الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة النصرة، عدوة للثورة

عديد نصار

2016 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بقدر ما أفرحنا استرجاع أهلنا السوريين لأشكال انتفاضاتهم الأولى ولأهدافهم الحقيقية منها ولشعاراتها وهتافاتها التي أعادت الروح للكثيرين ممن اصابهم الاحباط خلال الأشهر الأخيرة، حيث خرجت الجموع من تحت الأنقاض ترفع أعلام الثورة وتستعيد أهازيجها، بقدر ما أسفنا وأعلنّا التضامن مع شعبنا في مناطق حُرمت من المشاركة في التظاهر إحياءً لمرور خمس سنوات على التظاهرة الأولى في دمشق، مناطق خاضعة لسطوة الاستبداد بوجوهه المختلفة وتحديدا مناطق سيطرة النظام الأسدي ومناطق سيطرة تنظيم داعش ومناطق سيطرة ميليشيا صالح مسلم.
وكنت دعوت أكثر من مرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي الى إشهار التضامن مع المناطق السورية المحرومة من حق التظاهر، لأن في ذلك شد لأواصر التلاقي بين الشعب الواحد من جهة، ولأنه يقدّم لمرحلة ستأتي حكما ينتفض فيها الجميع ليتلاقوا في ساحات النصر المحتم. نصر يتوج تضحيات السوريين أينما وجدوا.
وهنا أكرر الدعوة إلى إشهار تضامن المناطق السورية التي خرجت وتخرج يوميا في مظاهرات إحياء للذكرى الخامسة للثورة السورية العظمى مع المناطق التي لا تزال منكوبة بالاستبداد في دمشق والساحل، وفي الرقة ودير الزور وفي الحسكة وعفرين. ولتكن مناسبة إحياء ذكرى الثورة مناسبة تجسد أحد أبرز شعاراتها: الشعب السوري واحد!
وفي هذا الإطار، ألا يبدو مستغربا غياب هذا الأمر عن المعارضة السورية الرسمية التي تفاوض النظام في جنيف، وكأنها توافق على التصنيف الأرعن للمناطق السورية بين مناطق معارضة ومناطق مؤيدة؟
ولكن اللافت كان استعجال جبهة النصرة السير نحو السقوط المحتم. هذا الاستعجال الذي دفعها الى قمع التظاهرات المنادية بإسقاط النظام التي خرجت فيها الجموع في مناطق تواجدها في محافظ إدلب وتحديدا في معرة النعمان. لقد تجرأ عناصر الجبهة على مهاجمة المتظاهرين وتهديدهم وانتزاع أعلام ثورتهم وتمزيقها الأمر الذي خلق جوا مشحونا بينها وبين الناس لم يتلقفه أحد من قوى المعارضة التي تحتفظ بترددها في اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الجبهة. ثم أمعنت جبهة النصرة في مقارعة الأهالي من خلال الهجوم الذي شنته على الفرقة 13 المتمركزة في معرة النعمان وجوارها ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء واستيلاء الجبهة على مقرات الفرقة ونهب موجوداتها وعتادها واختطاف العشرات من عناصرها.
هذا الوضع الذي دفعت اليه جبهة النصرة لم يدفع المواطنين الى الخوف والاستكانة، بل ردوا على جرائمها بقوة بحيث هاجم المئات من المواطنين والمواطنات مراكز النصرة وأحرقوا بعضها ثم سيطروا على مقرات الفرقة 13 وحرروا عددا من المختطفين رافعين أعلام الثورة مدموغة بشعار الفرقة 13 مرددين هتافات معادية لجبهة النصرة وللنظام وممجدة للثورة وللجيش الحر.
لم تكن هذه الجولة الأولى لارتكا بات جبهة النصرة بحق السوريين وثورتهم. وهنا أذكر بحادثة المحطة الاذاعية في سراقب التي هاجمتها النصرة ونهبت محتوياتها وأغلقتها منذ شهور. كما أذكر بخطف الناشطين العاملين بالإعلام والاغاثة، ومنهم من لا يزال مخطوفا منذ أكثر من عام. إضافة الى قضمها لفصائل الجيش الحر واحدة بعد أخرى كلما أتاحت لها الظروف ذلك.
لم تكن جبهة النصرة يوما جزءا من الثورة السورية. بل كانت، مع مثيلاتها من الجهاديات المبرمجة والموجهة من الخارج، اللغم الذي زرعه أعداء الثورة في خندقها. أمنوا لها الدعم والتمويل وفرضوها على المعارضة بقوة النفوذ وتبعية الأخيرة لأنظمة تريد تمرير أجنداتها. ولم تكن الأسباب المادية للثورة السورية تعني لهذه الجبهة شيئا كما أنها أشهرت عداءها المباشر للأهداف التي خرج من أجلها السوريون وبذلوا في سبيلها كل تلك التضحيات.
تراجعت جبهة النصرة لتفسح في المجال لأبناء إدلب ومعرة النعمان خصوصا ليتظاهروا يوم 18/3 فكانت تظاهراتهم الرائعة تؤكد للعالم مدى تمسكهم بأهداف الثورة وتعلقهم بتحقيقها كاملة مهما تعدد أعداؤها وتلونوا، لتعود ليل 19-20/3 لتقتحم معرة النعمان بأرتال ضخمة محاولة فرض سطوتها على الناس. ما يدعو كل قوى الثورة وجميع مدن وقرى إدلب وسوريا إلى النهوض في هبة واحدة لدعم المعرة وطرد هذه الجبهة المعادية.
إن وجود جبهة النصرة وأخواتها في خندق الثورة السورية لا يشبه إلا وجود حزب الله في خندق المقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال الصهيوني في ثمانينات القرن الماضي والذي حاز على كل الدعم الخارجي الذي مكنه وقتها من تعطيل وتحييد جبهة المقاومة الوطنية وبالتالي استقطاب المقاومين ومن ثم السيطرة على المقاومة ليوظفها في مشروع الهيمنة الإيرانية لاحقا. وها هي جبهة النصرة التي تكشر اليوم عن أنيابها، قاتلت النظام وحازت على دعم كبير حرم منه الجيش الحر فاستقطبت المقاتلين، وها هي تحاول إلغاء ما تبقى من رموز الثورة.
لكن الشعب السوري لم ولن يتخلى عن ثورته وعن أهدافها بعد كل هذه التضحيات. وها هو ينتفض بوجه جبهة النصرة وسيعمد إلى شطبها من ساحاته. فهل تجرؤ المعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف وبهيئة التفاوض على تسمية الأشياء بأسمائها وأن تعري جبهة النصرة ومثيلاتها وكذلك الجهات الداعمة لها ثم توفر الدعم اللازم معنويا وسياسيا وماديا للجيش الحر وللجماهير التي ترفض الاستبداد بكل اشكاله، وتصنف جبهة النصرة وكل من يسير على دربها عدوا للثورة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة