الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير في رئاسة حزب -العمل- فرصة لتوسيع تأثير الحزب الشيوعي وتقوية الجبهة!

عصام مخول

2005 / 11 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


معركة الانتخابات انطلقت من محطتها الاولى
التغيير في رئاسة حزب "العمل" ـ فرصة لتوسيع تأثير الحزب الشيوعي وتقوية الجبهة!
يشكل انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب العمل تطورا هاما، يشهد على تصاعد النقد الشعبي لسياسة الليكود واليمين (بما فيه اليمين في داخل حزب العمل) على مستوى السياسة الاجتماعية الاقتصادية وعلى مستوى سياسة شارون تجاه الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وبات واضحا ان انتخاب عمير بيرتس قد اثار الاعصاب المكشوفة لقادة الليكود واليمين السياسي والاجتماعي، وهو يشكل عاملا مشجعا بالنسبة لقوى السلام وبالنسبة للمعنيين بالنضال ضد الفقر والتمييز ومن اجل العدالة الاجتماعية.
ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي، الذي كان ولا يزال طليعة المعركة من اجل السلام العادل والعدالة الاجتماعية والذي دأب دائما على الربط بين المعركة للدفاع عن حقوق العاملين والمعركة على الدفاع عن الدمقراطية وانهاء الاحتلال، يرى بالتغيير الطارئ على رئاسة حزب العمل فرصة لتوسيع تأثير الحزب الشيوعي وتقوية الجبهة.
فإزاء امكانية تقديم موعد الانتخابات الى آذار 2006 يطلق الحزب الشيوعي استراتيجية سياسية تأخذ في الاعتبار ان الانتخابات القادمة ستجري في الميدان الذي تتم فيه مواجهة بين الليكود ومعه باقي اليمين السياسي والاجتماعي من جهة، وبين حزب العمل والاحزاب التي تقف الى يسارة من جهة اخرى.
ان مجرد حدوث هذه المواجهة (على نقيض عقلية الوحدة القومية) بشكل حقيقي، بمقدوره ان يدفع قوى ناقدة ورافضة للمنطق السياسي السائد في اسرائيل في السنوات الاخيرة، ان تخرج من دائرة اليأس الذي احاط بها. ونحن نقول إنه اذا احسنت مؤسسات الحزب الشيوعي ومناطقه وفروعه وكوادره الاداء، وعرفت ان تنظم طاقاتها وتأخذ المبادرة، فان هذا سيزيد بشكل ملحوظ احتمالات نهوض قطاعات واسعة، بين قوى السلام والعدالة الاجتماعية، يهودَ وعربا ممن وقفوا جانبا في السنوات الاخيرة لتمارس حقها في التصويت وترفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وتتجند الى جانب الحزب الشيوعي والجبهة في الانتخابات القريبة.
ان الهدف المركزي في الانتخابات القريبة يتمثل في افشال معسكر اليمين الذي يتزعمه الليكود، يمين شارون ونتنياهو وليبرمان، واليمين الاجتماعي الذي تمثله شينوي. ويجب ان نذكر ان عمير بيرتس تم انتخابه رئيسا لحزب العملة وانه لا يقود حزبا يساريا من ورائه، بل يقود حزب العمل سيء الصيت نفسه الذي عرفناه ونعرفه.. وليس واضحا بتاتا اليوم، اذا ما كان بمقدور عمير بيرتس ان يصوغ الحزب الذي يقف في رأسه على مقاس تصريحاته الايجابية التي يطلقها.
في معركة الانتخابات القريبة، نركز جهودنا على ما تحمله سياسة اليمين من مآس وكوارث من جهة، والتركيز من جهة اخرى على تميز الحزب الشيوعي والجبهة، في القضايا السياسية والاجتماعية، والتأكيد على مبدئية معركتنا المثابرة في المواجهة مع اليمين السياسي والاجتماعي.
ويحتل تمسكنا بشراكتنا اليهودية العربية موقفا مركزيا في شرح تميزنا، الذي توقف المؤتمر الرابع والعشرون للحزب عنده بالقول: "ازاء سياسة للعرب، وسياسة لليهود، نحن نعرض سياسة يهودية عربية" وقائمة يهودية عربية وكتلة يهودية عربية.
لقد نشأت الآن فرصة لابعاد الليكود عن الحكم، والتخلص من براثن "حكومات الوحدة القومية" الكارثية، ونحن اعضاء الحزب الشيوعي وحلفاءهم مدعوون لتوظيف كل الجهود اللازمة للنجاح في هذه المعركة المصيرية.
ان مساهمتنا في المعركة ضد اليمين السياسي والاجتماعي تمر عبر زيادة عدد المصوتين لقائمة الجبهة، التي يشكل الحزب الشيوعي المركب الاساسي فيها، وزيادة تمثيلها في الكنيست. ونحن نؤكد، ان التصويت لقائمة الجبهة هو التصويت المضمون مئة بالمئة ضد اليمين، الذي يعمل على سحق حقوق الشعب الفلسطيني، والدوس على حقوق العاملين والفقراء، العرب واليهود، وعلى الدمقراطية وحقوق الانسان.
ان التصويت للجبهة هو تصويت ضد ائتلاف "الوحدة القومية"، ضد توسيع المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري، وضد خصخصة الخدمات الشعبية والشركات الحكومية وضد تهويد الجليل والنقب، ومن اجل المساواة الكاملة في الحقوق القومية والمدنية للاقلية القومية العربية في اسرائيل.
ان الشرط المسبق لنجاح الجبهة هو التجند الكامل لجميع منظمات الحزب الشيوعي المحلية والمنطقية والقطرية، وجميع رفاق الحزب ومؤيديه، في معركة الانتخابات الهامة التي انطلقت من محطتها الاولى. ان مجلس الحزب المقرر في الثالث من شهر كانون الاول القادم، سوف يخصص ليكون رافعة لتجنيد الحزب للانتخابات. اننا نرى اهمية كبيرة في الوثيقة الاستراتيجية التي وضعتها اللجنة المركزية. لكنها وثيقة استراتيجية وليست آنية. ويجري تعليق دراستها وتطويرها الى ما بعد الانتخابات. ونحن نعتبر ان توجيه وتوحيد كل الطاقات في داخل الحزب والجبهة اليوم في المعركة الانتخابية الهامة، هو واجب الساعة وواجبنا جميعا.

(من محاضرة النائب عصام مخول السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي امام اللجنة المركزية للحزب مساء أمس الخميس حول الانتخابات القريبة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا