الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر .. وسؤال المليون دولار

حسين القطبي

2016 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


التهديد باقتحام المنطقة الخضراء، على لسان السيد مقتدى الصدر، سرق الاضواء من نهائيات كاس الاندية الاوربية، وحير العراقيين اكثر من مباراة الارسنال وبرشلونه.. فالشباب العراقي اليوم يتابع تقدم الحشود، ويتساءل: هل سيقتحم السيد مقتدى الصدر اسوارها، المنطقة الخضراء؟ ويسقط الحكومة، ام لا؟

السؤال الذي يشاكس هذه الايام في الاذهان، يحتاج لاجابة ليس لانه رهان على حدث عابر، يشبه نتيجة مباراة، بل هو تقرير مصير الـ 30 مليون عراقي للعشر سنين القادمة، على اقل تقدير.

لو قرر السيد مقتدى الصدر اسقاط هذه الحكومة بانتفاضة جماهيرية، فان عليه ان ياتي بنظام بديل وبالتاكيد سيكون جديدا وبحاجة الى سنين من اجل توطيده.. اي ان اقتحام المنطقة الخضراء سيجبر العراقيين على الانتظار سنين طوال من اجل تجربة النظام الصدري في الحكم، الذي يختلف عن نظام الـ 13 سنة الاخيرة...

أو ان قرر السيد الصدر ان يبقي اتباعه في مخيمات الاعتصام، وهذا ما تشي به مكالمته مع رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم، اذ قال فيها بان هذه المسيرات هذه ليست سوى "ورقة ضغط على الحكومة"، من اجل دفعها لاجراءات الاصلاحات، فان ذلك يعني في ما يعنيه بان السيد الصدر سرق نقمة الجماهير على حكومة الفساد وامتص غضب الشارع، واعطى فرصة اخرى لهذه الحكومة بالبقاء...

فمن هنا تاتي اهمية السؤال بالنسبة للمواطن العراقي.. اقتحام المنطقة الخضراء يعني الدخول في نفق جديد لتجربة شكل ثان للحكم، هذه التجرية التي لا احد يدري كم ستطول، وكيف سيعاني المواطن من ضائقة بسببها، فضلا عن انها غير مضمونة العواقب.. بينما الاكتفاء بالمبيت في خيام الاعتصام، فهو بالتاكيد يعني اطالة عمر هذه الحكومة، وحراسة حدودها.. اي بقائها على الاقل لحين نهاية فترتها الانتخابية...

في السياسة اليوم لا توجد خطوط حمراء امام اي احتمال، او خيال، فكل ما لم يتوقعه المرء هو جائز، وليس بعيدا ابدا ان نسمع في الجمعة القادمة، انباء هجوم كاسح من قبل الصدريين على مقرات القادة السياسيين. ولن تكون مناورة السيد الصدر مجرد استخدام لتكتيك الـ "بلف" في لعبة البوكر، حيث يوهم اللاعب خصمه بامتلاك اوراق هو لا يمتلكها بالحقيقة... دافعا اياه اما لليأس او للمخاطرة...

ان تم هذا الاقتحام، فهو يعني انقاذ العراقيين من شلة فاسدة نهبت ميزانيات العراق الانفجارية لـ 13 عام متتالية، وكانت تتبادل بينها كراسي الوزارات مثلما تتبادل السبح والخواتم في الجلسات الحميمية. حينها على السيد الصدر ان يمتلك في جعبته نظام جاهز، والبدء بتنفيذه مباشرة، من اجل تجنيب العراقيين مرحلة الفوضى التي تلي اي تغيير انقلابي، بهذا الشكل.

وان لم يتم الاقتحام، فان خيام المعتصمين على الارصفة المقابلة للخضراء، لن تكون سوى "اسفنجة" يابسة، تمتص غضب الشارع وتمنح الحكومة وقت اطول للبقاء وفرص اكثر للسرقة...

ولهذا فان السؤال القائل "هل سيقوم الصدر باقتحام المنطقة الخضراء؟"، سؤال يشغل بال العراقيين، حقا، لانه سيقرر شكل الحكم للعشر سنين القادمة، لكن السؤال الذي يشغل بالي انا، فهو، هل يعلم السيد مقتدى الصدر اصلا جواب هذا السؤال، سؤال المليون سائل حائر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟