قصائد قصيرة جدا
1- رمل
شجر الكلام هناكَ..
هنا تعب الشآمْ
لا الأرض تورق من دمي..
لا الماء يشربني..
لا الولد الغمامْ
***
الرمل فاتحة الصدى..
والصنم الختامْ
2- رمل أيضا
تأتين ذاهلةً..
أرى شفتيك الأحلام والكتبا..
وأرى نهديك الموج يحضنني..
والخوخ والعنبا..
***
...أمد يدي..لا أرى جسدا..
أرى الأعراب والنَّدَبا
3- ريح
تأتين دافئةً..
أرى البحر والسمكا..
وأرى في عينيك الغيم سما..
والنهرَ خطاكِ..
يديك الريحَ والفلكا..
***
أمد مداكِ..أرى..
لاعشبَ نداكِ..ولا رملَ بكى..
4- تيه
يذهب الخائفون إلى صمتهم..
والدعاة إلى جهة في الصراخْ..
وأنا الولد الحلم ،ذي بلدي..
كيف لي أن أغنيَ أسماءها ..
وأكسِّر تلك الفخاخْ..
كيف لي أن أعود إلى جسدي..؟
يذهب الشعراء إلى بحرهم..
والرواة إلى وردة في الغياب..
وأنا الولد العشب، ذي قدمي..
كيف لي أن أسير على خطوها..
وأغطيَ وجه التراب..
كيف لي أن أمدَّ يدي؟
يرحل التائهون إلى سمتهم في الضبابْ..
والحفاة إلى رملهم في المدى..
وأنا الولد الجرح،ذا جسدي..
كيف لي أن أجمِّع أشلاءهُ ..
وأرممَ أحجاره بالندى..؟
كيف لي أن أضم هنا بلدي؟
يذهب العاشقون إلى عشقهم في البراري الكسيحة في..
أوفي الشوارع مكتظة بالغبار..
وانا الولد الصهد ركض الحرائق يشتد في..
والسعال/ السؤال انتشار..
كيف لي أن أرمم ذاتي ..
وأفتحَ نافذة في الجدار..؟
كيف لي والبهاء الذي كانني خانني..
ولم يبقِ لي في صدى الأرض غير حجارته الرملَ يلتف بي..
وسماءً تغرر بي ليلها لأكون ظلاما يعانقني فرِحا بالصديدِ..
ونارا حداثية تترصدني نفطَها لأدور نعاسا تعيسا على وتدي؟
5-وردة
وردة ليدي..
وردة للبلدْ..
تلك نافذتي في احتمال الجسدْ..
إنها العشبُ..
ما يتبقى من الريح لي..في البعيد هنا..
في الليالي الصهدْ..
إنها امراة في السرير الأحدْ..
6- في الضلال
لا تسألوا البحر ..قالْ..
البحار سؤال الرياحِ..
الرياح خريف التلالْ..
لا تسألوا النهر أيضا..أضافَ..
الجهات انكساراتهُ..
والضفاف صداهُ..
وغيم رؤاه هنا حاصرته الجبالْ..
***
لا تسألوني..انا الصخرُ،
ما زلت أبحث عن جسدي في المهب/ الضَّلالْ..
7- انتظار أبدي
بعد شهيق من موعدنا..
ما زالت تلك المرأة في الباب هنا..
تنتظر الغيم الغابرَ..
أو ريح السنواتْ..
بعد زفير من غربتنا..
ما زالت تفتح صمت الأرضِ..
وتقرأ بسمتها حجرا..
غجرا..
وترا ..لعبور فات
***
قبل صباح من غرقتنا..
شربت خمر الكلماتْ
8- مساء
المساء هنا جرس لولبيٌ..
ستائر من حجرٍ..
وقوافل تحمل ليل العصورْ
المساء هنا أنتِ، كفاك إذ ترفعان الدعاءَ هنالكَ ..
حيث الخيول العماءُ..
وحيث السيوف القبورْ
***
المساء أنا..
لا رياح هنا..لا نشورْ..
وحده الرملُ نافذة للعبورْ
9- نافذة
في النافذة الآن وجوه تتعددُ..
دردشة تحتضن النهر بهاء..
في النهر انا انتَ وانتِ..
نرتل ظل العشبِ..
نلون غيمتنا/ خيمتنا بالريحِ..
نفارق واجهة الجدران إلينا..
ونضم شرود الأسماء
***
في النافذة الآن وحيدا أترصدني..
لا عشبَ هنا..
لا ريحَ..
ولا..أسماء
10- سهاد
إلى بوزيد حرز الله
يوسف في الجب ذاك أنا..
والذئاب السوادْ..
لا قوافلَ مرت على صخرتي..
لا مياهَ هنا عانقت ضمأ الأرض فيَ..
ولا جمرَ لي في الحنين الرمادْ
كيف لي أن اقرّب وجه الجدار إليَّ إذن..
كيف لي أن أوزع صوتي على وترٍ لشفاه العبادْ ؟..
كيف لي ويدي الملحُ..
والبحر ليس هنا قدميَّ المدادْ؟
***
يوسف في الحب هذا دمي يتقاطر في الرملِ..
حيث الرغاء رصاصك انتِ..
وحيث المدى وجنتاك السهادْ
11- نساء
النساء اللواتي انتشرن على باب قلبي انتصرن عليْ..
هيأت ريحهن المدى خمر كفي..
وتلك البحار التي في الغريق يديْ..
النساء اللواتي انتظرن دمي ..
كن في البدء رمل الطريقْ..
ثم..ها هن صيرن جرح المساءات أرصفة لخطى النمل في رئتيْ..
ها هن سيجن خصر المسافات بي..
ورمين السنين على شفتيْ..
***
النساء الحقول التي أحرقت ظلها..
ولم تبقِ لي في الممر هنا أو هناكَ سوى صخر هذا الجنون على كتفيْ ..
النساء..
النساء..
12- أفول
عوى الذئبُ..
هيأت مرج الحنين لكف الندى..
وعانقت في الغيم فيْءَ الفصولْ..
وصوَّت إنسٌ..
فطِرْت على وجع الأرض بيَ..
رميت بعيدا، بعيدا بظل الحقولْ..
آهِ، كنت الفتى لصليل الحجارةِ..
والليل كان – هناك - صهيل الخيولْ..
ثم إني انثنيتُ..
رأيت الضفادع قافلة ترتديني ..
العقاربَ تلبس كفي..
وهذي العيون التي شردت جسدي ،
تقتفي خطوتي في الخراب/ الذهولْ..
***
آهِ، كنت الفتى..
وها إنني الآن صمتا كثيفا أجمِّعني ..
وأسافر بيَ – هنا – في العميق/ الأفولْ
13- صمت
لي صمتُ جدار اللحظةِ..
عرق الأيام السفلى..
وغبار الأقدامْ..
للبحر سرير الأعماقِ..
صهيل الموج الصاعدِ..
غيم الأحلامْ..
ولنا – في السر – معا شجر الوقت صخورا ناتئةً تغسل كف الليل رياحا صارخة
أسمع وقْع صداها في الرملِ..
أمد يدي خائفةً..ترجع لي..
قدمي..تتعثرُ..
عيني.. يُفتح باب الصهد هنا..
وهنا يرتجل البحر سفائن غربتهِ..
ويضم إليه الأحجارْ
***
البحر أنا / جسدي..
ويدي شاهدة الأنهارْ
14- أرضه
هنا الأمس خارطة للطريق إليَّ..
هنا الأرضه..
لا أصابعَ لي كي تراني الكتابةُ..
لا أسمده..
وحده الرمل يغرسني شجرا للجفاف
***
هنا الأرض نائمة في اللظى..
وهنا شاهقات الغبارْ..
لا فمَ لي لأوشوش آذانها ..
لا ماء لي لأرش مدى صمتها ..
لا صباح يزمِّلني..
لا حذاء..
وحده جسدي يتلون بي في النزيف / الرعاف
***
هنا..لا انا..
لا رياحَ تدفِّئني..
لا حرابَ توجه كفيَّ..
لا وجه لي..لا صدى..
وحده البحر يفتح باب الرؤى في الــــ هناكَ..بعيدا ..بعيدا..
سعيدا يلحن أغنية للضفاف / الزفاف
ـــــــــــــــــــــــ
استحالة
لو أن لي سواعد الرياحْ..
لكنتني هناكَ..في المساء ، في الصباحْ..
يداك ضفة الشمال في ..
يداي ضفة الجنوب فيك..
لا صداع هاهناك..لا جراحْ..
لو أن حضنك البهي ضمني...
لكنتني المياه للدروبْ..
لو أن لي أشعة الغروبْ..
لجئتِك الندى..
وجئتِني الطيوبْ..
صنعت من شواهق الجبال ظلناْ..
ومن خرير نهرنا المدى..
ومن تفاحة الصدى عناقَنا الوجود..
لو أن لي الذي مضى..
أو رئة الذي يجيء فرسا تعودْ..
لخنت كل هذه الشواهد التي ترينَ صمتها..
وأعشبت خطاي في خطاكِ..
كانت السماء غيمَنا..
وبيتنا الرعودْ..
لو أن لي/ لك البروقْ..
لو أننا العروقْ..
لكنتِ لي دمي..
وكنتُ في زفيرك الشهيقْ..
لو أن لي..
لو أن لكْ..
لو انَّ يا رفيقة الرمال في ..
لو أنَّ..
لوْ
سطيف : 11/08/2011
ــــــــــــــــــــــ
صوملة
ثقيلا إليك أمد القدمْ..
أرى في الطريق شواهد أحفادنا..
والنساء يبعن النهودَ ، يزغردن في ظلنا..
وأرى ظلنا في الحريقِ..
الترابَ الذي دفَّأ الصمت فينا رمادا ..
وهذي القرى للحصى ..
وأرانا العصا ..
نتشدق بالسيف أو نتصدق باللبن /الصيف أو نتعلق بالعبسيين بعيدا عن الأرض في حرها..
بعيدا.. عليك أجر القلمْ..
أرى في السطور الحجارة تلتفنا..والعماء..
وأرى طفلنا يتكسَّح أو يتبجح ، أو يتصدح ، أو يترنح ذات اليمين وذات الشمال على رملها..
أقول: هنا الصخر ناطحة للسحابِ..
هنا البحر واجهة للذبابِ..
هنا الرمل يغسل وجه الترابِ..
أقول: هنا النهر غيمتنا من سرابٍ..
وهذي الضفاف التي تتصدد خيمتنا من خرابٍ..
وتلك الخيول التي تتجدد في الركض خلفا عواء ذئابٍ..
أقول: ولا شيء فينا يمد الصدى..
قريبا..إليك أضم الصممْ..
أرى في الكلام الضفادع تغسل أطرافها..
في الزفير أرى حشرات البعوض تعانق أحلامها..
في الشهيق النعيقْ..
وأرى في البريق المؤمم أو في البراق المعمم أو في النهيق المكمم أشلاءها..
***
لا أربي الفصول العقول التي سترى..
لا أربي الخيالْ..
أربي السواد، اللحى..
وأحرق عشب السؤالْ
***
أقول: هنا.. لا جديد هنا..
الصلاة ، الصيام ، التراويحُ..والــ..لا عملْ..
العمائم..نفس العمائمْ:
بياضا..بياضا..بياضا يكفِّن أيامنا..
و اللحى..هي نفس اللحى..
الدعاء ، التواكلُ..جرذ الرحى..
والــ..لا أملْ..
وهناك المدى يتفسخ موتا لأطفالنا في ضحى الصوملة..
أقول: ولا شيء فينا سوى رملها البسملة
سطيف : 11/08/2011
ــــــــــــــــــــــ
دعاء عربي
جسدي خرقة تتأبطني..
تتسربل بالصخر قوسين يلتقيان على بلدي..
ويدي حجر في المدارْ..
ترشف البحرَ / صحراءَهُ..
وصديد النهارْ..
أيها الليل منذ القرون البعيدة عصرا فعصرا..
تواصل سوادا لكف اللظى يحرق الأرض فِي..
تواصل..جنوبا جنوبا..
فلا عمر لي..لا مسارْ..
وحده الرمل نافذتي في المدى اليعربيِّ..
هنا ..أو هناكَ..صديد القرحْ..
***
جسدي خرقةٌ..
فيا خائط الأرضِ..
يا موصل الليل بي..
خط سماكَ..هنا..أو هناكَ..
وخط جسدي..
إلى بلدي..
وأرح كبدي..
واسترحْ
ـــــــــــــــــــــ
رمل
شفتاك الصهدُ..
وعيناك الريحْ
وأنا رمل جنوبكِ..
أتغابر فيك حنينا لخريف الرعشةِ صمتا يترددني ورقا يتساقط في التيهِ..
وأصداء لدمي إذ في السهو يسيحْ..
***
نهداك النهرُ..
وكفاك الأعشابْ..
وأنا بين رغاء الشرق وحمحمة الغرب ترابا يترصدني سهلا حجريا ..
ديكا في الثلج يصيحْ..
***
يا ذئب الرغبةِ..
أنت السيل الجارف في السفح هنا..
وأنا في القبو طريحْ
سطيف: أكتوبر2011
ـــــــــــــــــ
يشرب الماء من شفتيك..ولا ترتوين
خديجة وجه بريء كغيم المساءِ..
يدان تمد رياح البعيد حنانهما في المدى..
خطى تترجع عشب الطفولة فيها..هناك..على شاطئ الأبيض المتوسط في مستغانم،حيث الشوارع فتح لأسمائها ..
والأزقة باب هنا للصدى..
***
خديجة صمت عميقٌ..
ضفاف لنهر يعانق فيَ احتمالاتها..
فرس للرحيل إلى شمسها اللاهبه..
وأغان ترج هنا حجر العابرين..
***
عرفت خديجة منذ رذاذ الخريفِ..
فواكهَ من شجر القلبِ..
ماءً دفيقا..
ونافذة من حداء..
عرفت خديجة ،نرجسها البلديَ ،عصافيرها..
وهجَها في الأصيلِ..
حصاها..هناك..على موجة من بهاء..
عرفت نداها..
وأقمارها في أعالي السماء..
***
خديجة رجع القطاةِ..
الطريق إلى ظلها في الفلاةِ..
المساء..
كانت الأرض ساهمة حين مدت ظفائرها في الفضاء..
كنت وحدي هنا..
مدت الموجة النائلية لي سرها..
ومضت في المكان..
مدت البسمة البابلية لي جهة في احتمالاتها..
قلت أمشي على وقع أشيائها وترا من سدى العمرِ..
أو مطرا من صداه المكان..
قلت: أبدأ من خائها خبرا كان لي في السنين..
قلت: من دالها ..
كان دمعي الرياحَ التي دحرجت جسدي في الصهيل..
ياؤها فيجلا في السفوح هنا..
وصداي القتيل..
قلت : أبدأ من جيمها ..
جردتني العواصف من شفتيَّ..
الرمال الكلامُ..
وتلك الصخور التي في الأعالي الغمامُ..
ولا كف لي في الندى..
قلت : من تائها .لا مفرَّ..
تزملت الأرض بي..
كان رمانها فتح كفي..
وكان الجنوب الدليلْ
***
كنت أمشي..
السماء هلاميةٌ..
والطريق الأصيل..
ضاعت الأرض حين انحنيت على رملها تائها..
والطيور التي غيمت في بهاها انتهت كا لفتيل..
لا ماء في النهر قالت..
ولا عشب في الضفتينِ..
أضافت: ولا فيء في..
***
خديجة صمت دفي ....
سواد الحذاء مهب الرياح جنوبيةً..
والثياب التي التحفت بدمي جرس لولبي يشردني..
والخمار العسسْ..
كيف أدخل في العمر أو في الندى؟.
كيف أرشد ظلي إليك وهذي الرمال التي في المهب تحمِّلني شمسها الحبشية ..تركضني؟
كيف أبدأ منك وأنت التي نامت الأرض بين يديك القرون ومدت بحار البعيد إليك الخطى
ولم يترك البر لي في اكتمالك غير الهباء؟
***
خديجةُ..
أنت الصددْ..
و أنت المياه التي غمرت هاءها في الجسدْ..
أراك هناك / الهنا..
سماؤك حافيةٌ..
وثرى الأرض شوكٌ ، سيوف تصعِّد لهجتها في الصليلْ..
وأنا الرمل فيَ، قوافل من حجر الشمس غارقة في الصهيل..
لا قوافيَ ترجعني للحنين ولا صوت لي كي أكون الدليلْ..
***
خديجةُ..
أنت الأحدْ..
وأنت التراب الذي جرني للبددْ..
سماؤك هاوية وقفاك المددْ..
وهذا الذي في يديك / يديَّ هنا
شجر من رماد يردد ذاتي التي أحرقت غيمها اليعربيَ..
ونافذة من حصى الشعر تنسج كف المتاهة ركضا إليك بعيدا عن الأعين السامرية بدءا ..
وراوية من شتات..
هكذا كنتُ / كنتِ خديجه
وها إن خيطا من الصمت يفجعنا بالنهار العليل
***
خديجة موت البديلْ..
أسترد القوافل أو أسترد القبائلَ..
أو أرتدي ثوب عثمان أو فرسا تمتطين..
لا شمال هنا..
وحده الزحف بربرني جهة في الغروب وثانية في الشروقِ..
تعارك في جسدي الضد والضدُّ..
والجزْر والمدُّ..
جالت بكفي الرعود التي أيقظت خيلها فجأةً..
وعبرت الحدودْ..
كانت الشمس غارقة في الصعودْ..
كنت وحدي هنا وحدك الهاهناكَ خديجه..
وكان القريبَ الصدودْ..
لا ممر لك الآن لي ..
لا رجوع لكفي إليك..
ولا بدء للريح فينا هنا..
كتفي العريُ والخطو منك هناك /هنا وجع شاهق في العويلْ والمياه التي شربت شفتيك صباحا ،ضحى ،في العشية..هاهي ذي عطش صارخ في الأصيلْ..
***
القريب بعيدْ..
هكذا حملق الله في..ثم مد إليَ عناكب من وتر الصمتِ..
راجمة من صواريخ ظل المدى..هاهناك..هنا..
ومضى يتعدد في السر ، في الجهر شرقا وغربا..شمالا جنوبا..
كانت الأرض حامية الأفْقِ..
والبحر منقشع الغيمِ..
والعمي في قدمي يترجع أحجاره الطحلبيةَ ..
يبكي على شجر من دماء..
كنت وحدي..ووحدك كنتِ خديجه..
وكنا معا نتراشق صخر المساءات نوما ثقيلا يعبئ أطرافنا بالصدى..
وجنون الرحيل الطويلْ
هكذا كنتِ في..
هكذا كنتُ فيكِ..
وهذا المدى حر ريحك في الرئتين
سطيف : أكتوبر/ نوفمبر 2011
ـــــــــــــــــــــــــــ
هباء
تنهضان معا..
تبصران النجوم بعيدا..بعيدا..
وظلَّ المياه على المنتهى..
تقول السماء: نِقابي الغيومُ..
ووجهك يا أرضُ هذي الدماء..
أرى البحر جمرا سحيقا..
وعشبَك فحما..
وآفاق بدئك برد الشتاء..
الثلوج على رمل صهدك هذا الدخان الكثيفُ..
وفتحك ذاك الغريب الكفيفُ..
ونهداك شُحٌّ..
خطاك العماء..
...تغرس الأرض أحجارها في النزيفِ..
تقول: مياه غيومك صخرٌ..
هواك الشواهد ..يا..
يا سماء الصديدِ..
هناك الممرات مغلقةٌ..
وهنالك وهج العواء
***
أقول أنا المقبَريُ:
هنا العمر غربَ الحقيقةِ..
شرقَ المدى..
لا شمالَ هنا..
لا جنوبَ..
الضفادع شوك لجرح الصبي / الصدى..
والبحار، المحيطات الهباء
سطيف: 14/12/2011
ـــــــــــــــــــــــــ
ربما
مشى خطوتين هناكَ..
مشيت هنا خطوتين..
كنت أمشي على خطإ الرملِ..
كانت خطاه اليقين..
عبأت ريحها الشمس بي..
عبأته الحقولْ..
دارت الأرض في قدمَيَّ نزولا عليلا..
دارت الأرض في قدميه الفصولْ..
كنت وحدي هنا حجرا أغبرا يجهل الضوءَ، أسماءَه..
في التعدد كان هناك الجديدَ الذي تشتهيه العصافير والطرقاتُ..
الصباحات والعتباتُ..
اللغاتْ..
***
كنتُ صمتي هنا..
في الصفيع الذي جمد الكلماتْ
***
يا إله التردي..
حصانا يَرى أوجد الآن لي..
أو بعيرا شريدا يزملني..
علني أعبر الرملَ بي..
وأغني الجهاتْ..
علَّ كفي تدفئني بالندى..
والبحارَ التي هيأت حضنها للذي سيَرى في البعيد ترددني – ربما – أملا في الحياةْ
سطيف: 16/12/2011
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صلاة
كيف لي أن أقاوم وُسْع الصحارى بعمي القدمْ..
كيف لي أن أفتت حر الرمال بعيدا عن الصدر في..
ويدي قُطعت منذ ألف سنه..
كيف لي أن أرد صدى الصوت نحوي هنا يتقدم أفعى ..
وأذني على ظلها صمم ..وجدار..
كيف لي ..شهوة القبر في رئتي خمرة ، جمرة مطفأه..
ولا عين لي كي أرى بلدي..لا جوار..
وحدها الأرض دائرةً خنجر يترصدني..
يحصر الصمت في..
والأزقة تلك التي تتهجى دمي وجع في القفار..
كيف لي..حمرة الدم في ركبتي..صدئتْ..
والهواء الذي كان لي شجرا أحرقته البحار..
***
آه يارئة الأرض ..
يا ضلع آدم..
تفاحة..كانت الــــــــــــــ.. حواءَ لي..
صارت هنا غربةً..
عربا..
وصلاة لموت النهار
سطيف: 19/12/2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبابيل
آدمت النخلَ..
وحوأت عراجين التمرِ..
رأيت هنا قابيل وهابيل قبائل وهبابيلْ..
بأرت الأرضَ نجادا ووهادا..
كان الماء سهولا تتردى حمأ مسنونًا..
والعشبُ قفارا ترمي الأحجار سهادا من غيم أبابيلْ..
***
حين خرِفت وعانقني فيض الريح القادمُ من جهة الغربِ..
رأيت الشرق سهولا من رمل الوقتِ..
تجنَّبتُ..
شمالا كانت كفي عالقة بالصمتِ..
رفعت الرأس إلى الأعلى أكثرَ..ومددت يدي..
عادت فارغة كفي..
لا تمر هنا..لا خمرَ..
هنا النفط خرائط من جسدي تتوزعني في الليل الشمسيِّ براميلْ
***
شتأت الصحراء ثلوجا صاخبةً..
صيفت شمال الأرض بحارا تتعرى ..
زحلقت الليل بعيدا..
عانقت الأمواج سعيدا..
كنت أراني..
كان الحلم صعيدا..
لكن الريح الأخرى..
صيَّرت الناس هنا وهناك قبابيلْ
***
غيرَ المغضوب عليهم..
غيرَ الضالين.
سطيف: 20/12/2011
ــــــــــــــــــــ
قافلة
للريح قلت: انثري جسدي في السفوح التي ستغني دمي..
للصبح: عانق يدي في الأعالي ..هناكَ..
وللبحر: هذا دمي عاشقا ..ضمه موجك الوثنيَ..
عميقا..عميقا..
كا نت الأرض نائمة في السرير/ الضحى..
والنوارس تمرق عاصفة..عاصفه..
كانت اللجةَ الراجفه..
حين فاتحت ريح الصدى بالظلال / الكلام
***
لم أكن قد وعيت البعيدَ..
ولم أتجدد هنا جهة للسؤالْ..
لم احدد سماء الرؤى..
لم أوحد خطاي / اعددها في الجهاتِ يدي..
ولم امتشق نبض كفي غيوما لأسمائها..
كانت الريح عاتيةً..
شردت جسدي..
باعدت بين خطوي ووهج العظام
***
هكذا صرت قافلة /عربا ضائعين..
سرت مطفأة جمرتي..
واللحى غطت الأوجه الحجريةَ..
مادت بنا..
نقَّبت ليلها..
في الرغاء الحطام
سطيف: 30/12/2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداية ونهاية
حجرٌ جسدي..
والطريق إلى شمس كفيك أسفل أسفلَ يا رجتي..
أتدحرجُ..
تزرع ريح المدى رملها في الجراح التي تتوزعني ..
ينبت الصهد قافلة من غروب التوجهِ..
تأتي الجمال وتركضني..
والضباع التي في المضيق تشردني..
لا أرى لي هنا شجرا..
لا ارى يد ظلي..
ولا قدما تتعدد بي..
أتواصلُ..أنزلُ..
تأتي الكهوف وتتبعني..
الكهوف الصلاة التي تشتهي سجدتي..
والصلاة الدروب التي ستضيق ..تضيقْ..
أنزل الآن اكثرَ..
سفح الغروب يرتلني..
والثلوج التي في الأعالي تذوب..
جمرة قامتي..
والأصابع فيَ الندوب..
***
قلت للأرض : أنت سبات طويلُ..
جهاتك غيم / رمادٌ..
وعشبك صمت ثقيلٌ..
وللبحر قلت: مياهك عطشى..
وموجاتك اللاهثات لجام الصهيلْ..
لأعالي الجبال سألت: ترى اين بدئي ..
ومن أي سفح أشد الدليل؟
***
نامت الأرض في نومها..
البحار تبدت حريقا يشتتني..
والجبال التي رضرضت أضلعي أسكنت ظلها في العويلْ
***
حجر جسدي..
قدماي السهادُ..
يداي الصدى يترنحُ..
خمرٌ فمي..
ودمي شاحب سيجت لونه النائحات على شوقهن لماء البعاد..
كيف لي أن أرتب صوتي إذن..
كيف لي أن أضم الكلام إلى لغتي والحروف التي نفخت رئتي ذات وقت هنا لا تعاد؟
كيف لي أن أغنيَ موج المدى وقد عمني القحط في رجف هذي البلاد؟
***
قلت للغائب المبتلى بالسلاسلِ..
للحاضر المبتلي بصهيل السواد:
كيف لي أن أرج الفقيه ، أبدد فيه الوجودْ..
كيف لي أن ازحزح رأسي التي امتلأت بغبار الغيوبْ..
كيف لي أن أؤوب إلى خطوة الغدِ..
أملأ روحي بزهو الطيوبْ..
قلت للنص: قف حيث أنتَ..
البلابل غيبها الصهد منك..
انتهت في الظلام /الغروبْ.
قلت: لم تبق في ركبتيَّ هنا غير هذي الخفافيش رمل الدروب
***
المدى غابة تترصدني..
والطريق الشرود / الشحوب
***
أسمي البداية شمسا ربيعيةً..
ومرايا وضيئه
***
أسمي النهاية أرضا منقبةً..
وجباها وطيئه
ـــــــــــــــــــــ
أغصان تعشق بنت البيت
لا تفتح بابكَ..
ثمةَ أشجار تتعرى..
أرض تنزع خضرتها..
موج في ذروة رعشتهِ..
وجبال تحضن أصداء الريحِ..
رمال تتلوى غاضبةً..
وهضاب تغزل شهوتها..
ثمة فئران نائمة توقظها الريحْ..
ثمة من في النوم صياما ما زال يغوصْ..
ثمة ناموس يجتر دم الليل الساهر ترجفهُ..
أنفاس تتجول في البهو تغربها..
قبل ساخنة تبردُ..
شعر ينساب سعيدا فوق وسادات الحب الغامر لحظتهُ..تحزنهُ..
وسرير يتدفأ بالذكرى..لا تحرمه الذكرى..
ثمة صرصور يحضن صرصورته عشقا وبهاء..
لا تفتح بابكَ..
لا تفتحه.. رجاء
***
لا تغلق بابكَ..
ثمة حيطان تتنفسُ..
ألواح تنشر غبطتها..
وستائر تهفو لشذى الشرفاتْ..
كتب تقرأ كف الكونِ..
وتكتب ضوء الآتْ..
ثمة كرسي في الداخل ينشد أحضان الأشجارْ..
ثمة أغصان تعشق بنت البيتِ..
وبنت تعشق أرجوحات الظلِّ الصامت ، تضحك حين تدغدغها الأوراق الخضراء..
ثمة غيم يحلم أن يدخل هذا البيت..
لا تحرمه دخول البيت..
نسمات تائهة تحلم أيضا..
لا تحرمها..
ثمة أشياء أخرى..أكثرَ..أكثرَ..
تضحك .. أو.. تبكي..
***
افتح قلبكَ..
ثمة أزهار تتفتحُ..
غيمات تحبل بالذكرى..
موسيقى تتآلفُ..
رقص يتعالى مزهوا بعباءات الليلِ..
ونجْمات تهفو ليديك هنا..
بجعاتْ
***
افتح قلبكَ..
منك إليها:
عشقا لمداها البحريِّ..
خمورا صوفيةً..
تفاحا غجريا..
وبهاء..
منك إليها:
عنابةَ، حمصا، قفصة ،فاسا، بئر العرشِ، سطيفا، عين الخضراء..
مدنا وقرى شتى..لا حصر لها..
أحمد، عيسى، موسى، بوذا، غيفارا..كل الأسماء..
منك إليهم..
منك إليكْ
***
افتح قلبكَ..
نهرك فيكْ..
ضم الأشجار، الانهار،الأسماك ، الأبقار،الأعشاب ، الأحجار إليكْ.
***
ضم الكافر والمؤمن بالغيب إلى غيم يديكْ.
سطيف : 23/01/2012
ــــــــــــــــــــــ
أقوال بصريه
قال أبوذر: رُبِّذت الأرض بأحجار الأكفانْ..
لم يعد الأبيض كفي..
صار سواد الإنسانْ..
ما زال هنا يشعل نار متاهته عثمانْ..
ما زال معاويةٌ يلبس ثوب السجان.
***
قال الحلاج: احترقت جُبات اللهِ..
وفارقت الريح جنوب الأزمان..
لم يبق هنا غير دمي ..
يركض في الرمل حصانا غجريا..
وجها لسواد الصمتِ..
وأسماء للبهتانْ.
***
هادي العلويُ أضاف: دم مائدة السلطانْ..
سيفٌ كل مداهُ..
حروب تتلو وجه حروبٍ..
تتآذن أو تتصالب ..أو..
ذئب وثني كل مكانْ
***
قال الطيب: ما في الجبة إلا الأحزانْ..
فُسِّخت الأشجار هنا..
صار رمادا ماء البحرِ..
تعرى الإنسان من الإنسانْ.
***
صاح معري النعمان:
أبصرت هنا مالم يره الناس جميعا:
أجسادا خِرَقا..
بحرا يتنفس أمواجا صاخبةً..
أغنيات تبكي..
وبكاءً يشدو..
ألحانا تخنقها ألحان
***
إفتح قلبكَ..ختمت رابعةٌ
ثمة أمطار تسقي أعماركَ..
ثمة ألوان تحضنها ألوانْ..
ثمة إنسانْ
سطيف: 25/01/2012
ـــــــــــــــــــــــــ
أصداء
رتبت الوقت بدايات تتلو ثَمَّ بداياتٍ..
أعطيت لكفَّيَّ هنا نهديك : نداء..
فلماذا لم تبزغ شمسك في جسدَيَّ: أنا،أنتِ..
لماذا لم تحضن رجلاك السير مساء
***
هيأت لك الأرض سريرا..
مياهَ البحر رجاء..
فلماذا لم تأتي يا أسماك الغيبِ..
لماذا أخفيتِ خريرك في ليل الماء..؟
***
فتَّحت لك الأبواب سعيدا..
ورميت ثياب الوقت على وجل الأنداء..
فلماذا لم يحضر غيمك فيكِ..
لماذا جاءت من ريح يديك الأصداء..؟..
***
آهٍ..يا إسما شجريا..
يا جسدا غجريا..
يا ملكَ الأجسادِ ..
ويا سلطانَ الأسماء..
كيف أرمم ذاتي وخطى قدمَيَّ هباء؟..
كيف،وقد صارت صلواتي وصيامي، حجي وزكاتي في هذا الرمل عماء؟..
كيف، وقد سرتِ عويلا وعواء؟..
كيف وقد أصبحتِ خلاءً وعراءً ودماء؟..
كيف أرممني ؟..
كيف أرمم أبعادك؟
كيف؟
سطيف: 27/01/2012
ــــــــــــــــــــــ
استغاثة
إلى ميلود خيزار
خداك صباح الخيرِ..
وكفاك بذورْ..
والشِّعر القادم من عينيك على ألم الأرض يثورْ
***
شفتاك الماءُ..
ونهداك نمورْ..
والنهر الصاخب بين يديك عبور
***
أعبرُ..حتما..
يا ميلود أغثني..
أعبر كيف؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
ثلج ودماء
يتواصل صمتكِ..
ثلج يأتي منكِ..
ونار في الأحشاء هنا..
أنكسرُ الأغصانَ ترتل حاءاتي..
كفاك الباءاتُ..
بعيد قربكِ..
وقريب بعدي..
تلك مسافاتك في الصمتِ..
مساءاتي في الرملِ..
وما بين خطانا في الجهتينِ:
شمالِ يديكِ..
جنوبي..
أكثر من صخر في البرد هناكَ..
أقل هنا من حجر ، أصداء
***
يتواصل ثلجكِ.
تأتي ريح منكِ..
أقول: ستأتينَ..
وتأتي بعض الشمس..
أقول: سأسمع وقع خطاكِ ..
ولا تأتينْ.
افتح نافذة الداخلِ..
طوفانك فيَ ثلاث من سنوات القلبِ..
وعشرون وتسع من عمرك في جسدي..
أنت الـ كان/ يكونُ..
النأي سماكِ..
وتاء الزعتر في هذا القفر الطافح بي..
أو هاء هوائكِ في رئتي..
أنت الـ كنت / تكونينَ..
النون سكون فيكِ..
الزاي زناد العسكرِ..والخنجر في كتفَيّ عبورْ
***
يتواصل بردكِ..
أصنع من جسدي حلما ..
أسقيه بهُدبَيكِ..
على أخضره الكرسيَ جلسنا ..
كفاك بكفَّيَّ..
أنا / أنت مكان اللحظةِ..
أشجار تتراقصُ..
حيطان تترك ظل مساء الوقتِ..
تسير إلينا..
طرقات تنفض أغبرها..تأتي..
ديدان تحبو..
فئرانٌ تعدو..
وضفادع تقفز..
والنمل سطورْ..
أيضا..وفراشاتٌ وطيورْ..
كنا مثل الماء نغني فرح الأرضِ خريرا يحضننا..
والكل حبورْ
***
سقط الليل علينا..
سقطت أعمدة الحيطانِ..
تكهربت الأرضُ..
هربنا..
شمَّلتِ.. وجنَّبتُ هنا..
أغلقتِ الأبواب عليكِ..
وحيدا سرت هنا..في هذا الربع الخالي..
كنتُ شريدا فيكِ..
وكانت أفعاك على شفتَيَّ دماء..
كبدي تتفتتُ..
والأرضُ..
سماء
سطيف: 02/02/2012
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثلج
فرَّش الثلج أبيضهُ..
سينام..
يحضن الليلَ،أشجاره العاريات.. وأحجارهُ ..
غيماته التائهات.. وأحزانهُ..
خيماته الراجفات ..وأكواخهُ..
وينامْ
أيها السائرون على صمتهِ..العابرون مداهْ
خففوا وطء أرجلكم..
اتركوه ينام..
أيها الساهرون على بردهِ ، الفاتحون صداهْ..
أشعلوا دفأكم..
واستريحوا إلى وهْج احلامكم..
إنه متعبٌ..متعبٌ
فرجاءا........دعوه ينامْ
سطيف: 06/02/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماعِزُ النار
في مكان ما..
في هذا العمق الحجليِ..
بعض من ماعز النارِ..
وبعض من أشجار الدفلى..
وبعض مني..
في هذا الـ مني أشياء أخرى:
ملح حجريٌ..
حمأٌ ماءٌ..
كلمات من قبو القلب النابض عشبا ومتاهات..
في هذا القلب عجائز وشيوخ وأطفال وثلج يحاصره الصمت
ورياح تتسلق نوافذ بيوت مهترئه..
في البيوت تلك أفكار أخرى: خبز وحليب وغطاء..
في الغطاء أنا الحزين حد الرجفةِ..
والمشتعل حد الشتاء..
***
آه يا دفء الموتى..
رد لي بعض الذي أخذت مني..
أو ردني إلى جسدي الواهن في..
أو رد لي أنت الذي سأكون..
أيها المتعدد في طريقي ..
الذاهب في كل مكان..
رد لي أنت الذي سيكون
***
أيها الطفل السائر في السهو بحثا عن أسمائك وأيامك ومداك..
أيها الشيخ الواقف على عكاز عمرك وصداك..
أيتها العجوز الرابضة في سلة الصمت حيث كانونك الطيني يفتح باب برده لعواء السنين التي مرت بخاطرك اللحظة..
أيها الـ أنا الراكض في تعبي ..
هاهو الليل يترجل حاملا بعيده الشماليَ..
هاهي النجوم المطفآت ترجرج خطاها في دمائنا..
وهاهي الجدران تنزفنا..
ولا حكايات لنا..
لا بحر يرشدنا ..
لا أول للجرح ..لا آخر لنا..
وحدنا في المهبِّ..
ووحدنا في التراب / الغيابْ
***
حمل الكراسُ الناعس يدَ الطفلِ..
حمل الحذاءُ البلاستيكي الباكي رجليهِ..
وسار..
كان الثلجُ الشيخُ المعريَ..
وكان المعريُ سعالا يتدحرج في السفحِ..
وأطفالا لصورة في شفاه شاشة المساء..
***
سار الشيخُ العكازُ على وحده..
رافق صمته المتحشرجَ بعضُ ملح الذكرياتْ ..
كان الغازالمعطر بالبرد على كتفيهِ..
وكانت الطريق التي ابتلعته وجهه في الصلاةْ..
***
لم تصل العجوز قمحها الباقيَ في زاوية العمرِ..
لم تتحرك يدها في النحيبْ
***
مات الشيخُ..
وكنت انا الطفل الذي جف من نومه أبكيهما وحيدا..
تائها في بياضي الغريب.
سطييف08-09/02/2012
ـــــــــــــــــــــــ
خاتمة
أجمع الكف للكفِّ..
والخُف للخفِّ..
والرأس للمنتهى..
أسمع الكف ضابحة في الأصيلِ..
وخاء الخلاء هنا ندب في العويل..
...الضحى، أسمع الراء ركضا على الرملِ..
والفاء سيلا من الفاتحات /المماتِ..
أرجُّ القبور التي تترجَّع في الصدر آهاتها..
أرى الأفْق سربا / سرابا..
وخاتمةَ الأرض ليلا / خرابا..
أمد يدي في اتجاه الجنوبِ..
تشمِّلني الريح زاعقةً..
في اتجاه الغروبِ..
يشرِّقني الموج جثتهُ..
أقول: هنا سمك يتلمظ بي..
هناك الذئاب التي تشتهي قدمي ..
ولا نارَ لي..كي أرد العواء الصدى..
لاشواهقَ..
لا..لا ترابْ
***
جسدي جمل يعلك الرمل أضلاعهُ..
والطريق هنا..أو هناكَ..
غرابْ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أون سيت - أسرة برنامج أون سيت تدعي بالرحمة والمغفرة لأسر الف
.. أون سيت - لقاء خاص مع الفنانة يسرا من مهرجان الجونة السينمائ
.. أون سيت - يسرا: أنا مرتبطة جدا بمهرجان الجونة السينمائي وبدأ
.. أون سيت - يسرا: أنا استفدت بدروس من خلال مسيرتي الفنية الطوي
.. أون سيت-مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 يعلن