الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل الكردي ونهج البعث في سوريا

نوشين حمي

2005 / 11 / 21
حقوق الاطفال والشبيبة


يعاني الطفل السوري بشكل عام من نهج حزب البعث القمعي في مراحله الدراسية لكن الطفل الكردي معاناته أكثر كونه ينتمي إلى قومية أخرى هي القومية الكردية حيث يشكل الأكراد
القومية الثانية ويتجاوز نسبتهم 12/00 من مجموع سكان سوريا ويعتبر متواجداً على أرضه التاريخية ومحروماً من حقه في الاعتراف الدستوري به كقومية وشعب له لغته وثقافته الخاصة
طبق بحق الأكراد في سوريا قوانين ومشاريع عنصرية ومنها قانون الإحصاء الاستثنائي الجائر الذي طبق في محافظة الحسكة بتاريخ 5/10/1962 وتم بموجبه جرد حوالي 120 -150 ألف نسمة من الجنسية السورية ولا تزال آثار هذا الإحصاء قائمة حتى الآن ويتزايد عدد المحرومين من الجنسية ليصبح حوالي ربع مليون نسمة (ما بين مجرد من الجنسية ومكتوم القيد) ومن بين هؤلاء حوالي 150 ألف نسمة طفل كردي محروم من الجنسية ,مما يعني 150 ألفا من براعم الطفولة الضائعة محرومون من أبسط حقوق الطفولة ألا وهي حقه في الحصول على الجنسية مع أن السلطات السورية وقعت على جميع الاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل حيث البند الثاني يقول (يسجل كل فور ولادته ويكون له اسم وله الحق في اكتساب الجنسية ) .
يتعرض الطفل السوري إلى العنف بشكل عام وأخص هنا الطفل الكردي حيث يتعرض إلى العنف النفسي والجسدي من الإهانات والاحتقار والشتم والضرب با لإضافة إلى عنف السلطات وسياساتها الشوفينية القمعية التي تطبق بحقه منذ ولادته , فالطفل الكردي لا يسجل فور ولادته كما تقول اتفاقيات حقوق الطفل بل تحال الأسماء إلى الجهات الأمنية للموافقة عليها لهذا نجد في الكثير من العوائل الكردية طفلاً باسمين اسم مسجل في السجلات الرسمية ليتناسب مع قرارات السلطة البعثية وآخر متداول في الوسط الكردي وعلى الأغلب (اسم كردي ) .
والطفل الكردي محروم من تعلم لغته وثقافته القومية فالأكراد في سوريا لا يعاملون حتى معاملة الأقليات القومية حيث تنص المادة الثلاثين من اتفاقية حقوق الطفل على (في الدول التي توجد فيها أقليات أثنية أو دينية أو لغوية لا يجوز حرمان الطفل المنتمي إلى الأقليات مع بقية أفراد المجموعة التمتع بثقافته واستعمال لغته ), لكن السلطات السورية تصر على إنكار الوجود الكردي كأقلية قومية لها ثقافتها ولغتها الخاصة بها , بل تستمر في سياسة التطهير العرقي حيث تبدأ بتعريب وتبعيث الطفل الكردي بدءا من عامه الأول في المدارس الابتدائية (ما يسمى بمرحلة منظمة طلائع البعث ) ليبدأ الطفل الكردي يومه وفق مفهوم حزب البعث العربي الاشتراكي القائم على أساس التفوق العرقي وإقصاء الآخر وترديد شعاراته :
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
أهدافنا: وحدة حرية اشتراكية
ومن ثم العهد الخاص با لسلطة السورية الحاكمة(( عهدنا أن نتصدى للإمبريالية والصهيونية والرجعية ونسحق أداتهم المجرمة عصابة الأخوان المسلمين العميلة ))
هذه الشعارات التي يجبر الطفل على ترديدها يومياً بالإضافة إلى الأناشيد التي تتغنى بميلاد البعث الحاكم (القائد للدولة والمجتمع) ومنجزات الحركة التصحيحية حتى يكاد أن يقال بأن الطفل أيضاً هو من منجزات الحركة التصحيحية المجيدة ...!

تلك هي التربية والدروس التي يتلقاه الطفل بالإضافة إلى العنف الذي يمارس عليه وكأنه في مؤسسة عسكرية بدلاً من الحب والسلام والتسامح واللعب بحرية لتوسيع مداركه العقلية.
وهنا يشعر الطفل الكردي بغربة حقيقية لغة غريبة وجديدة عليه ولابد من أن يتعلمها بالعصي رغماُ عنه وشعارات لابد له من ترديدها وحفظها وكأنها منزلة من السماء, هذه هي مرحلة الطفولة تلك الطفولة الضائعة في دولة البعث.
بعد مرحلة طلائع البعث (براعم الثورة ) تأتي مرحلة شبيبة الثورة وتضم في صفوفها الشباب في المراحل الأعدادية والثانوية ( وهي منظمة رديف لحزب البعث) وتعمل هذه المنظمة على تدجين وتصهير الشباب الكردي في بوتقة حزب البعث العربي ومفهومه العنصري الشوفيني وبذلك يتعرض الشباب للقهر والضرب والفصل من المدارس نتيجة عدم انضمامهم لها .بالإضافة إلى المناهج التربوية يتلقى الطالب التربية العسكرية وكأنه في ثكنة عسكرية ولهذا يتعرض لعقوبات كثيرة من الإهانات والشتائم إلى العقوبات الجسدية التي تثقل كاهل الطالب وتحاول طمس شخصيته وبالتالي هويته القومية ,وبالرغم من كل هذه المصاعب والعقوبات وسياسات التطهير والتمييز العنصري والعرقي التي يتّعرض لها الشعب الكردي في سوريا إلا إنه بقي محافظا على هويته القومية والتاريخية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية