الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعذيب هنا وتفجير هناك .. مع من تقف !!

طارق الحارس

2005 / 11 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


كتبنا العديد من المقالات ضد الممارسات اللاانسانية التي كان يمارسها النظام الدموي الصدامي ضد المعتقلين العراقيين . كتبنا تلك المقالات في عهد النظام السابق بالعديد من صحف المعارضة العراقية السابقة وبأسمائنا الصريحة ، ولم نخف من بطش ذلك النظام بالرغم من عيشنا في دول مجاورة للعراق ووسط شعب يعشق أغلبه رئيس ذلك النظام فلماذا نسكت الآن على ممارسات لا انسانية تقوم بها أطراف من السلطة الحالية ضد المعتقلين في سجونها؟ .
ربما يعتقد بعضهم أن مقالتي هذه ستصب في خدمة حارث الضاري وثلته أو في خدمة أعداء العراق من البعثيين والزرقاويين .
فلتكن ! ، لكن بودي أن أوكد هنا الى أن الضاري وأمثاله يريدون استغلال هذه القضية استغلالا طائفيا يأتي على حساب المشاعر الانسانية، لذا يبقى هناك فارق كبير بين ما أريد أن اطرحه كعراقي يحب العراق وبين ما يطرحه الضاري وثلته فهم يردحون ويطبلون لمثل هذه الأحداث لكسب قضايا طائفية بعيدة جدا عن مصلحة المواطن العراقي ودليلنا على ذلك هو عدم ادانتهم الجرائم البشعة التي تقترف بحق الأبرياء من أبناء العراق في المساجد والحسينيات الشيعية وكان هذا هو حالهم أيام النظام السابق، ذلك النظام الذي كان يعذب ويعدم دون أن ينبس الضاري بأية كلمة واحدة ضد ممارساته الاجرامية التي اقترفها بحق الشيعة والأكراد ، إذ كان ساكتا عن قول كلمة الحق والساكت عن الحق شيطان أخرس ، أو ربما كانت لهم وجهة نظر أخرى في مسألة تعذيب العراقيين واعدامهم من طرف النظام الصدامي ، وجهة نظر مؤيدة ، ربما !! .
يعتقد بعضنا أن النظام السابق كان يعتقل العراقيين دون أسباب موجبة ويقوم بتعذيبهم بطرق وحشية ومن ثم يقوم باعدامهم دون محاكمة ، أما النظام الحاكم بالعراق حاليا فأنه يعتقل المجرمين الذين يحاولون ايذاء الشعب العراقي أو الذين نفذوا جرائم بشعة ضد هذا الشعب وبذلك فانهم يستحقون ما تعرضوا له في معتقل الجادرية .
نحن لا نؤيد وجهة النظر هذه مطلقا ، مع أننا نؤيد ونساند الحكومة في اجراءات الاعتقال المستندة الى أوامر قضائية ، إذ أننا نعتقد في حق الحكومة باعتقال المشتبه بهم والتحقيق معهم بأساليب حضارية مختلفة تماما عن الأساليب التي كان ينتهجها النظام السابق لأننا نريد أن نبني عراقا جديدا يحترم حقوق المواطنين ويحفظ كرامتهم .
ربما أن كلامي هذا لا ينسجم مع مشاعري ومشاعر المواطنين العراقيين الذين اكتووا بنيران ومفخخات وأجساد الانتحاريين العفنة ، تلك المشاعر التي تريد أن تقتص من هؤلاء المجرمين ، لكن علينا أن نقتنع بأن القوانين القضائية هي الكفيلة في أمر القصاص الذي نتمناه لهؤلاء المجرمين وهي الكفيلة في اخماد غضب مشاعرنا ونيل حقوقنا .
ان بدأنا نفكر بهذه الطريقة فأعتقد أننا قد وضعنا اللبنة الأولى ، الحقيقية في بناء العراق الجديد الذي سيحمينا نحن أيضا من شرور بعض الذين قد نختلف معهم سياسيا في المستقبل البعيد ، أما إذا وافقنا على التصرفات اللا انسانية التي مورست ضد المعتقلين في معتقل الجادرية فعلينا وعلى العراق السلام .
شهد العراق بعد اكتشاف قضية التعذيب في معتقل الجادرية يوم دام فقد سقط عشرات القتلى والجرحى في سلسلة من الهجمات الانتحارية فيما استمرت عمليات الخطف والاغتيالات فقد قتل ما لا يقل عن مائة عراقي وجرح 85 عندما فجر انتحاريان نفسيهما بحزامين ناسفين وقت صلاة الظهر في حسينية خانقين الصغرى وحسينية خانقين الكبرى وسط مدينة خانقين .
السؤال المطروح الآن هو : هل تحركت مشاعر حارث الضاري وثلته على الأرواح البريئة التي سقطت من جراء الأعمال الاجرامية التي اقترفها هؤلاء المجرمون أم ما زال مصرا على أن المقاومة العراقية تكسب مزيدا من الشعبية يوما بعد يوم كما ذكر في خطابه العدواني الذي ألقاه في مؤتمر الوفاق الذي أقيم في الجامعة العربية ؟ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس