الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قواعد العشق الاربعون قراءة نقدية

عادل الخزعل

2016 / 3 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قواعد العشق الاربعون
قراءة نقدية
من الملاحظ ان هذه الرواية تستبطن عنوان اخر وهو ( الكفر الحلو ) وهو العنوان الحقيقي للرواية , فعلى الرغم من ان العنوانين يرمزان للعشق الصوفي ومذهب المحبة الالهية في التصوف , إلا ان احدى هذين العنوانين له مضمون غير ما هو ظاهر , بمعنى ان مضمون هذا العنوان ( الكفر الحلو ) مخالف لما يدل عليه , فضلا عن ذلك يتلبس العنوان الرئيسي للرواية ( قواعد العشق الاربعون ) كعباءة صوفي لتمرير اللذة الجسدية والشذوذ النفسي , ومن ثم ان الرواية تدور في ظاهرها حول الصراع بين الفقهاء والمتصوفة مبين تعصب الاول , وكلما زاد التعصب دليل على زيادة مساحة الجهل وكذلك حول مشكلة المعرفة القلب ام العقل مبين تفاهة وقصور المعرفة العقلية لانها تفتقر الى الجانب الروحي , لذلك يكون من الطبيعي كل ما يطلق من احكام فهي تجري على ظاهر الاعمال , دون اهتمام بروح العمل وهذا نتيجته التفريق بين الفرق والديانات , بعكس المصدر الاخر للمعرفة وهو القلب , فهذه هي المعرفة اليقينية لان اداتها لها من السعة ما تحوي به الكون بكل جزئياته فالقلب هو فلك الكل وحتى الله داخل فيه مستندين بذلك الى الحديث القدسي الشريف (( ما وسعني ارضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن )) , هذه هي عباءة الصوفي الذي اراد الكاتب اظهارها اما من يلبس هذه العباءة فهو ليس صوفي بس هو مغموس باللذات الجسدية مستخدما هذه العباءة لسويغ ما يختلج النفس من انفعالات حسية , وهو يسير مع الظاهر بتلازم لا ينفك , ولكن يعمل على تقويض كل ما يقف عائق من مراده , ابتداءا من العقل وهو راي ليس فيه شك فالصوفي مصدره القلب ولكن اذا تحول هذا التقويض وسيلة الى غاية لا تمت الى التصوف بصلة هنا يجب ان نتفحص كل ما هو موجود بهذه الرواية , فالوسيلة هنا التقويض ليبقى فقط الوجدان ويكون مسوغا للكفر الحلو , والذي يخرج عن الكفر الحلو الصوفي والكفر العقلي , لتأصيل الكفر الغريزي , ولكي يجعل القارئ لا يفتح عينا قلبه وعقله يمده الكاتب بعد كل عدد من الصفحات بقاعدة للعشق الالهي , تنصب كالعسل على اللسان وكالخمر على الاذهان , فيبقى القارئ في سكره الروحي واللدة القلبية , إلا ان الكاتب وفي نهاية الرواية يجعلنا مقتنعين بما سلكه من سلوك ظاهرا تعبير عن الكفر الحلو الصوفي وباطنا الذي اراد تسويغة من الاول هو الكفر السلوكي , بمعنى ان في نهاية الرواية بطل الرواية ينتزع عباءته الصوفية ويظهر بمظهر الانسان الشغوف للحس وملذاته دون ان يشعر القارئ بذلك لانه منغمس بجمال الخمرة الالهية والحب الالهي إلا ان الكاتب قد اخرجنا الى الحب الجسدي فيقول في نهاية وهذا ما تدل علية القاعدة الاربعون في الصفحة خمسمائة : (( لا قيمة للحياة من دون عشق . لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده , روحي ام مادي , الهي ام دنيوي , غربي ام شرقي ... فالانقسامات لا تؤدي الا الى مزيد من الانقسامات . ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف , انه كما هو , نفي وبسيط ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد