الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالرغم من تغيير الانظمة .. لم تتوقف النوايا السيئة اتجاه الكورد

سوزان ئاميدي

2016 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الكورد في جميع اجزاء كوردستان الكبرى لهم مطالب قومية فضلا عن المطالب الاخرى التي تتعلق باجحافهم كجزء من شعوب المنطقة من باب ان الشعب يكون مصدر الشرعية الأساسية للحكم وصاحب السيادة و مصدر السلطات الثلاث . واسلوب معارضة الكورد جاء حسب الممارسات السياسية لكل نظام حاكم فيه , بمعنى اخر ان هذه الانظمة لاتؤمن بثقافة التعاطي السلمي مع الحقوق , فإما لا شرعية فوق شرعية القران والسنة الاسلامية او فوق المبادئ البعثية او الاتاتوركية او الفارسية ... او الخ , مما جعل من الكورد في وضع لايحسد عليه في اختيار طريقة المطالبة بحقوقهم . ففي وقت اختار الكورد حراكا سلميا في العراق وتركيا وسوريا وايران , كان الخيار العسكري هو المفصل بل الوحيد لدى السلطات الحاكمة لقمعها وغالبا حتى قبل ولادتها , الامر الذي دفع بالكورد الى حمل السلاح للدفاع عن انفسهم , وقدموا التضحيات الكبيرة مع استمرار معاناتهم تحت آلة القتل الجماعي والقمع الذي يمارس كل يوم .
الا ان الشعب الكوردي في اجزائه الاربعة لايمكن للانظمة العسكرية والقمعية الانتصار عليهم بل الانتصارات سجلت وستسجل لهم رغم ان الانظمة الدكتاتورية المستبدة لا يمكن ان تترك السلطة بخيارات سلمية بكل بساطة وتجربة اقليم كوردستان لخير شاهد . ولا ننسى ان ثورات الشعوب لم تمر بطرق سهلة , ولا استردت حرياتها وكرامتها بشعارات فضفاضة بل كانت هناك تضحيات وشهداء .
ومع كل ما مر به الشعب الكوردي من ظلم وحيف الا انهم اثبتو للعالم مدى قدرتهم على نكران الذات والمثول للعقلانية والموضوعية لا للعدوانية , فبعد سقوط نظام صدام في العراق 2003 تعامل الكورد مع العرب تحت شعار (عفى الله عن ما سلف) وما عزز هذا الموقف هو اعتراف شركائهم في المعارضة ومن ثم في العملية السياسية بحقوق ومظالم الكورد , وقدموا الوعود التي أخطأ الكورد حينها في عدم تثبيتها او تسجيلها , وكانوا الكورد الجانب الايجابي في كل ما مر به العراق الجديد .. والى يومنا هذا , حيث ساهموا بقوة في تاسيس الدولة العراقية الجديدة, مؤمنين بالعملية السياسية فيها ومعتقدين ان مطالبهم وحقوقهم ستتحقق من خلال تطبيق مواد الدستور الجديد . وهذا طبعاً جزء بسيط من مواقف الكورد الداعمة للنظام الجديد في العراق . إلا ان شركائهم كشفوا عن انيابهم وبانت حقيقتهم بعد خلع الاقنعة عند استلامهم السلطة فحالوا دون تحقيق المطالب الكوردية (اتمسكنو لغاية ما اتمكنو ), وعليه اصبح الامر واضح وجلي في ان تغيير الانظمة الدكتاتورية والقمعية لا يغير النوايا السيئة لاقرانهم في اي نظام جديد اتجاه الكورد .
وهذا مايحصل في باقي اجزاء كوردستان أيضاً , فبعد اقناع الـ pkk لنزع السلاح والمضي في العمل السياسي السلمي , وكان لحكومة اقليم كوردستان الأثر الكبير في تحقيق ذلك , إلا ان النظام التركي لم يتوقف من استفزاز pkk بصورة او اخرى وقصفهم بين الحين والآخر واعتقال المدنيين منهم , وحتى بعد تحقيق صلاح الدين دمرداش كسب اكثر من 80 مقعد في البرلمان التركي ,والذي يعتبر حزبه تجسيد لاغلب المطالب الكوردية في شمال كوردستان , إلا ان النظام التركي اصبح يصافح السياسيين الكورد بيد ويقصف مواقع pkk خلال الهدنة بيد اخر . أما في سورية (غرب كوردستان) فالصورة واضحة جدا في انكار ماحققه الكورد من بطولات في حربهم على داعش ومن ثم محاولة اقناعهم ليكونوا شركاء واقلية في المعارضة ضد نظام بشار الاسد لطي حقوقهم القومية تحت شعارات انشائية "وطنية" . وعلى نفس المنوال ينطبق الحديث على الكورد في ايران (شرق كوردستان) فوضعهم لا يختلف سوءا.
وارى بعد هذا الزخم الكبير من التراكم الخبري الكوردي في التعامل مع انظمة وشعوب المنطقة المختلفة ولكن متفقة في نواياها السيئة اتجاه الكورد , ان يتم تغيير سياسة الكورد والبحث عن استراتيجية تعامل تتناسب والنوايا السيئة عليهم . وهنا سؤال يفرض نفسه بقوة : هل الاحزاب الكوردية تشعر بالمسؤلية حيال اهمية جمع البيت الكوردي والعمل معا في مواجهة هذه النوايا ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا