الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم.... يمكن درء خطر الإرهاب

عدنان يوسف رجيب

2016 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




لقد أصبحنا، نحن البشر، جميعا في حالة متابعة أخبار التفجيرات التي حصلت في بروكسل - بلجيكا يوم الثلاثاء 22 آذار 2016، وقبلها في باريس، وفي كلا الحادثتين غضبنا وتألمنا للضحايا الكثيرة من البشر و للدمار المادي، الذي ما كان يجب أن يكون أصلا.....
ما يؤلم حقا أن نرى الوعي والمدنية ينهزمان أمام التخلف، والأخلاق والإنسانية تنهزم امام السفالة و عنت الهمجية......بضعة أفراد متدني الوعي [أغبياء حقا]، ضعاف النفوس والشخصية، (في إنقيادهم الذليل كالخراف للآمر الزعيم)، ومنحطون أخلاقيا وإجتماعيا، [فهم لا يفكرون في إعطاء أي وزن للمسؤولية الإجتماعية و الضحية] وهم جبناء بحق [حيث يزهقون أرواح ضحايا غير قادرين حتى على النظر لهؤلاء الضحايا]، و يدمرون مادة حضارية عالية [دون وعي بقيمة العمل والتطور في الحياة] وبالتالي فهم يفتقدون لأي نضوج إنساني أو حياتي أيا كان [هم دون أي حساب او تفكير بمسؤولية إجتماعية او أخلاقية].... مثل هكذا أفراد (داعشيون)، يمكن أن يكونوا، تماما، موضع سخرية و تندر من زملائهم في وسطهم.... ممكن تماما أن يجعل منهم أقرانهم مادة للتندر عليهم لضعف قدراتهم العقلية و التحليلية، وقد يعمل آخرون ، بإيجابية، على محاولة تخليصهم من تدنيهم الفكري والخلقي، و محاولة رفع مقدرتهم العقلية وبالتالي معنوياتهم و مقدرتهم النفسية والشخصية.
هكذا هي الصورة الحقيقية لأفراد منظمة داعش (الإرهابية)، المملوءة باعضاء من البعثيين الأغبياء (والخونة كذلك) ..... لكن إهمالا مجتمعيا، وقبله – وهو هام جدا- إهمال ذوي المسؤولية في الدولة، [الأوربية و غيرها]، مكنت هؤلاء سقط المتاع، أن يجعلوا شعبا كاملا، بل شعوب و مجتمعات، تحزن وتتألم بشدة، و تبدي الإرتباك الكبير المادي والمعنوي، وكأنها تخسر في معركة – موهومة- كبرى، والمضجر إن هؤلاء المثقفون والواعون، (الأوربيون وغيرهم)، يجدون أنفسهم في تحدي كأنه شخصي مع أفراد داعش ؟؟!! مثلا في إجتماع عام (اليوم الأربعاء 23 آذار) لمنظمات و مسؤولين في بروكسل، صرخ أحد البلجيكيين: تعيش بلجيكا (!) وكأنه يضع مقدرته الحضارية والثقافية والأخلاقية في تحدي مع سفلة العصر في منظمة داعش - البعث الإرهابية.... وقبله وقف الرئيس الفرنسي إولاند، ليتصرف بشكل مماثل، حينما توعد زارعوا الموت في باريس، وكأنه يخاطب رجالا و مثقفين وبشرا حضاريين، وليس أفراد منظمة الجريمة المنظمة داعش ...
هكذا تصور و توجه مؤلم لنا نحن الواعون المثقفون، حينما لا يدرك مسؤولون أوربيون ذوي المستوى الواعي والحضاري، مدى إنحطاط و تدني منظمات وأفراد أمثال داعش و القاعدة و طالبان، و حتى أنظمة متهرئة همجية لا إنسانية مثل العائلة الحاكمة في السعودية أو قطر، وكذلك البعض في أيران وتركيا وغيرها في المنطقة....
يحار المرء احيانا في كيفية تبرير حماقة طاقم الغرب الحاكم (وبضمنها أمريكا) حينما لا يستطيعون معالجة هكذا ظواهر إرهابية، أو حتى محاولة التفكير السليم بردعها.... لقد تم تأكيد، وفي فترات سابقة، منا ومن آخرين، في أن يصار الى ضرورة إستمرارالتوعية الواضحة لقضايا الدين الإسلامي، و تبيان التطرف في كونه جريمة كاملة الأركان. يتم ذلك بوضوح، وبالكيفية التالية:
ينشط رجال الدين المسلمون أنفسهم، بمثل هذه التوعية لأبناء جنسهم المسلمين. أن يتم ذلك في عدة وسائل إعلام منها محطات تفلزيونية، وبشكل إسبوعي مستمر، دون توقف.... يستقي رجال الدين المسلمون الآيات من القرآن و يوضحوا خطل و جريمة منظمات الرعب، داعش و بوكو حرام، و القاعدة وغيرها، و لا بأس في أن يتناقشوا في ذلك مع آخرين، حتى ممكن أن يؤيدون توجهات داعش والقاعدة ....الخ
الحكومات والمسؤولين الأوربيون، (وبضمنهم في بريطانيا)، كثفوا نشاطات المناقشات فقط عند حصول الأعمال الإرهابية، (كما حصل عام 2007 في بعض باصات لندن)، و توقف هذا النشاط بعد أيام فقط (؟؟!!)، وليست الدول الإوربية وأمريكا أفضل من بريطانيا في هذا الخطل وعدم النضج الدعائي والصياني المجتمعي.....أما بالنسبة لـ بلجيكا فإن الأمر أشد سوءا في عدم حماية مواطنيهم !! تشير الوقائع الى إنه تم تحذيرهم من قبل تركيا لمنع مرور الإرهابيين، وكذلك تم تزويدهم بمعلومات من دول اوربية أخرى، لكن النتيجة كانت السماح للقتلة أن يسرحوا ويمرحوا في بلجيكا.... وينشطون بسهولة لتفجير الأماكن المزدحمة بالناس.... وهنا يفقد الكثير من الناس الضحايا حياتهم بسبب إهمال حكومي ساذج سخيف. وبالتالي، ماهي الفائدة الآن في توجه آلاف الناس للحدائق والأماكن العامة مغلفين بالألم والحزن العميق وكذلك، مصحوبا كل ذلك بالرعب، وهم يحملون الشموع للتعبير عن مواساتهم و مشاركتهم التعاطف مع الضحايا..... إنها، لا شك، مشاركات إنسانية وجدانية رائعة، لكنها لن ترجع الضحايا من مقابرهم ..... كان ممكن، أصلا، منع جريمة الدواعش - البعثيين المتخلفين، لو إن الحكومات ركزت وعملت الكثير من التوعية الدينية الإعلامية، والمراقبة، ولكان ممكن جدا جعل الأقرباء والأصدقاء و الجيران والمعارف، يمنعون المفجرون، من القيام بجرائمهم.....
التوعية ضرورية، و ضرورية بشكل حاسم، والأهم إستمرارها، وأن لا تكون مؤقتة. للأسف لم يع أهمية ذلك المسؤولون في أوربا ولا حتى في بلادنا، ومنها العراق، و إحتلت داعش ثلث أراضيه، وهي منظمة، ثبت إن كثير من أفرادها جبناء، إضافة لتدني وعيهم وأخلاقهم.
وميزة، سيئة، أخرى تميز به تصرف الغربيين، (ومنهم بريطانيا)، إنهم بتهذيب [!!] عال، يبعدون أعدائهم عن بؤر الخطر؟ .... قالت وسائل الإعلام البلجيكية (اليوم الأربعاء)، إنها وضعت ستة آلاف شرطي مسلح في مجال المطار وحواليه، و صرح المسؤولون البريطانيون، بمثل هذا التوجه، ( لحماية أعدائهم الداعشيون من الوقوع في الفخ؟؟!!).... شيئ غير مفهوم (لسذاجته) في هكذا تصريحات و هكذا نشاطات ؟؟!! كيف يتم ذلك يا مسؤولون غربيون !! حينما تزعون آلاف الشرطة المدججة بالسلاح في محيط معين، هذا يجعل اعدائكم (الداعشيون وغيرهم)، يتحاشون التقرب من الشرطة و يتحاشون النشاط في محيطها، و سيكون نشاط المجرمين في الأماكن الخالية من شرطتكم المدججة !! و بذا تكونون أنتم (تحت المراقبة !) في وضع ضعيف، بينما اعدائكم (يقومون بالمراقبة !)، وهم في وضع قوي متين.....
الوعي والصيانة والذكاء هو أن تجعلوا أعدائكم يتورطون في جريمتهم، وقبل تنفيذها تلقون القبض عليهم.... أي بعبارة صريحة و سهلة، إن عشرة آلاف شرطي مدجج بالسلاح يتم إختصارهم الى آلف مثلا، و تسعة آلاف هم شرطة مدنية متخفية حذرة و واعية، تراقب كل شيئ. وهنا أعدائكم سيتحاشون الألف شرطي الواضحين لكنهم يقعون في قبضة التسعة آلاف شرطي المتخفين....وهذا هو المطلوب.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب