الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية : امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! الجزء الاول

كاظم الحناوي

2016 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



هناك ثلاث جوانب تميز الاسبوعين الاخيرين اللذين قضيتهما في الولايات المتحدة الامريكية. أولها الإصرار على مواصلة إنجاز كتابي الجديد عن الانتخابات حيث قضيت سنتين في بريطانيا اضافة للسنوات التي قضيتها في بلجيكا.
هذا الكتاب محاولة لتجاوز وسائل الدعاية الانتخابية القديمة من قبل المرشح في الديمقراطيات الناشئة في الشرق الأوسط والتي كانت تعتمدها المعارضة عند الهدنة بينها وبين النظام .
وفي هذا السياق فقد فاجئنا الحزبان الرئيسيان في الولايات المتحدة الامريكية بنوعية مرشحيهما بأشكال دعائية جديدة لم نعرفها سابقا، حيث عشنا هناك نظرنا إلى الفعل وإلى الشارع والرأي العام ولن نكتف بالقراءة وتجميع المعلومات والشواهد التاريخية .
فمن خطاب شبيه بحركة اليمين المتطرف أزعجت أركان الحزب الجمهوري خلال الشهور الماضية. وتهديد دونالد ترامب بتنظيم احتجاجات اذا لم يرشحه الجمهوريون إلى المواجهات والتحركات الميدانية المصحوبة بالعنف أحيانا من قبل المناوئين لطروحات ترامب وهو يثير مزيدا من ردود الفعل حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في أمريكا، التي أصبحت في الأسابيع الأخيرة تحت المجهر العالمي. وامام تغيير السياسة وفتح الحوار مع هذا الصنف من المرشحين المتمردين على الواقع وطرح أمور كانت تدور بها النقاشات في الخفاء .
الجانب الثاني يتلخص في الجمع بين أراء المرشحين للانتخابات التكميلية وحركة المؤيدين في الشارع. فبالرغم من عدم اللقاء مع أحد المرشحين الرئيسيين إلا اننا التقينا شخصيات داعية إلى مبادرة الجديدة تجنبا للتنسيق مع ترامب و(الترامبيين)، فالمبادرة هنا تحاول فيها بعض الاطراف التغلب على اختلافاتها السياسية والأيديولوجية، وأعطت الأولوية لما هو مشترك فيما بينها وهوخدمة الناخب الامريكي.
أما الجانب الثالث في ملاحظة هذا السباق يمكن القول بأن التحرك الجماعي لوجود مرشح ثالث يمكن ولادته تحت ما يسمى بحركة العودة للحلم الامريكي التي قد تساعد بعض التيارات الاجتماعية والشخصيات الليبرالية على ترجيح دفع مرشح ثالث في الانتخابات القادمة وإعادة ترتيب أولوياتها بشكل أساسي، مما يكون له الأثر الحاسم في خلق تلك الحركية التي شهدتها الساحة السياسية الامريكية بعدة مناسبات عبر مرشح ثالث.
فليس بالأمر الهين عندما ينتصر هكذا مرشح ولكن هذا الامر قد حصل عبر تاريخ امريكا لمرة واحدة ربما تتكررهكذا فكرة في ديمقراطية تتسيد بها سلطة المال ولكن ما يجمع الأطراف المشاركة في هكذا تحرك أكثر مما يفرق بينها، ويؤكد أن الفوارق الإيديولوجية تصبح ثانوية، أمام طروحات الغاء لاطراف أساسية في المجتمع الأمريكي.ربما يكون التحرك الجديد متأخرا اذا لم يستند على حقيقتين .
الأولى دعاية إنتخابية ذات طابع عملي، وتتمثل في التحالف الذي يتم تشكيله ليتولى التنسيق وتنظيم التحرك الميداني.
أما الحقيقة الثانية فتتعلق بإنشاء تحالف مهمشين امريكي ، يتولى إدارة الحوار بين ادارات الحزبين وقياداتهما الفكرية والسياسية حول القضايا الأساسية التي يقتضيها الانتقال إلى مايطمح اليه المواطن في الحلم الامريكي. حيث يتم إعطاء الأولوية لمحاور يتشابك فيها الوطني بالقومي بالديني والاستراتيجي .
وواضح أن الغرض من هذا التحالف هو فتح حوار مفتوح وصريح مع مختلف مكونات النخبة السياسية والمجتمع المدني، تعلن من خلاله عن مواقفها تجاه الحملات الانتخابية وموقفها من المسائل التي دفعت الى الخلاف والصدام بين أفراد المجتمع لانها كانت ولا تزال محل شكوك الأوساط المدنية والحقوقية سواء داخل أمريكا أو خارجها .
أن العامل الأساسي الذي لعب دور الصاعق في إحداث التغيير في أميركا والتسبب في تحرير السود من عبوديتهم وفقرهم في الستينات كما يشير الى ذلك ماك لوهان صاحب كتاب (الماس ميديا) كان اختراع التلفزيون ودخوله إلى كل منزل ناقلاً أنماط عيش لم تكن في متناول السود ومظهراً لهم الهوة التي كانت تفصلهم عن مواطنيهم في البلد نفسه. وكان من تداعياته المتوسطة المدى، التغيير الكبير الذي بدأ يتبلور منذ ذلك الحين، والحقوق التي اكتسبها السود تدريجياً إلى أن وصل الامر بعد أربعين عاماً إلى ارتقاء أوباما سدة الرئاسة.
بمعنى آخر، الأطراف المشاركة في هذا التحالف، تحاول الحصول على ضمانات مبدئية من (الترامبيين) الجمهوريين حول ما يعتبر الحد الأدنى لبناء دعاية انتخابية دون التطرق لحقوق المواطن الامريكي وشعوره بالتمييز. وهو تحرك يدفع التحالف للمطالبة بمرشح ثالث يعمل من أجل مجتمع ديمقراطي يتسع لكل الامريكيين دون الاتهام بالدونية والتخوين .
لان الاصرار على أفكار شبيهة بافكار كيسنجر الذي يصر على أن التوازن لن يعود الى العالم إلا بوقوع حرب عالمية ثالثة، ستنطلق من سوريا وان أطرافها ستكون الصين وروسيا وحلفاءهما، مقابل الولايات المتحدة وحلفائها،حرب سيكون الشرق الاوسط ساحتها لن يزيد المجتمع الامريكي الا مزيدا من التفكك والذي يصل فيه نسبة الامريكيين من إصول صينية والروس والمكسيكيين (اللذين يحاربهم ترامب ايضا) والمسلمين الى ما يصل الى ربع المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -