الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يراهن من

عزيز الكعبي

2016 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


من يراهن من
يعيش هذا البلد حالة مأساوية فريدة فى نوعها فلا هم يعيشون بسلام مع بعضهم البعض ولا هم يسمحون لأحدٍ أن يتدخل لحل مشكلتهم ، فبعد الإطاحة بدكتاتورها صدام حسين دخل الجميع فى حروب ومجازر طائفية ومنها قبلية قتلت الآلاف وشردت الملايين ورفضوا كل النداءات الإنسانية والأخلاقية والأخوية وحتى الربانية منها لوقف هذا الإقتتال ، العراق هو البلد الوحيد الذى يدور الحديث عن أن جميع سكانه من المسلمين الشيعة و السنة ويتحدثون ويكتبون لغة واحدة و يفهمها الجميع على الأقل أى أن ما يربطهم كشعب واحدة أو متوحد أكثر مما يفرقهم ويجعلهم شيعاً وأحزاباً وفرق متناحرة ولكنهم رجالاً ونساءً وأطفالاً فضلوا لغة الخراب والدمار والدم والصديد الطائفي على لغة الحوار والمستقبل والاشراق وسال الدم بينهم وجر دول أخرى فى المنطقة إلى مستنقعهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة كايران والسعودية وتركيا وكثير من الدول التي لها مصالح لاجل ديمومة الحرب الاهلية في العراق.
ونتيجة لتلك الحالة لم يسلم مبنى أو شجر فيها من الرصاص وشذى البارود الذى أصبح مفضلاً لدى الجميع من أى نسمة سلام وإستقرار وأضحت مدن بأكملها شبه خاوية تنعق فيها غربان الإنس والجن وخفافيشها، وفى المقابل هناك عدد كبير جداً من العراقيين الذين أثروا ثراءً فاحشاً وأصبحوا يتحكمون فى المداخل والمخارج بعد أن سلحوا مجموعاتهم المنضوية تحت لوائهم أو من المنتمين لهم وأصبحت هذه الحالة الفوضوية هى المفضلة للعديد منهم لأنها تصب بغزارة فى مصلحتهم على حساب إخوتهم المشردين فى كل بقاع المعمورة ، ووجود حكومة مركزية من أى نوع يهدد مناطق نفوذهم لذا سيشعلون نيران الحرب الطائفية فى كل لحظة يرون فيها أغصان السلام الزيتونية تتهافت لترفرف فى سماء العراق.
لو كان أهل العراق يخشون على بلادهم ويدركون متى يتوقفون عن المماحكات والمكايدات والمطاعنات الصبيانية ضد بعضهم البعض ويفرقون بين العدو الصديق والصديق العدو ويعرفون كيف يعيشون أو يتعايشون مع بعضهم البعض كمواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات دون من أو أذى أو إكراه وكذلك دون إثارة المنظومة الدولية أوالإقليمية أو التعامل معها على أنها عدوة فقط ، إذن المشكلة ليست فى العالم الخارجي فى المقام الأول بل تكمن المشكلة بين أبناء الوطن الواحد ومدى نضوجهم وحجم تطلعاتهم وبُعد نظرهم عندما يتعلق الأمر ببلادهم ومستقبلها وخاصة أولئك الذين يسيطرون على مقاليد الحكم الذين يجب عليهم أن يتعاملوا مع المشكلات بعقلية كبيرة وأفق واسع كحجم العراق على الأقل وليس كما يجرى أمامنا اليوم الذى يشبه الأمس بالرغم من مرور 13 عاماً على ممارسة الحكومة الجديدة في العراق بعد ازالت الصنم
عزيز الكعبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة