الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِلمانيات متعددة ..؟؟

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عِلمانيات متعددة ..؟؟
وقاموس كامبريدج يقول ما يلي في تعريفه للسيكيولاريزم ،" هو الاعتقاد بأن ليس للدين أن يتدخل في النشاطات الاجتماعية والسياسية للدولة " ..إذن ، المقصود هو تحييد الدين عن الدولة ،أو فصل الدين عن الدولة ،بشكل قاطع ، فليس للدولة دين ،وإنما هي كيان لا ديني ، ينضوي تحت جناحيها كل المواطنين دون اعتبار لمعتقداتهم .. ولا تبني مواقفها تجاه المواطن بناء على ايمانه من عدمه .. سواءً مارس طقوساً دينية أو رفض ذلك .
لذا فالعِلمانية وبكل وضوح ،لا تتبنى أو تنفي الدين ، كما أنها لا تتبنى موقفاً اقتصادياً أو سياسياً محددا. انها ببساطة ترفض تدخل الدين في ممارسة الدولة اليومية لسلطاتها وواجباتها تجاه المواطن .
لذا فالعلماني قد يكون يمينياً ،يسارياً ،فوضوياً وقد يكون متديناً، إذا آمن بأن ما لقيصر(كناية عن الدولة ) هو لقيصر فقط ..
تسيير الشأن العام ، هو من اختصاص مؤسسة الدولة ومؤسساتها السيادية فقط ..
وبما أن العلمانية ترفضُ تدخل الدين في الشأن العام ، روّج البعض ،بأن العلمانية هي معاداة الدين ،أي دين، بل ذهب البعض الى القول بأن العلمانية هي الإلحاد بحد ذاته ..
لكن لا يعني هذا البتة ، بأن البعض أو الكثير من العلمانيين هم ملحدون أو لا دينيون.. لكن الإيمان الشخصي لا يرتبط بالموقف من تدخل الدين في تسيير شؤون الدولة وفرض سياسة على الدولة تستمد شرعيتها من النصوص الدينية ، مما يعني عملياً بأن للدولة دين ، رغم أنها ككيان معنوي لا تُعنى بالإيمان من عدمه ..فهي ليست شخصاً أو ذاتاً فردية مستقلة ..
نفهم ، لماذا يروج المتدينون أو رجال الدين، للقول بأن العلمانية هي الإلحاد ، فهم في الدولة العلمانية يفقدون إمتيازاتهم (كطبقة رجال دين ) في الحكم والسلطة .. لكن ان يقرِن علمانيون العلمانية بالإلحاد ، فهذا امر غير مفهوم .. الدولة هي التي لا دين لها (ولا نقول ملحدة)، ويحق لكل مواطن من مواطنيها أن يعتنق أو لا يعتنق الدين ، فهذا شأنه الشخصي وحريته في المعتقد وهو الأمر الذي تكفله الدولة التي لا دين لها ..!!
وقد يكون مما أثار هذه اللخبطة ، هو بأن اليمين السياسي بشكل عام ، هو يمين ديني ، واليسار السياسي هو بشكل عام يسار لا ديني .. أو لا يرى دوراً للدين في تحديد هوية الدولة .. فليس للدولة هوية دينية ، ولكن قد يكون لها هوية سياسية، قومية واقتصادية..
لذا فكل من يؤمن بفصل الدين عن الدولة هو علماني ، ولو كان يساريا ،يمينيا ، متدينا ، ملحدا ، اشتراكيا أو رأسمالياً.

تعريف قاموس كامبريدج :

the belief that religion should not be involved with the ordinary social and political activities of a country








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر


.. القناة 12 الإسرائيلية: الجيش يطلب مهلة 4 أسابيع أخرى لاستكما




.. أحداث قيصري تُثير موجة غضب واحتجاجات عارمة في إدلب وحلب| #ال


.. سرايا القدس: استهداف آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في حي الشج




.. مراسل الجزيرة: خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة بعد الإخلا