الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلّوا لأجل 10 مليون أفريقي قتلتهم بلجيكا!

السيد شبل

2016 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ما دمتم تريدون الصلاة لأجل الضحايا.. فصلّوا لأجل هؤلاء "الكونغوليين".. لكن هل تعرفونهم، أصلًا! (ذلك السؤال الأهم):

- في النصف الثاني من القرن التاسع عشر "1865"، وصل إلى كرسي الملك، ليوبولد الثاني، وعمره 30 عام.

- ذلك الشاب "ليوبولد"، كان مهووسًا بالسلطة والتوسع، لا يرضي غروره ملك بلجيكا، يراها "أرضًا صغيرة بشعب قليل".

- كانت أفريقيا هي الأرض التي يستطيع أن يحقق فيها أحلامه.. استعان على هذه المهمة بـ سادي مهووس آخر، أسمى نفسه "هنري ستانلي"، عمل كجندي ثم بحار ثم صحفي ثم مستكشف، ثم عضو في البرلمان البريطاني.

- وضع "ليوبولد" يده على الكونغو، خدع بعض زعماء القبائل ببضائع رخيصة ليشتري مواطن نفوذ، واستغل أطماع آخرين، وأرغم البقية على الخضوع بقوة السلاح.

- قام "ستانلي" رجل "ليوبولد"، بنقل الكنوز (وأهمها العاج) إلى خزائن سيده في بلجيكا، لمدة 5 سنوات.

- بعد "ستانلي" جاء ضباط بلجيكي، يدعى "روم" (روم السفاح.. الذي يعشق رائحة الدماء -والذي يزين سريره برؤوس قتلاه).

- حظ الكونغو العسر، أن أحد العلماء قد اكتشف طريقة لصناعة العجلات من المطاط، وقامت صناعة ضخمة بناء على ذلك، وكانت غابات الكونغو مصدر لهذا المطاط!.. وتحول المطاط إلى ما يشبه "ذهب".. لكن عائد هذا الذهب، كان من نصيب "ليوبولد" وحده، بالمشاركة مع أصدقائه الأوروبيين، وبقليل من الفتات لعملائه المحليين.

- أما نصيب الكتلة الأكبر من "الكونغوليين" فكان العمال الشاق بهدف استخراج المطاط، ودفعه إلى الأسواق الأوروبية.. مورست القسوة الكاملة لتطويع أهل الكونغو في هذا العمل (ذبحت الأعناق - عُلقت الرؤوس - قطعت الأيادي والأرجل - خطفت الزوجات - اغتصبت الأعراض - أهمل دفن الجثث ومحاربة الأمراض فانتشر الموت!).

- فيما بعد، يقوم أحد الكتاب، أصحاب الضمائر، بالوقوف على جانب من هذه الكارثة، فيقوم بحملة صحفية، لفضح ما تقوم به السلطات البلجيية في الكونغو.. تتطور المسألة ويزداد الحديث عن الجريمة، وتحت الضغط تضطر بريطانيا أن تبعث لقنصلها في الكونغو،لاستقصاء الحقيقة، ومن هول ما كتبه في تقريره، تضطر الخارجية البريطانية للتشويش عليه...!.

- يموت "ليوبولد" في 1909.. لكن قبل أن يموت بعام، تكون الكونغو قد تحولت لمستعمرة بلجيكية، بقيت حتى 1960.

** في أيام الاحتلال الأخيرة، سيظهر مناضل كونغولي اسمه "باتريس لومومبا"، سيخوض نضالًا ضد السلطات البلجيكية.

بعد الاستقلال، ستجرى انتخابات يتولى بموجبها رئاسة الوزراء.. لن ترفع بلجيكا أياديها عن الكونغو، ستحاول التعمية على نتيجة الانتخابات، وتنصيب عميل تابع لها، لكن الضغط الشعبي، وبعض الحرج أمام الرأي العام الأوروبي، سينصّب لومومبا.

سيحاول "لومومبا" تأكيد استقلال بلاده، وتطبيق قوانين تحفط ثروات البلاد لأهلها وتضمن توزيعها التوزيع العادل، وسينسج علاقات مع الجبهة العالمية التي تشاركه ذات التوجه، في مقدمتها "جمال عبدالناصر"، لن يُرضي هذا قوى الغطرسة العالمية، سيتم إقالته من منصبه، سيحاول الهروب دون فائدة، سيقبض عليه، ويُقتل.. ويقطع ضابط بلجيكي جثته وتذاب في حمض الكبريتيك، أما أسرته فسينجح "جمال عبدالناصر" في تأمين هروبهم إلى مصر.

لكن القصة لها بقية، فهناك واحد من قادة الجيش هو "موبوتو" ذلك الذي كان قريبًا من السفير البلجيكي ومدعومًا من البيت الأبيض، وانقلب وحاصر "لومومبا" وهاجمه في وسائل الإعلام.. ذلك "الموبوتو" سيكون رئيسًا استبداديًا وعميلًا فيما بعد، ثم صديقًا لـ"السادات" و"شاه إيران" في المستقبل، وسيستفاد من مجهودات نادي "السافاري" الذي تأسس لخدمة المصالح الغربية في أفريقيا.

هل سمعت عن هذا من قبل؟

لماذا.. لم تسمع؟

ولماذا التاريخ انتقائي، حتى في الإدانة، والتشهير بفاعلها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليوبولد البلجيكي
عراقي كوردي ( 2016 / 3 / 24 - 19:12 )
ما فعله الملك البلجيكي بحق الافارقة البؤساء هو اقل كثيرا مما فعله خالد ابن الوليد في اليمامة وفي الشام ليس في المعارك وانما قتل المدنيين واكثر شهرته كانت في قتل الاسرى من المسلمين والسريان ..


2 - القديم هو الجديد
صلاح البغدادي ( 2016 / 3 / 25 - 03:40 )
وقائلة أعندك من جديــــــــد أقول لها : القديم هو الجديد
هذا البيت للجواهري
كانت القوة مع العرب فجلبوا ثروات الشعوب المغلوبة وجاؤا ببنات الاحمر والاصفر الى جزيرة العرب،واذا لم تصدقني فاقرآ الرعب في الطبري وابن الاثير
ثم انتقلت القوة الى البجليك فاستولوا على ثروات الكونغو وجاؤ بالزنجيات الى اوربا على سبيل التنويع
وانتقلت القوة الى امريكا وهاهي تحلب العرب وتبيعهم السلاح وتشغلهم في حروب عبثية فيما بينهم
وقد تنتقل القوة الى الصين او الهند ويعاد القديم كجديد
انا معك استاذ السيد الشبل لنصلي
لنصلي على الملايين الذين قتلهم العرب والبلجيك والامريكان،ام فقط نصلي على قتلى الافارقه،وتصبح حتى صلاتنا انتقائية
تحية للكاتب


3 - الأخفاق في التبرير والتشبيه
شاكر شكور ( 2016 / 3 / 25 - 04:58 )
لو اردنا استحضار تاريخ الحروب وتاريخ الأستعمار الأوربي والغزوات الإسلامية التي صاحبها قتل واحتلال لأراضي الغير بأسم الفتوحات فهي كثيرة في التاريخ وليس هناك علاقة لضرب مَثَل بهذه الحوادث التاريخية لتبرير ما حدث من ارهاب في حادثة بروكسل خاصة وأنك يا سيد شبل لم تشجب الإرهاب بل اوجدت تبرير له ، اولياء هؤلاء الأرهابيين هاجروا الى بلجيكا كمهاجرين ضاقت بهم سبل العيش في دولهم الإسلامية فأستضافهم الشعب البلجيكي وصرف عليهم من الضرائب التي كانت تفرض على ذلك الشعب ، وماذا كانت النتيجة ؟ ربوا هؤلاء المهاجرين اولادهم كذئاب مفترسة للغدر والخيانة لقتل أبرياء يعتبرون قانونا من اخوان هؤلاء المهاجرين في المواطنة لأنهم يحملون نفس الجنسية ، ولكن الذي فرّق اخوة المواطنة هو التعاليم الدينية التعيسة التي تدعو الى العنصرية في نهج الولاء والبراء وأنصر أخاك ظالما او مظلوما والحث في خطب الجمعة لجهاد الطلب في وقت السلم ، الآن هل عرفت يا سيد شبل بأنك اخطأت في تحيزك لنصرة اخاك الظالم ؟ تحياتي


4 - سأخجل بدلًا عنك
هشام آدم ( 2016 / 3 / 25 - 05:42 )
من المُخجل والمُعيب حقًا التبرير للقتل بالتستر وراء التاريخ. عوضًا عن أن تخجل من نفسك وتدين العمل الإرهابي الذي حدث في بروكسل تأتي ولسان حالك يقول: البلجيكيون يستحقون فهم أيضًا قتلة؟ فلتعلم أن بلجيكا تدفع للكنغو سنويًا مبالغ طائلة كتعويض وحتى اليوم يتم معاملة الكونغوليين داخل الأراضي البلجيكية معالمة البلجيكي ما لم يقترفوا جرائم ضد القانون، فلهم حقوق لا يتمتع بها كثير من الأجانب الآخرين. كما أن بلجيكا قدمت اعتذارًا رسميًا للشعب الكنغولي عن كل ما جرى في الحقبة التي تتكلم عنها. ولكن متى يأتي دور المسلمين ليعتذروا عما فعلوه بكل الأراضي والبلاد غير العربية التي -فتحوها- بالسيف باسم الله ونشر الإسلام ومازالوا يستعمرونها حتى اليوم

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |