الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فدرالية الكورد مؤامرة ومذهبية ( طائفية) الدولة وطنية

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2016 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


فدرالية الكورد مؤامرة ومذهبية ( طائفية) الدولة وطنية
جوتيار تمر/ كوردستان
23/3/2016
حين تتعارض المصالح ، ويتضح بأن الفئات المتحالفة غير جدية في عملها التغييري الجذري، وانها خاضعة لاجندات تهدف الى الابقاء على النعرات بينها كي تبقى ضعيفة، فانه لابد وان تبحث بعض العناصر التركيبية ضمن هذه المنظومة المتالحفة عن منافذ استراتيجية كي تؤسس لوجودها معلماً ذاتياً معلناً وواضحاً دون اية سياقات اخرى قد تؤدي الى اسقاطها نهائياً لاسيما انها تعيش حالة الضعف الجمعي، على الرغم من كونها تؤمن بقدرتها البقائية والصمودية، وعلى هذا النهج الاستباقي الواقعي سار الكورد في سوريا، التي تعيش حالة من التيه والضياع على جميع المستويات، فالمعارضة (المفككة داخلياً) التي كانت تشكك في ولاء الكورد واعتبرتها في الكثير من التصريحات بانها موالية للنظام، كانت هي نفسها تساهم ولو بشكل جزئي رمزي في محاربة اذناب خليفة الدم والنكاح في اغلب المناطق ذات الاثنية الكوردية، والمعارضة نفسها ادركت بأن حرب الارهاب لن تؤتى ثمارها الا بوجود الكورد الذين اصبحوا المعادلة القوية والاصعب في هذه الحرب وعلى المسارين المتضادين مع النظام من جهة، ومع الارهاب بشقيه الاساسيين في سوريا ( داعش والنصرة )، ومن خلال معاينة الواقع فان الكورد حققوا الكثير من الانتصارات في جبهاتهم المتعددة حتى باتوا يهددون معقل داعش وعاصمتهم في سوريا " الرقة " .
لكن الغريب في الامر بان المعارضة التي رضخت لمبدأ الحوار مع النظام السوري، انصاعت لاجندات خارجية بالذات لتركيا وابعدت الكورد اصحاب الانتصارات على ارض الواقع عن معادلة الحوار والحضور في المؤتمرات التي عقدت في جنيف بالذات، وبذلك فتحت على نفسها باب التساؤلات والتي لايمكن ان تمنطق الواقع من خلال اجوبتها الحالية، فتركيا ليست سوريا التي يناضلون من اجل حريتها وتخليصها من النظام الحاكم، وتركيا اظهرت من خلال مواقفها انها لاتمانع وجود النصرة و داعش، بل كل المعطيات تشير الى وجود علاقات بينهم على مستويات عالية لاسيما في ما يخص الاسلحة وكذلك المساعدات اللوجستية الاخرى، لذا كان لابد من ظهور لاعب اخر دولي قوي على الساحة لاسيما ان امريكا وبريطانيا مشغولتان بالعراق وكوردستان والبيشمركة، فضلا عن كون فرنسا التي دخلت بقوة الى التحالف الدولي ضد الارهاب الداعشي، التزمت بالجدول الزمني والمكاني الذي فرضه التحالف وكانت سوريا جزء من المخططات داخل الاجندة التحالفية، ومع ذلك ظلت الساحة بدون تأثيرات تجعل من تركيا تتراجع ولو قليلاً عن دعمها للارهاب الداعشي والنصروي فضلاً عن المعارضة وابقائهم كورقة ضغط على التحالف من اجل انهاء النظام الحاكم وتشكيل حكومة انتقالية من فئات المعارضة بدون الكورد، فكان ان دخلت روسيا بقوة وساهمت في احداث نقلة ايجابية لصالح النظام الحاكم، وارغمت تركيا على التراجع قليلا الى الوراء، لكنها روسيا نفسها بعد انسحابها لم تساهم في وضع حد للتلك الاصوات التي ابعدت الكورد عن طاولة المفاوضات متجاهلين كل ما حققه الكورد في معركتهم التحررية.
فكان لابد من اتخاذ موقف يجعل من النضال الكوردي ذا قيمة وذا حصيلة تجعل من ابناء الشعب الكوردي في سوريا وفي الاجزاء الاخرى يدركون بأن كل تلك التضحيات لم تذهب سدى، فطالما ان النظام عدو ، وان المعارضة رضخت لتركيا وابعدتهم عن المسار التشاركي وتعاملت معهم كما تتعامل مع النصرة وداعش، فانهم لابد ان يعملوا على تجميع قواهم الداخلية واعلان ما يمكن ان يضمن لهم حقوقهم في ظل هذه المتغيرات غير المسبوقة والمفهومة، وعلى هذا الاساس جاء في 17/3/ 2016 وبعد اجتماع لاغلب القوى الكوردية في سوريا اعلان الفدرالية " federalism"، المصطلح الذي اثار زوبعة من التحركات داخل اروقة المعارضة والنظام والجماعات الارهابية وكذلك من قبل الدول الاقليمية، وكأن هذا المصطلح جديد لم يتم تداوله من قبل في اية بقعة على الارض، على الرغم من كونه يعني الاتحاد أو المعاهدة. وسواء كان إتحادا أو معاهدة، فهو يقوم بين طرفين متميزين أو أكثر، تجمع فيما بينهم روابط متينة، لها قدرة ذاتية على تحفيز الأطراف المعنية في سبيل البحث عن صيغة توافق مركب وحدوي قوي، فالفدرالية تعني تحرك الأفراد أو الجماعات المتميزة من ناحية، والمشتركة من ناحية أخرى، نحو تشكيل تجمع واحد يوفق بين رؤى الاتجاهات المتناقضة، انطلاقا من الشعور المشترك بالحاجة إلى الوحدة.. ولم تتخذ المعارضة الكوردية السورية يوماً مبدأ الانفصال، وانما اقرت بوحدة سوريا والبقاء ضمن هيكلة الدولة السورية.. ولم تشأ ان تطالب ب "state federal" والذي يعنى " الدولة الاتحادية" أو"الدولة التعاهدية" والمعنى الأقرب هو الولايات المتحدة، ولايمكن الانكار بان وجود مثل هذه الدولة تخدم الكورد اكثر من الفدرالية التي اعلنوها..
ومع ذلك اتخذ الكورد مبدأ الدولة الفدرالية والتي غالباً ما تنشأ من تفكك دولة كبيرة بسيطة، يعاني سكانها من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية، كاختلاف اللغة والعادات والثقافات والموارد والثروات، على ان يكون البقاء ضمن هيكلة السلطة الاتحادية.. والواقع العياني يبرز هذا الاختلاف بصورة جوهرية.. ومع كل هذا فان المفهوم الفدارلي تحول الى ازمة حقيقية واعتبر ان الكورد مرة اخرى يلجاون الى عنصر المؤامرة على وحدة الاراضي السورية ويريدون تقسيم سوريا والى غير ذلك من الشعارات التي تبنتها جميع اطياف سوريا.
ولكن على الرغم ذلك وعلى الرغم من المعارضة الدولية لاسيما من تركيا وحليفاتها، وحتى القوى العظمى التي بعضها لم تدلي باي تصريحات حول الامر الا ان الفدارلية الكوردية في غرب كوردستان قد اعلنت، وهنا تغيرت الكثير من المعطيات التي اظهرت مدى حقد الاخرين للكورد اينما وجدوا، وهذا بالفعل ما حصل للكورد في العراق حين استطاعوا من فرض الفدارلية كواقع لايمكن التخاذل عنه والتنازل عنه، فتعالت الاصوات الحاقدة واتهمت الكورد بالخيانة والمؤامرة وانهم سبب تفكيك العراق المفكك منذ نشأته طائفيا ومذهبيا وايديولوجيا وعرقياً ( وهي مصطلحات بنظر الحكام وطنية) .. ولكن تلك الاصوات لم تؤثر ولن تؤثر على سير قافلة الكورد نحو تحقيق اهدافها.. وهذا على النسق والنهج الثوري سار الكورد في سوريا، ولكن الغرابة في الامر ان المعارضة بكل تكتلاتها وتشعباتها واختلافاتها اتفقت على ان لاتعترف بفدارلية الكورد، والنظام مع داعش والنصرة ايضا اتفقوا على عدم الاعتراف بالفدرالية الكوردية، وبهذا اتضحت الصورة كاملة، فهولاء المتعاركون الذين سفكوا دماء ابناء سوريا طوال الخمس السنوات الماضية ومازلوا يفعلون وبكل السبل، يجمعهم امر واحد وهدف واحد وهو عدم اعطاء الكورد اية حقوق واية مكانة في الساحة السياسية السورية الحالية اي ان يعودوا الى بيوتهم بخفي حنين كما كانوا من قبل، وهذا بلاشك لايتناسب مع الطموحات الكوردية في تحقيق مكاسب خاصة بهم في ظل الفوضى العارمة في كل ارجاء المنطقة، وكذلك لايتناسب مع صيرورة الحركة التحررية الكوردية التي على الرغم من وجود اختلافات بين تياراتها السياسية في كيفية الحصول على هذه المكاسب الا انها تؤيد اقامة الفدراليات لكونها ستحفظ حقوق الكورد في كل الاجزاء التي يتواجدون فيها، وفي مقال سابق بعنوان (هل يشترط اتحاد الاجزاء لقيام دولة )* ، نوهت الى ان وجود دولة كوردية في جنوب كوردستان مثلا لن يعيق امر حصول الاجزاء الاخرى على مكاسب تؤيد قضيتهم الاساسية، وهذا بالفعل ما يمكن ان نراه من خلال المتحولات السياسية والمتغيرات التي قد تحصل على خارطة الشرق الاوسط خلال الفترة القادمة، والامر المهم في هذه المتغيرات هو ان هناك فدرالية كوردية ناضجة في الجنوب، وهي تسير بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها السامي وهو اعلان دولة كوردية حتى وان تاخر الامر حيث ان المسار المتخذ من قبلهم لايؤدي في النهاية الا الى ذلك، وهذه هي الفدرالية تعلن في سوريا، وفي تركيا العمل مستمر سياسيا وعسكريا من اجل الحصول على حقوقهم، وفي ايران تجهز التحركات بدقة وعناية فائقة، والكورد في كل بقاع الارض يصدحون باسم كوردستان ويرفعون علم كوردستان.

*/ (هل يشترط اتحاد الاجزاء لقيام دولة ) مقال للكاتب منشور في عدة مواقع الكترونية على الشبكة العنكبوتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس