الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام على عملية باردو الارهابية ... ماذا بعد بنقردان؟

منظمة العمل الشيوعي - تونس

2016 / 3 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


عام على عملية باردو الارهابية ... ماذا بعد بنقردان؟
تزامنت الذكرى السنوية الاوى لعملية باردو الارهابية مع مرور أيام عى الهجوم الذي شنته "داعش" على مدينة بنقردان والذي شكل مثلما شكلت عملية باردو نقلة نوعية جديدة في نشاط المجموعات الاسلامية الارهابية في تونس. كانت عملية باردو مؤشرًا لانتقال نشاط هذه المجموعات الى المدن الكبرى وإلى استهداف المدنيين بعد أنّ ظلت مدة طويلة تتمركز بالمرتفعات والمناطق الجبلية وتستهدف أساسا القوات المسلحة (باستثناء عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي اللتان تتنزلان في مرحلة وَسياق سياسي مختلف عن ما تعيشه بلادنا منذ 2013)، تلت عملية باردو مثلما كان متوقعا عمليات "سوسة" و"محمد الخامس" وبعض العمليات الاخرى الأقل حجما وصولا الى الهجوم على مدينة بنقردان الذي اختلف جذريا عن ما سبقه سواء من حيث نوعيته، أسلوبه وأهدافه.
أكد هجوم 7 مارس على بنقردان أن هذه التنظيمات تجاوزت في مخططاتها أهداف "محاربة الطاغوت" أو ضرب الاقتصاد التونسي القائم أساسا على السياحة أو إلحاق الهزيمة النفسية بالتونسيين ودفعهم للتسليم بسطوة "داعش" و تفوقها إلى مستوى السعي إلى إرساء دولتهم "الدولة الاسلامية" على غرار ما حصل في مناطق من سوريا والعراق وليبيا وكانت العملية حسب ما راج من معطيات تحمل اسم عملية "الرقة 2" .
تصدت القوات المسلحة مسنودة بدعم شعبي هام من أهالي المدينة للهجوم الذي لا نعرف الى اليوم الكثير عن تفاصيله ولا عن العدد الفعلي للارهابيين الجهاديين المشاركين فيه وبمعزل عن تقييمات الأداء الميداني والاستخباراتي للقوات المسلحة وعن تقييم مدى تغلغل داعش أو مثيالاتها في المدينة لا يمكن لنا إلا أنْ نحيي ذكرى شهداء هذه المعركة وكل من ساهم في إفشال الهجوم ودحر العناصر الارهابية بأيّ شكل من الاشكال ونعتقد أنّ التعاطي مع سؤال: ماذا بعد بنقردان؟ يمرّ حتما عبر التفكير والفعل في المستويات التالية:
-1- إنّ جولات أخرى من المواجهة مع "الدواعش" ومشتقاتها قادمة لاريب وإنّ هذه المجموعات لازالت تشكل خطرًا استراتيجا على تونس والوطن العربي عمومًا بالنظر لارتباطاتها بدوائر امبريالية وبرجعيات عربية من جهة وبالنظر لمآلات الوضع كل من سوريا وليبيا على وجه الخصوص من جهة أخرى.
- 2- ترتبط هذه المجموعات بفئات وشرائح من النظام قطريًا و تخترقه في مستويات عدة خالقة بذلك غطاء ومقومات مناورة على الأصعدة السياسية والاقتصادية و الثقافية وغيرها لكن هذا لاينفي وجود مراكز نفوذ و قوى صلب هذا النظام تطرح مواجهتها من منطلقاتها وَمواقعها الطبقية وَحسب أجنداتها.
- 3- إنّ الحرب على هذه المجموعات لا يمكن أن تكلل بالنصر لشعبنا اذا لم تكن"شعبية" تعبئُ أوسع الفئات وتفتح ضدها كل الجبهات الممكنة في مختلف القطاعات والمجالات، في كلّ مدن البلاد وقراها وأريافها وبمختلف الوسائل فلهاته الحرب عمقها الطبقي ولها أوجهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ولا مجال لكسبها بضرب مطالب الانتفاضة من شغل وحرية وكرامة ولا بطي صفحتها أو استجداء التدخل الامبريالي مثلما يروج البعض.
-4- من الكارثي على وطننا وشعبنا أن تتحول قواه الثورية -كلما احتدت المعركة ضدّ المجموعات الاسلامية الارهابية واتخذت طابعا عسكريا- الى متابعين ومحللين يتأملون الواقع بعد حدوثه، فرغم ارتسام المشهدين السوري والليبي نصب أعيننا وَرغم رفع شعار "فلنضرب كل من موقعه" في اشارة الى استقلالية برنامجنا وتنظيمنا عن النظام وأجهزته الا أنّ طرحنا للجان الدفاع الذاتي أو الشعبي أو حتى لنواتاتها والمستلهم من دروس انتفاضة "ديسمبر جانفي 2011" ومن تجارب بعض المجموعات اليسارية الراديكالية الكردية ومن عدة تجارب ثورية أخرى لايزال طرحا موسميًا يحتاج الى إيلائه جهدًا نظريًا ودعائيًا وعمليًا أكبر.
ختاما نؤكد مجددا أنّ جولات أخرى لازالت تنتظر شعبنا في حربه ضد هذه المجموعات وأنّ الضغط على النظام القائم في البلاد لدفعه للمضي قدما في الحرب على "الدواعش" إضافة إلى بناء الأدوات الشعبية لمواجهتها بكل الاساليب هما من أوكد مهامنا في علاقة بهذا الخطر الداهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر