الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق

بدر الدين شنن

2005 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الاعتقال والتعذيب المتوحش الذي يصل إلى درجة القتل ، هو إحدى آليات الاستبداد لسحق أية قدرة على المقاومة ضده ، لتكريس نظامه ، واستدامة استغلاله للشعب والوطن والدولة لحساب أركانه ورموزه . وعندما تسود حالة الرعب والخوف التي يولدها الاعتقال والتعذيب المتوحش يغيّب الشعب ، وتلغى السياسة في المجتمع ، وتتعملق الانتهازية والوصولية والفساد ، ويجرد الوطن من قيمه ومقومات وجوده ، ويلتبس الفرق بين الوطنية والخيانة . وتصبح مخاطر القمع ، الاعتقالات الواسعة .. التعذيب المتوحش .. القتل والاغتيالات والاعدامات أكثر سوءاً وتوحشاً .. عندما تأتي نتاجاً لمفاعيل طائفية أو شوفينية متزمتة .. إذ تتحول إلى كارثة وطنية بامتياز .. سيما إذا تضافر هذا القمع مع وجود ومصالح الاحتلال . هكذا علمتنا التجارب القاسية مع أنظمة الاستبداد المنتشرة على امتداد الوطن العربي ، خاصة في كل من سوريا والعراق ، حيث عدد السجون أكثر من عدد الجامعات ، وعدد المخبرين والجلادين يفوق عدد العاملين في الخدمات الصحية والتعليمية

وفي ضوء ذلك ، لايمكن معالجة مسألة التفاصيل القمعية للاستبداد المنفلتة من اعتبارات القانون والقيم الانسانية ، وفق معايير أخلاقية أو نفسية ، وإنما وفق معايير الوطنية والعدالة والانسانية . إن الذين قاموا بتعذيب المعتقلين في سجن الجادرية في بغداد وغيره من السجون العراقية الأخرى ، السرية والعلنية ، تحت اشراف سلطات وزارة الداخلية العراقية ، أو في سجن أبي غريب وغيره تحت اشراف الاحتلال الأمريكي ، لايحاسبوا عن استخدام وسائل التحقيق الهمجية أخلاقياً فحسب ، وإنما قانونياووطنياً وانسانياً ، كمجرمي حرب أولاً .. وكمنتهكين لحقوق الشعب العراقي الانسانية ، وتطلعاته المشروعة لحياة حرة كريمة

لقد حاول السيد " صولاخ " وزير الداخلية العراقي ستر عورة وزارته فدل عليها ، عندما حاول تبرير التعذيب أو تقليل عدد الذين عذبوا بوحشية في سجنه العتيد في الجادرية. والسؤال هنا ، ماذا ترك السيد " صولاخ " والسيد " بوش " ، من مبررات لاسقاط نظام صدام حسين ، إذا كانا يقومان بأعمال تعذيب قذرة أو أكثر قذارة ضد الانسانية ، كما كان يفعل صدام بأبناء الشعب العراقي ؟ . يذكر ، أن عدد القتلى منذ الاحتلال الأمريكي للعراق حتى الآن أكثر مائة ألف عراقي .. وعدد الذين قتلوا نتيجة الاغتيالات والإعدامات تجاوز الخمسة وعشرين ألف

وبناء على ذلك ، إن ما جرى ويجري باسم " التحرير والديمقراطية " في العراق من أعمال قتل بالجملة سواء ضد " الشيعة أو " السنة " ، سيما بواسطة السيارات المفخخة العمياء الحاصدة لأرواح الأبرياء ، أو الاغتيالات الناتجة عن التعذيب ، والإعدامات غير المستندة لأي مبرر قانوني ، وعودة انتشار القبور الجماعية ، يؤكد حقيقة بمنتهى الوضوح ، أن الاستبداد يستدعي الرعب والعجز والفساد والاحتلال ، وأن الاحتلال يستدعي الفوضى والنزاعات العرقية والطائفية والحرب الأهلية

إن المسؤول ، عما جرى ويجري في سجون الحكومة العراقية ، وفي سجون القوات الأمريكية والقوات التابعة لها ، من تعذيب وإعدامات ، ليس هو السجان المشوه نفسياً وخلقياً والمحول إلى وحش ، وإنما هو أولاً النظام الصدامي الذي أفشى حالة القمع والرعب طوال عقود من السنين ، وعمم حدود العصبيات والثارات الطائفية والقبلية والقومية ، وهو بوش الذي احتل العراق كاذباً ، باسم التحرير والديمقراطية ، تنفيذاً لمخططاته الامبريالية الامبراطورية للسطوعلى ثروة العراق البترولية والهيمنة على الشرق الأوسط، وهو النظام العراقي الجديد ، الذي أتى به الاحتلال مع الدبابة والمدفع على الخلفية العرقية والطائفية ليخدم أهداف الاحتلال

إن من حق الشعب العراقي أن يحاسب ويحاكم كل الذين أجرموا بحقه ، من صدام حسين إلى بوش ورامسفيلد وتشيني إلى الطالباني وصلاخ والجعفري
إن المخاض العسير الذي يمر به العراق الحبيب الآن ، ينبغي أن يكون درساً لكل المناضلين من أجل الخلاص من أنظمة الاستبداد في البلدان العربية الأخرى ويدركوا ، قبل فوات الأوان ، أن الاستبداد والاحتلال " التحريري.. الديمقراطي " هما وجهان لنظام عبودي واحد معاد للحرية والانسانية

العار لكل من مس .. أو يمس بالتعذيب انسان
الحرية والعدالة والتحرير للشعب العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض