الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداخلة الدكتور محمد حسن بكري في لقاء الاحزاب الشيوعية في أثينا

محمد حسن بكري

2005 / 11 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يشرفني في البداية ان انقل اليكم التحيات النضالية من رفاق حزبنا الشيوعي الاسرائيلي اليهود والعرب. ان حزبنا الشيوعي يقدّر عاليا مبادرات الحزب الشيوعي اليوناني الشقيق للتنسيق والتشاور بين الاحزاب الشيوعية والعمالية والتقدمية بهدف تعزيز وحدة صف الحركة الشيوعية الكفاحية في المعركة ضد الامبريالية والعولمة الرأسمالية الوحشية. كما نشكر الحزب الشيوعي اليوناني لاستضافته هذا اللقاء الهام.
اننا نرى اهمية كبيرة في عقد هذا اللقاء خاصة على ضوء تصعيد الهجمة الاستراتيجية العدوانية للامبريالية الامريكية بهدف الهيمنة كونيا وفي منطقتنا في الشرق الاوسط. فتحت يافطة "محاربة الارهاب كونيا" تنتهج ادارة بوش وتمارس استراتيجية عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم واللجوء الى البلطجة العسكرية العدوانية العربيدة لاحتلال وفرض سيطرتها المباشرة على البلدان الاخرى ولفتح الابواب امام احتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات لنهب خيرات وثروات هذه البلدان الطبيعية. ادارة بوش تمارس قانون الغاب وشريعة الغاب كبديل للقانون الدولي وللشرعية الدولية. ولشرعنة استراتيجيتها العدوانية تلجأ الى اختلاق المبررات والمقولات التضليلية مثل "الحرب الاستباقية" أي انه يكفي ان تعتقد الادارة الامريكية ان في بلد أي كان في آسيا او في الشرق الاوسط او غيرهما توجد "بؤر ارهابية" او نظام "يهدد الامن القومي الامريكي" لشرعنة شن العدوان والحرب عليه. فبحجة وجود اسلحة الدمار شامل الكاذبة شنوا الحرب الاستراتيجية على العراق واحتلوا اراضيه وكان هدفهم المركزي السيطرة المباشرة على نفط العراق وتحويل ارض العراق الى مخفر وقاعدة عدوانية امبريالية تهدد جميع البلدان المجاورة للعراق، وخاصة ايران وسوريا. كما تلجأ ادارة العدوان الامريكية الى انتهاج ما تطلق عليه "الفوضى الايجابية" التي مدلولها السياسي تأجيج الفتن والصراعات داخل هذا البلد او ذاك لخلق ظروف تساعدها على التدخل للضغط على النظام، ان كان معاديا لاستراتيجيتها العدوانية بهدف تدجينه في حظيرة خدمة استراتيجيتها او حتى الاطاحة به، وان كان نظاما مواليا فبهدف فرض الوصاية عليه.
ان استراتيجية محاربة الارهاب الامريكية لم تجلب الاستقرار والامن عالميا وفي منطقتنا بل نسفت قواعدهما. وتشهد منطقتنا تصعيدا للهجمة الاستراتيجية العدوانية الامريكية بمشاركة حليفها الاستراتيجي في العدوان، اسرائيل الرسمية، ضد شعوب وبلدان المنطقة. وتندرج في اطار هذه الهجمة الاستراتيجية خطة فك الارتباط الشارونية من طرف واحد مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية الفلسطينية. فهي ليست خطة من اجل دفع عملية السلام العادل، وليست خطة من اجل تخليص الفلسطينيين من الاحتلال، بل هي خطة من اجل دفن احتمال السلام العادل وتخليص الاحتلال والمحتلين من الفلسطينيين ومن حقوقهم الوطنية الشرعية العادلة. فجنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون، لم يتحول بين ليلة وضحاها الى رجل سلام، اراد من وراء خطة اعادة الانتشار في غزة تعزيز الاستيطان والوجود الاحتلالي في الضفة الغربية وتنفيذ برنامجه الاستراتيجي بضم اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل وعرقلة ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة. لقد اختزلت حكومة شارون - بيرس وبالتنسيق مع الادارة الامريكية خطة خارطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية (الكوارتيت) بخطة فك الارتباط الشارونية. ومنذ تنفيذ خطة فك الارتباط مع غزة تشهد المناطق الفلسطينية تصعيدا جنونيا للعدوان الاحتلالي، تصعيدًا لعمليات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية ومسابقة الزمن في تسريع عملية بناء جدار الضم والعزل العنصري خاصة في القدس الشرقية المحتلة وضواحيها وبهدف فصل التواصل الاقليمي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها بحواجز الاستيطان وجدار الضم. وهذا اخطر ما يواجه مشروع اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات قابلة للحياة. كما يواجه الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ومنذ اعادة الانتشار في غزة تصعيدا لجرائم المحتلين من قصف للاحياء السكانية وقتل المدنيين الابرياء الى تصفية واغتيال شخصيات فلسطينية قيادية. هذا اضافة الى ان حكومة الاحتلال الشارونية ترفض اليد التي تمدها القيادة الشرعية الفلسطينية، السلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس للسلام العادل لاستئناف العملية التفاوضية السياسية بهدف التوصل الى الحل السلمي العادل نسبيا.
ان هذا الموقف العدواني الاسرائيلي ضد التسوية السياسية العادلة يهدد بعواقب كارثية، يهدد بانفجار انتفاضة ثالثة لشعب يتوق الى الحرية والاستقلال ويرفض المذلة القومية والاحتلال. هذا الموقف العدواني قد ادخل اسرائيل في ازمة سياسية واقتصادية خانقة، فبسبب هذه السياسة زادت حدة الفقر وعدد الفقراء الذي يصل اليوم الى اكثر من مليون ونصف المليون فقير، كما اوصل الى وضع اصبحت فيه حكومة الكوارث الشارونية تتأرجح على كف عفريت واصبح الاحتمال كبيرا بسقوطها وتقريب موعد الانتخابات.
ان تصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية جزء من الهجمة الاستراتيجية التصعيدية لتحالف الشر والعدوان الامريكي – الاسرائيلي ضد شعوب المنطقة والتي تبرز انيابها المفترسة ضد لبنان وضد سوريا وايران. ولا نستبعد ان يقوم تحالف الشر هذا بعدوان مبرمج ضد سوريا اذا رفض النظام السوري الاملاءات الامريكية والاسرائيلية لتدجينه في خدمة مخططهما للهيمنة في المنطقة.
والسؤال المطروح اليوم علينا ، ما العمل لمواجهة العولمة الارهابية الامريكية والعولمة الرأسمالية الشرسة التي تستهدف استعباد شعوب المعمورة؟ نحن الشيوعيين في بلادنا نناضل لرص اوسع وحدة صف كفاحية يهودية – عربية بين مختلف قوى السلام والدمقراطية والمنظمات الاجتماعية والبيئية في المعركة لزوال الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي وانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والاستقلال الوطني لانجاز السلام العادل، الشامل والثابت في منطقتنا وصد الهجمة الاستراتيجية الامبريالية للهيمنة في منطقتنا.
اننا نرى اهمية كبيرة في برمجة نشاطات تضامنية مشتركة يجري التنسيق في اقامتها بين مختلف الاحزاب الشيوعية والتقدمية، مثل اعلان يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني ضد جدار الضم والعزل، او يوم تضامن مع سوريا ضد البلطجة العدوانية الامريكية – الاسرائيلية او مع شعب العراق ضد الاحتلال الانجلو – امريكي، يوم تضامن يجري خلاله تنظيم مظاهرات جبارة جماهيرية – سياسية، وغيرها من النشاطات التضامنية.
نرى من الاهمية بمكان اقامة مركز للتنسيق والاتصالات بين مختلف الاحزاب، يكون مركزه في اثينا او قبرص، وذلك بهدف نقل المعلومات وتنظيم النشاطات الكفاحية والاستفادة من الوسائل العصرية للاتصالات، الانترنيت وغيره.
نتمنى لهذا اللقاء ان يخرج بنتائج تساعدنا جميعا على مواجهة الهجمة الاستراتيجية الامبريالية الخطيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-