الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرود قصيرة(8)

يوسف أحمد إسماعيل

2016 / 3 / 21
الادب والفن


(العابر )
في وسط الشارع الضيّق ، وعلى حجارته المبعثرة ، بلا جدوى ... تمددت ْ، طوتْ رجليها، وبيديها احتضنت طفلةً عاريةَ القدمين ، لم يبدُ منها غير شعر أشقر، أشعث ، وملامح اكتنازٍ مَرّ على وجنتيها .
....................................................................
ـ سأل عابرٌ مهرولاً : من هي...من هذه المرأة ؟
• هرول العابر صارخاً...الطائرة الثانية قادمة ... اختبئ ..!
وقبل أن يلملم أنفاسه ، تبعثر جسده على أطراف المرأة المتمددة ، المحتضنة للطفلة عارية القدمين .
بعد القصف ...
ـ سأل عابرٌ مهرولاً : من هذا الرجل ...من هذه المرأة ؟
• هرول العابر صارخاً.....
(خدش الحياء العام )
• كتبت له عن شوقها وولعها وعن حاجتها واحتياجها
• .................................................................................................................
• كتب لها عن خوفه وقلقه وحرمانه
.................................................................................................................
وحين قررا الهجرة إلى خارج حدودهما المعلنة ..........قصفت طائرة عابرة حدودهما المعلنة .....
-;- في نشرة الصباح أعلنت الفضائية الافتراضية عن مقتل اثنين من الخادشين للحياء العام في شوارع المخيم .
(لقاء افتراضي)
هي : غسلتْ ضفائرها ...احتارتْ بلون الخدين ، انكمشتْ ، خلف المرآة ، تبحر في كفيه ، حاولت أن ترشف ما استطاعت من زبد فائضٍ برائحة الفل ، من بين أصابعه ..
هو منكمش أمام جهاز اللابتوب ..يحدق في الكلمات وفي الانتظار ، علّها تعود للسلام ورائحة الفل ..وحين أرهقه الانتظار بلا جدوى، كتب عبارته الأخيرة قبل الخروج : ثلاثون سنة مرّتْ على رحيلك، انتظرتك فيها من دون لابتوب ، أما الآن فلم أعد أطيق انتظارك أكثر من ثلاثين ثانية على صفحة اللابتوب
قرأ مخترقٌ خبيث رسالته، وكتب له على صفحتها :
انتظرني سأطرق بابك الآن ..
هو : أطبق جهازه ، وبدأ كشاب في العشرين ، يقفز ،ويرتب ما تبعثر حوله ،من الشوق وورود القرنفل البري، التي لم يرها منذ ثلاثين عاما .
(المحاضِرة)
ـ النقاب أسود ، اللابتوب أسود، المايكروفون أسود ، الطاولة الممتدة في صدر القاعة سوداء ...لم يعد غير بحثها المعَدّ للإلقاء مبهم اللون ..
ـ ضاق بها السواد ، فقررت التمرد على اللون المستبِدّ بها ....لوّنتْ صوتها ، أعطته إقاعات متنوعة ...مدته ، قطعته ، وصلته ، خفضته ، رفعته ...كان الصمت يعم ّ
ـ رفعتْ النقاب عن وجهها وصرخت : ألا ترونني الآن ؟ ! ..ألا ترونني الآن ؟ ! .....
-;- وحده رئيس الجلسة هدّأ من غضبها ، وقال لها : لا يوجد أحد في القاعة سيدتي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف