الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار العراقي ...وحيدا في ساحة الإصلاح

جاسم محمد كاظم

2016 / 3 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


وهاهي الأمور تصل اليوم إلى نهاياتها بعد أن دق مسمار الفساد عظم الدولة العراقية وأصابها في مقتل بعد دخول ابرامز وتخريب البني التحتية للصناعة العراقية .
وبعد انهيار عراق البعث وظهور عراق الرب الجديد بثقافة القرون الوسطى وانتشار المد الديني وبروز الكاهن على الساحة توقف نبض الحياة وكأن عراق 1921 أفضل بكثير من عراق 2016.
وأصبح مفهوم الفساد ثقافة يتفاخر بة الكل علنا أمام البث الفضائي بعد بلوغ الأموال المهربة إلى بنوك الغرب من تخطي حاجز ال 500 مليار دولار .
وذهبت المواقع الأنترنيتية تكشف عن أسماء أثرياء ما بعد صدام حسين بأرقام مهولة وميزانيات كارثية تستطيع هذه المسميات من إنشاء دول مستقلة كاملة إذا عرفنا أن ميزانية الأردن 12 مليار دولار وميزانية القطر السوري 10 مليار دولار .
وإذا كانت سايكس - بيكو 1916 قد خلقت الدول العربية بملوكها ورؤسائها في الجزء الشرقي فان سايكس - بيكو 2016 سوف تخلق إمارات دينية جديدة يكون إبطالها الفقهاء وسادة النهب والاختلاس الجدد .
وبمعادلة حسابية بسيطة للوعي إذا كان سكان العراق اليوم يقدر ب35 مليون نسمة لكل فئات السكان فلم يقف في التحرير للمناداة بالإصلاح المرتقب وتغيير الواقع سوى نفر قليل ورث مفاهيمه التنويرية من بقايا ثقافات العقد الخمسيني حين كان الجدل العالمي في قمته لتغيير التاريخ أما نحو الأحسن أو الوصول إلى مرحلة البربرية .
ووصل الأمر إلى انتصار البربرية بمسامها الجديد المتمثل بالقوى الدينية هذا العفن الكبير الذي يغذيه الغرب ووجد له ارض العرب كأفضل المنابت الزراعية للسيطرة على مقدرات الشعوب .
لكن التاريخ لم يتوقف بسكونه الأبدي فظهرت فرقة تنادي بالتغيير والإصلاح واستبدال الحكومة بحكومة جديدة عبر الكلمات ووصل الأمر بعد تنامي الوعي إلى المطالبة باستبدال الدستور والحكومة .
وازدادت شجاعة المرابطين في التحرير إلى المطالبة بملى الفم باجتثاث الأحزاب الإسلامية وعدم دخولها ساحة الانتخاب مجددا وان كان هذا اليسار الأعزل مجردا من كل قوة سوى قوة صوته الجبارة في التحرير وعزم مناضليه على التغيير وبناء دولة حقيقية .
ووصل صوت اليسار إلى شبابيك البيت الأبيض الذي أدرك أنة فشل فشلا ذريعا في العراق ولم تفلح كل محاولاته بالضغط على حكومات الفرق الدينية بالتغيير نحو الأحسن لعدم وجود معارضة حقيقية للنظام يستطيع أن يتكأ عليها في تغييره المرتقب لأنة يعرف أن عراق اليوم ليس بدولة حقيقية أبدا بل كانتون من القرون الوسطى يقوده كاهن يستلم حكامه ومعارضيه أموالهم على السواء من صندوق خزينة النفط .
لذلك فان تحقيق مطالب اليسار الإصلاحية المتمثلة بإلغاء الدستور والبرلمان وحل الحكومة ليس لها من جل يسمى الإصلاح بل دخول أبرامز من جديد إلى الساحة وبدء بنسج خيوط معادلة جديدة يتكافآ فيها الطرف الأيسر مع طرفها الأيمن من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابرامز
د.قاسم الجلبي ( 2016 / 3 / 25 - 11:22 )
وهل تعني ب ابرامز هو دخول القوات الآمريكيه الغازيه الى العراق , ومن اين جاءت هذه التسميه , مع التقدير


2 - الحرب بالوكالة
عبد الحسين سلمان ( 2016 / 3 / 25 - 15:21 )
تحياتي أخي ابو آليانور

بدأت علمياً في هذا المقال وأنتهيت ميتافيزيقاً , بقولكم :
دخول أبرامز من جديد إلى الساحة وبدء بنسج خيوط معادلة جديدة يتكافآ فيها الطرف الأيسر مع طرفها الأيمن من جديد .

لن تدخل أبرامز للساحة من جديد ( وللاخ د. قاسم الجلبي : ابرامز هو اسم الدبابة الامريكية .... M1 Abrams....الشهيرة التي دخلت بغداد ).

الخيوط, خيوط الكهنة , ينسجها السفير الامريكي في بغداد... Stuart Jones.....ولا يحتاج الى أبرامز من جديد.....تطبق امريكا الان سياسية الحرب بالوكالة...War by other Means...وهذه other means ..هم هؤلاء الذين وصفهم ماركس :

متشردون ... وزبائن سجون مطلقو السراح ... ونصابون ومشعوذون ومتسكعون ونشالون ومحتالون ومقامرون وقوادون وأصحاب مواخير .... وباختصار جميع هذا الجمهور السائب، المتنوع، غير المحدد تدفعه الظروف هنا وهناك والذي يسميه الفرنسيون: La bohéme ...( ماركس: الثامن عشر من برومير -لويس بونابرت- ).

قبلاتي للبنات والاولاد



3 - ابرامز
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 3 / 25 - 16:08 )
ابرامز تعني القوات الاميركية ..لان هذة الدبابة هي اخر جيل من تطوير الدبابات الاميركية الشهيرة ..مثل باتون ..وبرادلي ..وسنتريون .. ابرامز اليوم تمثل القوة الضاربة للولايات المتحدة ..تقديرنا الكبير


4 - الاخ العزيز جاسم الزيرجاوي الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 3 / 26 - 04:08 )
مال العمل اذا كان كل شي ساكن في العراق .. غير نفر قليل من اليسار معدود على الاصابع .. انها امنية ربما تتحقق او لا الف تحية وتعيش وتسلم

اخر الافلام

.. موريتانيا.. الشرطة تعترض مسيرة احتجاجية نظمها 6 مترشحين للري


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -