الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفتوح للقادة في دول تضم بيرناردينو، باريس، بيروت، بن قردان، اسطنبول، بروكسل

ميشيل حنا الحاج

2016 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا بعد هجمات بيرناردينو، باريس، بيروت، اسطنبول، بن قردان، أنقره، بروكسل؟
=================

هل بات المجتمع العالمي بكافة أطيافه، في الشرق وفي الغرب، يدرك أخيرا أن الحروب الأهلية مرتع لتفريخ التطرف الذي غالبا ما يقود الى الارهاب؟ فهم حين كانوا يغذونها ويباركونها، انما كانوا يساعدون على ظهور التطرف، ومنه الارهاب الذي وصل اليهم أخيرا.

بعد بروكسل، بات على الجميع أن يتوقعوا كل شيء. فلا ينبغي أن تكون هناك مفاجاآت بعد الآن، اذ بات من الرجح أن تقع مستقبلا، مزيد من الأعمال الارهابية التي ساهم الجميع في تكوين بذورها، بدءا من جورج دبليو بوش الذي غزا العراق ودمره بدون مبرر، انتهاء بالرئيس باراك أوباما، الذي ساعد على تغذية الحرب الأهلية في سوريا، فسجلت نقطة سوداء في سجله الذي كاد يكون رائعا عندما تبنى الرغبة في السلام والمصالحة، مقررا تبني الدعوة لتجنب الحروب...كل الحروب، الا حربا واحدة في سوريا.

ولا ينبغي أبدا أن ننسى الرئيس الفرنسي أولاند، الذي كانت بلاده أكثر الدول الأوروبية ممارسة في حقن قنابل الموت بالآلاف للمعارضة السورية المسلحة التي غالبا ما حذر الكتاب ومنهم أنا في العديد من المقالات، بأنها لم تعد حربا منتجة لأهدافها المفترضة، بل باتت موقعا لتفريخ الارهاب بكل أِشكاله وأنواعه.

ولا ننسى (طيب) الذكر رجب طيب أردوغان، الذي فتح حدوده على مصراعيها، ممهدا لمرور السلاح والارهابيين عبرها الى الداخل السوري والعراقي، ومرور نفطيهما من الداخل السوري والعراقي ليباع بطريقة غير شرعية، وتستبدل قيمته بمزيد من الأسلحة التي باتت تدريجيا تتحول الى خناجر تطعن صدور كل من شجع الحرب غير المبررة في سوريا،والتي لم تعد على أرض الواقع، وبما فرخته من ارهاب وارهابيين، حربا ضد سوريا، بل حربا ضد شعوبهم التي باتت تعاني من التفجيرات المتواصلة التي لاتنقطع، وقد لا تنقطع لسنوات كثيرة قادمة.

تريدون تغيير النظام في سوريا؟ حسنا. ليكن ذلك. ولكن هل كان من الضروري أن تشعلوا حربا أهلية عادت بالويل والثبور على السوريين وعليكم في آن واحد؟

ماذا كان يمنع أن تكتفوا بالمظاهرات السلمية حتى لو صدق ادعاؤكم الذي يرجح بعض الشهود عدم صحته، بأن النظام كان يطلق النار ويقتل المتظاهرين؟

ألم تنجح ثورة الياسمين في تونس، في اسقاط النظام الدكتاتوري، عبر المظاهرات السلمية ودون تحويلها الى حرب أهلية؟

ألم تنجح المظاهرات السلمية في مصر باسقاط النظام الدكتاتوري دون تحويلها الى حرب أهلية، رغم لجوء النظام المصري الى استخدام العنف ضد المتظاهرين، كما في موقعة الجمل، وماسبيرو، وما رافقها من سحق بعض المتظاهرين بواسطة الدبابات التي داست على أجسادهم؟ ومع ذلك لم يرفع المصريون السلاح في وجه النظام؟

ألم تنجح الثورة السلمية في ايران، في قلب نظام الشاه، رغم كل العنف الذي استخدمه جيشه ورجال سافاكه، مؤديا لقتل العشرات من الايرانيين؟ وأنا لا أنسى تلك الثورة التي غطيتها في كافة مراحلها، وشاهدت في احدى المرات سلاح جو الشاه الايراني، يستخدم الهليكوبترات ليطلق منها النار على المتظاهرين، فيحصد العشرات، بل المئات من الأرواح البريئة.

ولكن اعتماد أسلوب الحرب الأهلية في سوريا، كان مقصودا لذاته اعتقادا من مفجريها، بأنها سوف تستعجل اسقاط النظام في سوريا. فهم لم يرغبوا في الاكتفاء بعملية التظاهر لأنها قد تستمر طويلا قبل تحقيق أهدافها. أو هكذا صورت تركيا أردوغان الأمر لدول الخليج وللولايات المتحدة. فدول الخليج المغرر بهم من قبل تركيا (للأسف)، والتي دغدغت أوتار الخلافات الطائفية السنية الشيعية، لتشعل حربا هي المستفيد الوحيد منها، الى أن أصابتها سهام السم الذي زرعوه في حديقة الكراهية بين الاخوة العرب.

ألم تلحظوا كم استفادت تركيا من تلك الحرب؟

1) لقد ساعدت على تدفق أموال الخليج عليهم كمكافأة على تسهيل مرور الأسلحة والمسلحين الذين سيشعلون الحرب في سوريا والمرغوب بها خليجيا لأسباب خاطئة وغير مدروسة.
2) فتحت الأسواق الخليجية لبضائعهم باعتبارهم أصدقاء وحلفاء، والأجدر بتشجيع صناعاتهم ومنتوجاتهم على كل صناعة ومنتوج من دول أخرى.
3) رغم تدفق اللاجئين عليهم، فان هذا التدفق قد واكبه تدفق أموال أوروبية ودولية، لمساعدتهم على معالجة أزمة اللاجئين.
4) استطاعت ابتزاز أوروبا عبر استخدام ورقة تدفق اللاجئين الى أوروبا مرورا بالأراضي الأوروبية. وها هي لا تكتفي بثلاثة مليار دولار لمعالجة قضية اللاجئين، اذ رفعت الرقم الى ستة مليارات.
5) مستخدمة قضية اللاجئين، لجأت الى ابتزاز آخر لدول أوروبا، فهي تحثهم على تقبل تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ترددت دول أوروبا طويلا في تقبله لسلوك الحكومة التركية أساليب لا تعتبرها الدول الأوروبية أساليب ديمقراطية.
6) شاغلت سوريا عن المطالبة باقليم الاسكندرون السوري، الذي انتدبها في عام 1939 الحاكم الفرنسي المنتدب على سوريا، لادارته لفترة زمنية مؤقته، ولكنها استحوذت عليه وضمته الى أراضيها.
7) دمرت الاقتصاد والصناعة السورية التي كانت المنافس الأكبر للصناعة والمنتوج التركي.
8) و و و و و فالنتائج الحاصلة لمصلحة تركيا لا تعد ولا تحصى. وكان يفترض أن تظل تدور في دائرة المنافع، الى أن أصابها خنجر الارهاب كما أصاب سوريا ولبنان وفرنسا وبلجيكا وأميركا والحبل على الجرار.

ألم يدرك قادة العالم بعد، أن الحروب لا تولد فحسب القتل في ساحة المعارك، بل تولد التطرف ومن ثم الارهاب.

ألم يؤد النزاع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، لظهور الخوارج؟

ألم يؤد ظهور الخوارج، الى ظهور الخوارج على الخوارج، وهم المعتزلة؟

ألم يؤد ظهور هؤلاء وهؤلاء، الى ظهور مجموعات الحشاشين في عهد صلاح الدين الأيوبي، مشكلة الموجة الأولى المؤكدة من الارهابيين في العالم العربي والاسلامي؟ ألم يحاول الحشاشون اغتيال البطل المقاوم للحروب الصليبية...صلاح الدين الأيوبي، الذي حاول الحشاشون اغتياله مرتين، ففشلوا في احداها، وأصابوه بجراح في الأخرى؟

ألم تؤد معركة كربلاء، ومقتل الامام الحسين، وتقطيع جثته الى أشلاء، الى ايغار الصدور بين السنة والشيعة؟ والتي الحرب في سوريا هو أحد مفرزاتها؟

ألم ...ألم... ألم
أناشدكم يا قادة العالم أن تعوا ما تفعلون وعواقب ماتفعلون نتيجة التأخير في حل المعضلة السورية التي باتت، الى جانب المعضلة الفلسطينية، مصدرين لتشجيع الارهاب ولولادة المزيد من معتنقي مفاهيمه.

وأناشد السعودية بشكل خاص، مع كل محبتي للشعب السعودي، وعظيم احترامي لقادتها بدءا بالملك سلمان، أن تعوا عمق الهوة التي استدرجتكم تركيا اليها، سعيا لتحقيق أهداف أنانية أردوغانية... التي أصابها أخيرا سهم الارهاب. وأنا أعتقد بأن سهام الارهاب كالطاعون، عدواها سريعة الانتشار. واذا كانت قد وصلت الآن الى تركيا، فان عدواها قد تصل قريبا الى السعودية ودول خليجية أخرى، التي عانت السعودية النزر اليسير منها حتى الآن، ولكن تسونامي الارهاب قد يصلها لاحقا، بقوة أبشع من كل التسونيمات التي سمعنا عنها.

العقل... الحكمة.. التسامح...المرونة يا سادة ... ينبغي أن تصبح بعد الآن شعاركم، بعد كل الكوارث التي حلت حتى الآن في كل المدن والدول الواردة اسماؤها في عنوان المقال.

سارعوا لاتخاذ قرارات شجاعة تضع حدا للحروب في سوريا، في اليمن، في ليبيا... وركزوا أيضا مزيدا من جهودكم المستقبلية لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، والتي من نتائجها وحيثياتها، نتجت الحرب في سوريا كواحدة من أسبابها. فلا يصح بعد ذلك كله الا الصحيح.

هل من مستمع؟
هل من مجيب؟

ميشيل حنا الحاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف