الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملتقى الجامعة الامريكية في السليمانية ودوره في زرع بذور الديمقراطية

كامران جرجيس

2016 / 3 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ملتقى الجامعة الأمريكية في السليمانية ودوره في زرع بذور الديمقراطية....
كامران جرجيس
إنعقد مؤخرا الملتقى الدولي الثالث للجامعة الأمريكية في مدينة السليمانية في كوردستان العراق الذي يبادر بتنظيمه قسم الدراسات الدولية والأقليمية في الجامعة. وشارك في ملتقى هذا العام عدد من الوزراء والساسة يمثلون حكومتي العراق الفيدرالي وأقليم كوردستان وكذلك عدد من الأكاديميين والدبلوماسيين والصحفيين والطلبة. سلط الملتقى الضوء على جملة من القضايا والمواضيع التي تهم العراق ودول الجوار والمنطقة - خاصة موضوع كيفية إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الأرهابي وكيفية إيجاد صيغة جديدة ( قابلة للحياة) للتعايش بين المكونات الاجتماعية والمذهبية من خلال رسم علاقة جديدة متوازنة بين الأطراف والمركز في بغداد.
الذي أريد تسليط الضوء عليه في هذا المقال هو جانبين: الأول ضرورة مواصلة إنعقاد الملتقيات من هذا النوع وإعتناق هذه الفكرة من جانب الجامعات العراقية الرئيسية الأخرى نظرا لإهمية هذه الملتقيات سواء سياسية أو ثقافية أو إقتصادية منها في نشر الوعي وثقافة الديمقراطية والمناقشة والإستماع الى الرأي المقابل لأجل التوصل الى أفكار ومفاهيم جديدة قد تساعد صناع القرار والمشرعين على تسهيل إيجاد الحلول للمشاكل والمعضلات التي تعاني منها المجتمع.
الجانب الثاني هو علاقة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالمجتمع وأهمية تفعيل دور الجامعات ومراكز البحوث ليس فقط في مجال تقديم الدراسات والأطروحات والبحوث العلمية والأكاديمية بل في تنظيم الملتقيات والمؤتمرات العلمية والثقافية لكونها تساعد على تحويل الجامعات ومراكز البحوث الى منابر للمناقشة والحوار وتوليد الرؤى والأفكار التي ربما تترجم الى حلول للمشاكل الواقعية التي يواجهها الناس خلف جدران الجامعات.
أعتقد بأن ملتقى الجامعة الامريكية في السليمانية هو أيضا فرصة جيدة للمعنيين في أقليم كوردسان والعراق لإعادة النظر في دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي وكيفية الإرتقاء بمستوياتها ودورها في بلورة فكرة الديمقراطية والمشاركة في صنع الرأي والقرار وحث الساسة والمعنيين بالشأن العام على الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه الناس والوظيفة بشكل صحي وصحيح.
ملتقى الجامعة الأمريكية في السليمانية، بالإضافة الى دوره في إستضافة صناع القرار والساسة الى حوار بناء ومفتوح مع المهتمين بالشأن العام والسياسة، هو إيضا خطوة في غاية الاهمية نحو التأكيد على دور الجامعات في تسليح الطلبة بوسائل وأدوات البحث عن المعلومة والتعمق في البحوث والتحاليل العلمية لأجل تفكيك الافكاروالنظريات وبناءها من جديد وفق ما تتناسب مع تطورات الظروف وتحديات العصر.
الملتقى هو أيضا التاكيد على أن بناء مجتمع ديمقراطي مدني لايمكن تحقيقه فقط من خلال تشييد الدستور والبرلمان وتنظيم الإنتخابات وفرز الأصوات بل من خلال المحاسبة وتدوير النخب السياسية وبناء أسس ديمقراطية صحيحة وتقويتها وتفعليها من الجذور وهذا يحتاج الى العمل الدؤوب ومشاركة كل شرائح المجتمع ويحتاج الى ردها طويلا من الزمن. لكن البدء بالعمل نحو تحقيق هذا الهدف اليوم هو أفضل من الغد.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يفتح النار على ماسك.. والملياردير الأميركي يلوح بتأسيس


.. مصطفى البرغوثي: الضفة الغربية تتعرض إلى إعادة احتلال كامل وه




.. منزل فلسطيني في الزاويدة يتحول إلى ركام إثر غارة إسرائيلية


.. مستوطنون يحرقون مزارع للفلسطينيين جنوبي نابلس




.. نتنياهو: استثمار النجاح المحقق بالحرب على إيران لا يقل أهمية