الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح

سراب شكري العقيدي

2016 / 3 / 26
الادب والفن


المسرح
ابو الفنون و سر الحكايا وسحرها وأساس ثقافة الشعوب، وهو النبع الرقراق للتحضر والتمدن، قال فيه أرسطو :
ان للإنسان غريزة التمثيل منذ الصغر.. إن المتعة واللذة التي تحصل عليها من هذه العملية هي تحول الحياة الى مسرح .
من هنا ينبع المسرح.. من أصل الانسان.. من رغبته الفطرية في التجسيد .. من خياله الواسع، الذي هو أصل الحياة .. من الحياة نفسها .. فهو تجسيد لواقع يتخذ شكل مسرح كبير، وعلى حد تعبير شكسبير الذي قال:
الدنيا ركح كبير، وإن كل الرجال و النساء ما هم إلا لاعبون على هذا الركح.
اما بالنسبة لي وانا التي مسني سحره منذ الصغر فأقول فيه:
المسرح المكان المغلق الوحيد، الذي يمنحني نفسا عميقا، يغذي ثنايا الروح، فينتشي ويطوف الجسد بين عوالمه السحرية والغرائبية......
تشدني حبال ستائره المخملية، وحين يزاح الستار، تنزاح معه كل انقباضات النفس، لتطلقها من مكامنها المخبوئة وتمنحها خفة الفراشات و نقاء قطرات الندى وبياض الثلج على القمم الشامخة.
يبدأ العرض بين العتمة والضياء و الصمت و الصوت و همهمات مكتومة و وقع اقدام و أصوات متداخلة وإيقاعات ترتفع وتنخفض و اجساد حية و رائحة بشر..... و تدب الحياة على خشبته .. وجوها وشخصيات تحبها ، تكرهها، تميل لها او تنفر منها واُخرى كأنك التقيت بها على مسرح الحياة، تحدق بك، تبتسم لك، تمد لك يدا، تتحدث عنك، تخاطبك ، تلامس كلماتهم شيئا بأعماقك تعتقد إنها محصنة لا احد يصلها... تُستٓ-;-نفر حواسك كلها ويصيبك الذهول كيف لامسوا مكنوناتك السرية ؟ كيف اخترقوا ذاتك ؟ من أين لهم هذه المعرفة بعوالمك وكيف باتت عوالمهم يجاهرون بها هنا؟ لماذا يتحدث هذا و ذاك عنك، عن أحلامك، رغباتك ، هواجسك، إحباطاتك، تفاصيل ايامك، لياليك، أحاديثك ....نعم كل شيئ مكشوف هنا.... تكاد تتلاشى الحدود بين الواقع وما يجري على خشبته... بينه وبين أحلامك وكوابيسك...
هكذا تخرج وقد أضاف لك الكثير وأخذ منك الكثير.....تخرج محملا بتساؤلات وتساؤلات تبحث عنها في دروب الحياة...
وتنسدل ستائر المسرح المخملية ليعاودوا العرض غدا.......
تحية حب ووفاء، تحية إجلال وتقدير في هذا اليوم يوم المسرح العالمي، لكل من عمل وساهم ومنحنا ومنح خشبة المسرح أدبا و أخلاقا ورفعة وعظمة ورقيا وسحرا، ارتقى بالانسان وعرفه بأنسانيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟