الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطينية

عماد صلاح الدين

2016 / 3 / 23
القضية الفلسطينية


التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطينية
عماد صلاح الدين
صرت خائفا جدا مما سيؤول إليه الوضع الفلسطيني؛ هذا على رغم تفاؤل زميلنا الكاتب الصحفي هاني المصري في مقاله المنشور حديثا بعنوان (سحر القضية الفلسطينية) حيث أورد في مقاله تعاطف الشعوب القريبة والبعيدة مع الفلسطينيين في آخر زيارة له للعاصمة النرويجية أوسلو حيث شارك هناك في مؤتمر عن القضية الفلسطينية، وقد جاء في مقاله أيضا عن تفاؤله حول الصعود الثقافي الفلسطيني في السنوات القليلة الماضية.
إن مكمن خوفي يقوم على التالي:
1- إن الفلسطينيين كما هو حال العرب وعبر قرون يعانون من قضية الجهل والانحطاط الفكري والاجتماعي، هذا على رغم كل ادعاء بعكس ذلك.
2- لم يجر طرح تطبيق عملي لمنظومة فكرية ذات ثقافة وطنية، وبمعزل عن الايدولوجيا سواء كانت اسلاموية أو قومية أو غيرها؛ بل لم يوجد الطرح أصلا فضلا عن التطبيق والتنفيذ، وبالتالي بقيت الحالة الفكرية والاجتماعية هي هي لم يطرأ عليها شيء.
3- هذا يعني تفاقم المرض الفكري والاجتماعي بعصبويته وقبليته، وبالتالي تمظهراته الجديدة في كل مرحلة من تاريخ القضية الفلسطينية، سواء على شكل مرض إيديولوجي أو حزبي أو شخصي أو شللية فاسدة وغير ذلك.
4- يعني ذلك وضمن البنية الفكرية والإنسانية أعلاه القابلية الفلسطينية لكل ما هو أسوأ وليس سيء فقط، ولذلك لا حاجة للسؤال عن لماذا احتل الانجليز فلسطين وبقية الأقطار العربية وبالشراكة مع فرنسا، ولا عن سؤال لماذا سقطت فلسطين بأيدي العصابات الصهيونية في حملة التطهير العرقي الناجحة ضد الفلسطينيين قبل وبعد عام 1948، ولا تسأل عن النكسة واحتلال بقية الأراضي الفلسطينية عام 1967 ومعها أجزاء من دول الطوق العربي، ولا تسأل عن التراجع عن حقيقة العلاقة مع العدو الصهيوني؛ بكونه عدو قائم على التطهير العرقي والإجلاء والعنصرية إلى الوصول إلى شريك السلام والتعايش في حل ما يسمى بالدولتين.


ولا تسألني عزيزي القارئ عن الانقسام وسببه، ولا تسألني عن كل الكوارث الفلسطينية ومعها العربية، إلى درجة أن أصبح العدو هو داخلي؛ وهو عدو استراتيجي، والحليف اللصيق والصديق هو خارجي؛ وعلى مستوى الإقليم هو إسرائيل، والعدو على مستوى الإقليم هي إيران وسوريا وحزب الله وتركيا؛ وبالتبادلية بحسب الاصطفاف المحلي والإقليمي.
والعدو الاستراتيجي على المستوى الدولي هو روسيا وربما الصين، أما أمريكا والغرب الأوروبي فهم الحلفاء في مواجهة الإرهاب. انه غاية الفشل والانحطاط والتقعر غير المعروف نهاياته.
5- صرت خائفا من صورة المشهد الفلسطيني الذي أمعن في تفتيته وتشويهه وتقسيمه إلى حد التخطيط إلى إنهاء القضية الوطنية الفلسطينية على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967؛ ففي غزة سجن كبير ومحشورة فيه المقاومة وعلى رأسها حماس؛ وقد كنت قد حذرت حماس عام 2005،2006 من مغبة ومآل المشاركة في الانتخابات تحت مظلة أوسلو ومحدداتها ومقيداتها في غير جانب، لكن أحدا لم يسمع النصيحة في حينها، والضفة الغربية تحولت إلى معازل شديدة التقطيع والفصل، ولم يتبق من أراضيها إلا القليل لصالح 700 ألف مستوطن.
6- والمرء صار متوجسا، في أعقاب الحديث المتكرر، عن خلافة الرئيس أبو مازن، وسيناريوهات الوضع بعده، في التنافس القاتل بين أقطاب من السلطة وفتح من جبريل الرجوب إلى محمد دحلان وليس أخيرا بالأسير مروان البرغوثي. وما أخشاه وبحق هو تحول النزعة التنافسية على المناصب والمصالح من شكل مدني يخبّأ فيه الصراع المدفون إلى شكل آخر من التنافس بين تلك الأقطاب والجماعات، من خلال تكريس مستقبلي لا نتمناه لواقع أمراء الحرب كل في منطقته؛ وذلك خطير جدا في أي انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من الضفة الغربية؛ كما جرى التقاتل من قبل ودمويا بعد خطوة الانسحاب الأحادي الجانب من غزة عام 2005 وهو ما جرى عمليا عام 2007.
7- مؤخرا صارت المزايدة بين أقطاب من فتح والسلطة علنية بشأن الخلاص نهائيا من حكم حماس بغزة؛ من خلال الحديث عن بدائل للمصالحة فيما لو تعثرت أطلقها كل من اللواء جبريل الرجوب في زيارته الأخيرة لمصر، ونفس الحال من خلال تصريح للقيادي في فتح نبيل شعث بهذا الخصوص مؤخرا.
فهل هناك حرب جديدة على غزة؟
ومن الذي سيشن الحرب؟؟ أهي إسرائيل أم مصر أم بمشاركة الأخيرة لها أطراف عربية كما هو جار في سوريا واليمن، خصوصا بعدما أعلن عربيا عن طريق وزراء الداخلية العرب اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، وقد رحبت إسرائيل بذلك.
فهل يتم تضييع القضية الفلسطينية نهائيا ومعها الشعب الفلسطيني وأرضه، من خلال سياسات غبية وفاشلة، تستجيب بطريقة غير مقصودة للمخطط الاستراتيجي الإسرائيلي في القضاء والإجهاز على الهوية والوطنية الفلسطينية.
الله يستر من القادم علينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا