الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادات الهزيلة والسكوت عنها جريمة

دروست عزت

2016 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إن أية قيادة أو أفرادها هي التي تخلق الثقة بها والمحبة في صفوف جماهيرها أوأعضاء احزابها من خلال ممارستها على أرض الواقع .. وبشكل فعلي تجيب على كل التساؤلات التي تتطلب منها ترجمتها في ساحة العمل بالقول والفعل ..
إما أن تبقى متسولة ومتسلقة للوصول إلى غاياتها الشخصية ومنفعتها .. وتتعامل معها كسماسرة و أدوات مرتبطة بغيرها والتي سجلت كل ماركاتها ما بعد إعلان الثورة السورية وبدايتها .. حتى تحولت إلى جيوب وكروش وعروش .. وهذا ينطبق على كل من سيبقوها بعقد من الزمن .. فقيادات المجتمع ليست هي من تقود من خلال الإحزاب فقط .. بل هي أيضاً من تعتبر نفسها مثقفة وواعية وتدعي الثقافة بين الناس .. وتتظاهر وتتشدق هنا وهناك في كل الولائم الثقافية والسياسية كي تسجل ماركة المثقف لأسمها .. في حين كل تصرفاتها ونتاجها تدل على غباء وانتهازية مواقفها ..
فمنها من لا تهمها غير أن تستغل أية فرصة لتحصل على مكان ما في صفوف الولائم .. ومنها من تريد أن تستغل الفرص الميتة من المشلولين الفكريين لتحل محلهم أو تكون سنداً لهم .. ومنها من تتزلف لهذا أو ذاك فقط ليكون لها منديل للرقص في المنصة السياسة ..
فنرى المثقفون مازالوا يناقشون بعضهم ويستفسرون عن ما يقع عليهم من واجبات .. وكيف سيواجهون الواقع والحياة من أجل القضية .. وما أداة الفعل وما هو الطريق ...
في حين هم مازالوا لم يتفقوا كيف سيحترمون بعضهم .. وكيف سيقبلون بمن يخالفهم الرأي .. وكيف سيتعاونون معاً ليعرفون ما هو العمل والسبيل للإنقاذ المرحلة والشعب من المهزلة السياسية الراهنة دون أن يفكروا بأنهم جزء من المهزلة نفسها ..
فكل يوم إسم جديد في الصباح وأنشقاق جديد عند المساء .. وأسماء غير مرغوب بها تظهر في قائمة إدارتها .. وكتاب وساسة أفرزتهم المرحلة والنزعات ليكونوا أرقاماً لدى من يدعمهم ..
ولا ننسى بأن المثقفين ( المتثاقفين ) أكثر الناس التي هي حاقدة على بعضها البعض بالخلافات و الكراهية وتحب نفسها أكثر من حبها لقضاياها وشعبها ... كونها إنتهازية وجبانة في المواجهة مع الحقيقة وكون أشباه المثقفين لا يملكون أي حماس ثوري لمواجهة الواقع المؤلم الذي يكلفهم السجن والملاحقة والجهد .. أو البقاء إلى جانب الشعب الفقير وبعيد عن المنفعة والرفاهية والوجاهة الفارغة ..
فالشعب الذي مثقفوه مشتتون بين مصالحهم وجبنهم وغرورهم على بعضهم البعض .. واغلبهم وبال على الثقافة نتيجة الظروف المعكرة التي تفتح لهم المجال والفرص الميتة والرخيصة .. أو عدم التدقيق في شخصياتهم الهزيلة التي صنعت من خلال تكيات حزبية للدعاية لها .. أونتيجة عدم التدقيق بين الحابل والنابل في النزعات نتيجة عدم الاهتمام بالنوع .. وعدم أهتمام الناس بما يكتبون من أفكار مشوهة ..
فالقيادة الهزيلة السياسية والمثقفة التي ملتهية ببعضها بدونية وتنافس مع بعضها في الوجاهة كالكراكوزات هي كصور لا تفيد في تحركاتها وتبقى بدون فعل ٍ أيجابي دوماً .. لأنها تعوم في خوفها وجبنها وتخوض في جمود الفعل والممارسة بين الجماهير .. وتتخلى عن جماهيرها يوم اللزوم وعند الواجب .. فإنها تكون قيادة لا تستحق أن تمثل شعبها سياسياً وثقافياً ..

علينا أن نعترف بأن من يعمل قولاً وفعلاً هو ليس كمن يقول و يستعرض عضلاته للعمل من خلال نافذة بيته ..
والذي يعمل ليلاً ونهاراً في ساحة النضال وبين الجماهير بقلمه وفعله ليس كمن ينام ليلاً ونهاراً في الفنادق ويسهرون على غوغائية مواقفهم النفعية .. ومن يكون قريباً من جماهيره فكرياً وعملياً ليس كمن عزل نفسه عنها ..
وكذلك الذي يرى الحقيقة ويسكت عنها ولا يدافع عنها . إنطلاقاً من مصلحته أو حقده أو بسبب مواقفه الحزبية .. فهو بذلك يشارك جنازة شعبه ويترك الساحة للذئاب وللانتهازيين ..
ولهذا لمن يهمهم الأمر أن يستيقظوا من جبنهم ومن غفلتهم .. وعدم الركض خلف المنفعة والجهلاء والسماسرة الذين أصبحوا كأئمة المساجد يقرأون ما يؤمرون به .. ومن ثم يشلون ويخدرون الناس التي تسمعهم وتتبعهم ... وعلينا أن نكشف الحقيقة لكل الناس ونفضح من يستغلنا بإسم قضيتنا .. ونحارب من يلهينا ببعضنا من أجل إطالة بقائهم في أعمال فسادهم ...
لنكن جريئين في المواجهة إن كنا حقاً نحن صادقون مع قناعاتنا .. وإن كنا نحترم أنفسنا ونحترم دماء شهدائنا وتاريخ أجدادنا... وعلينا أن لا ننسى نضالات من هم خلف قبضان السجون .. ومن واجبنا أن نطالب بأطلاق سراحهم لأن سجنهم هو عنوان تاريخنا .. وكما لا نفرق بين شهدائنا ونحترمهم أينما كانوا وإلى أية جهة ينتمون .. ويجب أن لا نمزق نسيجنا القومي من أجل مصلحة حفنة من أشباه الرجال حتى لا يستغلون القضية في سبيل مصالحها..
وعلينا أن لا ننخدع بهم عن طريق الأعلام .. جاؤوا وذهبوا .. زاروا والتقوا .. حُضروا وسيحضرون .. كانوا وسيكون .. ويظهر بين حين وحين بشخصيات مريضة معروفة بتاريخها وهزالها على إحدى القنوت التي تساهم في إبقاء هؤلاء الكراكوزات في الساحة ومركز القرار السياسي وأغلب ه-ه الشخصيات تتحدث عن تاريخها ونضالها وتتضخم ذاتها وصورتها في حين كانت تلاحق مصالحها وكانت كالتوت في وجود نظام البعث .. واليوم تراهم قد أصبحوا شخصيات مهمة متناسية كل عيوبها في ضبابية مصالحها وصراعاتها الحزبية .. ل-لك يشبثون ببعضهم البعض على طريقة المثل القائل ( شريكك في الجريمة هو مجرم مثلك ) ..
دروست عزت / السويد
23/ 3 / 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا