الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان

عدلي محمد احمد

2016 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المصالحه مع الاخوان اصبحت مطلوبه من جانب النظام من زاويتين , اولاهما ان الحرب ضد الاخوان قد اتت اؤكلها فيما يتعلق بتخلص البيروقراطيه العسكريه من اشد المنافسين , وثانيهما ان دورها كفزاعه للثوره مكنت الثوره المضاده من استعادة ما استطاعت استعادته من هيبة الدوله , قد تقلص الي ابعد الحدود تحت ضغوط الازمه الاقتصاديه وتداعياتها.
ولكن المصالحه مع الاخوان يصعب ان تتم مع حكم السيسي الذي انجز المهمه بالحده الواجبه من وجهة نظر اصحابها , بسبب من التشدد المنطقي لدي الاخوان.
مشكلة المصالحه حال حدوثها في اشعالها للمزيد من الغضب لدي اوسع الجماهير , وايضا لدي الدوائر والفئات الطبقيه اللصيقه بحكم السيسي.
ومشكلة المصالحه حال عدم التقدم نحوها بصوره واضحه , امكانية تأثيرها علي اجراءات رحيل حكم الجنرال وارباكها لمشهد لا ينقص الثوره المضاده فيه المزيد من الارباك مع ادراكها لمستويات غضب الجماهير , بالاضافه الي ان اهمال المصالحه سيعمل علي توطيد العلاقه اكثر فاكثر بين الاخوان الارهابيين والدواعش في سيناء وغير سيناء , في لحظه تهدد بالمزيد من الارهاب.
ومن هنا فان المطلوب من حكم السيسي حتي يرحل , التمهيد التدريجي المحسوب بقدر الامكان لهذه المصالحه التي سيتابعها بعده النظام , وهو امر يستسيغه الجنرال املا في تخفيف الضغوط عن كاهله , وتخفيف الاعباء القانونيه التي يمكن لها ان تترتب في سياق المصالحه الموعوده حال مغادرة كرسي الحكم.
ليس من الصحيح بالمره ان الافراجات الاخيره عن قيادات التحالف من اجل الشرعيه , والتوجه لمصالحه مع حماس تأتي في اي سياق مخالف لهذه التوجهات , فالقضاء ليس قضاء الزند بل قضاء النظام بالاضافه الي ان الزند ممسوك من رقبته مهما تكن علاقته بالقضاء , اضافة الي انه في التحليل الاخير كان وسيظل من رجال النظام.
كما انه ليس من السليم تصور ان حكم السيسي يستطيع تحقيق هذه المصالحه بعد كل الدماء التي جرت في نهر علاقة حكمه بالاخوان.
وفي نفس الوقت , فان المصالحه مع الاخوه الاعداء في صفوف الثوره المضاده ليست ممكنه فقط من جانب من يتصورون انهم سيخلفون الجنرال , بل حتميه وضروريه لجميع اطرافها , لان هذه الخلافه لن تعرف طريقها للتحقق كمبادره سلميه حره من جانب فرقاء النظام في مواجهة الحكم الذي صار مرفوضا شعبيه بدرجه غير مسبوقه , بل ستعرف طريقها للحياه فقط كممارسه هدفها قطع الطريق علي الثوره في وجه حكم السيسي , واحتواء الموجه الثوريه -- المتوقعه من الجميع --بقدر الامكان من جانب النظام.
فالثوره المضاده ستكون في مسيس الحاجه لاستعادة لحمتها ووحدة صفها وهدفها في مواجهة الجماهير الشعبيه التي ستكون مسلحه بمستويات عاليه من التخلص من الوعي الاصلاحي , الامر الذي سيفرض علي اعدائها صعوبات غير مسبوقه رغم كل ما حققته من خبرات في صرف هذه الجماهيربسهوله , ويمكن القول في هذا السياق ان الحرب الاهليه لم تطرح نفسها كعمل غاشم كما ستطرحه في موجتها المقبله مع صعوبة انصراف الناس من ناحيه وصعوبة المبادره بتقديم تنازلات جاده من جانب الطبقه الحاكمه من ناحية اخري , ليس فقط بسبب حدة تأزم الوضع الاقتصادي بل لان السبب الاصلي مازال مطروحا بل وتفاقم , باعتبار ان هذه التنازلات في مجتمع بعاني من كل هذا التجريف الاجتماعي والاقتصادي لن تصرف احدا بل ستدفع الجميع للمزيد.
ان المصالحه ستفرض نفسها كضرورة لا راد لها لدي النظام في ظل هذه التوقعات التي تقترب من البديهيات الان لدي الجميع , حيث سيكون استمرار الحرب الدائره بين اطراف الثوره المضاده عملا عبثيا بل ومجنون .
خصوصا ان تحققه سيترتب عليه علي الفور استعادة انسجام الثوره المضاده مع التوجهات والرؤي الامريكيه الغربيه في مواجهة الثورات العربيه والتي تعتمد في المحل الاول علي اقصي تعاون مع التيار الديني الرجعي وعلي رأسه الاخوان..
ويمكن الاشاره هنا الي ان هذه الاستعاده في مصر للعلاقه بالاخوان تشكل الان هدف شديد الحيويه من وجهة نظرهذه التوجهات الامريكيه , فهي ستسهل محاصرة الدواعش بالاقل داعشيه ولا اقول المعتدلين , وتعفي السياسه الامبرياليه من معارك مكلفه , وتمنح الامل او حتي بعضه في امكانية ترتيب اوضاع سوريا وليبيا واليمن علي هذا الاساس , وتوفر اطمئنانا لامكانية استمرار المعادله السياسيه في تونس مهما تكن المنغصات, كما انها ستوفر افضل شروط تحقيق ترحيل الفلسطينيين الي شمال سيناء كهدف صهيوني كاد ان ينفذه الاخوان.
يدرك استراتيجي واشنطن جيدا , ان 30-6 التي اطاحت بحكم الاخوان , وجهت ضربه صاعقه لاستراتيجيه متكامله لا تتسع سياسيا للجنرالات , كما لا تستهدف اي انفراد بالسلطه من جانب اي من مكونات اي نظام , كما انها لن تسعي للاحتفاظ بالرؤؤس القديمه التي ثارت في مواجهتها الجماهير.
ادراكهم لعبثية محاولة حكم السيسي في الافلات المهدد بتعريض الجيش باعتباره اهم مرتكزات النظام لغضب جماهيري مباشريهدد بامكانية اسقاط النظام.
كما يدركون مدي تأثيرها علي كامل الوضع العربي وما اتاحته للدواعش من امكانيه لملء الفراغ الذي تركه تراجع الاخوان , وتأثيرها علي بواقي القذافيه في ليبيا , وعلي احلام بشار في الاستمرار , وما لا يقل اهميه ادراكهم لمدي ما فرضته عليهم من تهادن اضطراري مؤقت مع الروس بعد ان ارتفعت لديهم باحلام الدفع في استمرار بعض الانظمه علي حالها , كما تشير توجهاتهم في سوريا , وكما اشارت التوجهات المبكره لعلاقتهم بحكم الجنرال المصري والتي ما زالت تحت المراقبه اللصيقه والحصار.
ومن هنا فانه لا مبالغه في توقع استعجال امريكي للنظام المصري من اجل تحقيق المصالحه , وهو توقع يمتد الي توجه امريكا والغرب الي اقصي دعم للاخوان حال الافراج عن كوادرهم , وهو ما يدركه الجنرال بوضوح جعله يفرض الاقامه الجبريه او ما يشبهها علي المفرج عنهم حديثا من قيادات تحالف دعم الشرعيه , وهو ما سيمتد حتما لافراجات الاخوان.
ولا جدال في ان الاستعجال الامريكي للمصالحه , سيكون له وقع استعجال الموجه الثوريه لدي شعب لم يفوض الجنرال في ظل وعيه الاصلاحي , الامن اجل مطاردة الاخوان بعدالاطاحه بحكمهم بالقوه لا من خلال انتخابات رئاسيه مبكره كما كان يحاول الجنرالات الوقوف في منتصف المسافه بين الموقف الامريكي ونتائجه وموقف الجماهير التي خرجت بملايين لم يشهدها التاريخ الانساني من قبل ضد الاخوان وضد الامريكان.
ان الاندفاع الامريكي المتوقع نحو دعم الاخوان من جديد , والذي ستتصدر انجازه سعودية سلمان , والمشحون بدوافعه العربيه قبل المصريه , لن بكون الا التمهيد السافر لفرض الحرب الاهليه علي ثورة ينايرلا , وايضا علي الطبقه الحاكمه المتحققه فعليا في السياسه والاقتصاد والتي ما زالت تتحاشي هذه الحرب , التي يمكن لها مع ارتفاع وتائر الغضب الثوري , وتقدم الاسلحه ان تعرض الشعب لكارثه مهوله سيذهب بها اغتصاب النيل الي عنان السماء , ولكنها علي اي حال ستكون المحرقه التي ستحول الثوره المصريه العظيمه الي مستويات من القوه والعنفوان لا تخطر علي بال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-