الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصنع السعادة (الحلقة العاشرة)

ماجدة منصور

2016 / 3 / 28
الادب والفن


..لما .أتحدث كثيرا عن السعادة!!! لما السعادة هي شغلي الشاغل طوال حياتي!! لما هي ديني و دنيايا!!
السعادة ببساطة تمنعنا عن ارتكاب الشر فلا يوجد انسانا سعيدا و يحمل طبع الشر و الأشرار كما أنني قد لاحظت طوال سنوات عملي بالصحافة المهجرية أن الأشرار هم بشر تعساء..مكتئبون..حزينون..متوترون..متشنجون
عصبيون..متجهمون..لا يعرفون الضحك أبدا..ان الأشرار بشر لا يعرفون معنى السعادة الحقة فهل سبق لك أن قابلت مثلا..ارهابيا أو قاتلا سعيدا؟؟؟ قطعا لا.
اذهب الى جولة تفقدية في سجون العالم كي تكتشف بنفسك أن المجرم هو أتعس خلق الله لأنه يفتقد للسعادة في كل مناحي حياته.
السعادة حق أصيل للأحرار و الشرفاء فقط لاغير.
تحدثت في الحلقات السابقة عن شروط تحقق السعادة و سآتي هنا الى أهم شرط من شروط تحقق السعادة و أعني به شرط الحرية.
-----------------------------------------------------------------------------------------الحرية---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان و انتاجه سواء كانت قيود مادية أو معنوية وهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات أو التخلص من القيود المفروضة على شخص أو مجموعة لتنفيذ
غرض ما و التخلص من الاجبار و الفرض(ويكيبيديا)
وأنا أقول أن الحرية الحقيقية هي التحرر من القيود و الشروط المجحفة التي تمنعنا من السعادة الأصيلة التي هي حق فطري من حقوقنا و ان الحرية هي أهم شرط من شروط تحقق سعادتنا و التي هي حق طبيعي لنا.
الحرية هي جوهرة خالدة تعبر عن فرادة الانسان و تميزه عن كافة الكائنات و المخلوقات ومن أجلها تبذل الدماء و الأرواح و تدك عروش الطغاة ومن أجلها ننفى و نتشرد و نسجن و نقتل و نعدم و نعذب و ننال غضب السلطات
السياسية و الدينية و الاجتماعية لأنه بالحرية نضفي القيمة لوجودنا ذاته فهي جوهر كينونتنا و طبيعتنا التي جبلنا عليها و بدون الحرية سنكون عبيدا ، دون أدنى شك، و لا نستحق السعادة ما حيينا.
ان هؤلاء الذين يسلبوننا حريتنا فانهم يسلبون انسانيتنا و سعادتنا التي فطرنا و جبلنا .عليها ومن هنا فان الحرية تؤخذ و لا تعطى.
ان الله قد خلقنا أحرارا أقوياء و سعداء فلا تدع كائن من كان أن يسلبك جوهرتك الخالدة لأنها هذية الله لك و أنت ان فقدت تلك الجوهرة فانك تكون قد فقدت انسانيتك الحقيقية و سلمت رقبتك للعبودية...و العبيد لا يستحقون الحرية
و السعادة فلا يمكن لعبد أن يكون سعيدا مهما تظاهر بعكس ذلك لأن العبودية ضد الانسانية بكل معنى الكلمة,
أقصد هنا الحرية بمعناها الايجابي في اختيار حياتك وليس الحرية بمعناها الفوضوي، المدمر، الأهوج .
الحرية لا تبقى حرية حين تتعدى على حق الآخرين..فهذا الآخر له الحق في الحرية مثلك تماما و نحن هنا لا نسمح بأن نسلب الآخرين حرياتهم كما لا نسمح للآخرين أن يسلبونا حريتنا.
قال _ايمانويل .كانط_ لا أحد يستطيع الزامي بطريقته كما يريد هو أي كما يؤمن و يعتقد ان هذا هو الأفضل لي و .للآخرين لأصبح فرحا و سعيدا.
ان كل منا يستطيع البحث عن سعادته و فرحه بنفسه و بطريقته التي يريد شرط أن لا ينسى حق الآخرين في ذات الشيئ.
حين تصبح حريتك سببا للفوضى و الازعاج في المجتمعات الحضارية فان لسلطة تلك المجتمعات الحق في التدخل لحماية الآخرين من سوء تقديرك لمفهوم الحرية و ستجبرك تلك المجتمعات على الحفاظ على أمن و سلامة الآخر.
لا أخفي عليكم أن سبب نفوري من العقائد و الشرائع الدينية أن تلك الشرائع تتدخل في أدق خصوصياتنا و تكبلنا بأصفاد من ممارسات بلهاء لا تقدم لنا سوى البؤس و الاكتئاب و كراهية كل من هو مختلف لهذا نجد أن المجتمعات
الدينية هي أبعد ما تكون عن السعادة و الحب و الفرح و الحياة و .الانسانية أيضا..لأن الشرائع أعطت لنفسها الحق في أن تسلبنا سعادتنا و تصرع دماغنا بقصص خرافية لن تضيف شيئا في سلم المعرفة و التطور الذي هو سنة من
سنن الكون بمجمله .
ان الظلم و التجبر و الغطرسة و الاضطهاد المتواصل و الممنهج لا تنتج لنا بشرا أسوياء يتمتعون بالسعادة و الفرح فبالحرية فقط نكون سعداء..مسالمين..فرحين..محبين وتلك هي غاية الخلق بعينها.
بالحرية فقط نكون سعداء و مستعدون للمساهمة بعملية الخلق و التطور و الابداع كي نتتم رسالة الله الخالدة حين قال ( اني جاعل لي في الأرض خليفة)
نحن هنا خلفاء الله على الأرض في عملية التطور المستمر و الدائم لأننا بذلك نكون قد حققنا غاية الله و مراده من خلقنا..
السعادة هي الخير الكلي..و الأمثل لا بل أستطيع القول ان السعادة ضرورة أخلاقية و من انعدمت أخلاقه...انعدمت سعادته أيضا..لأن ..السعادة قد أقسمت على نفسها..أنها لن تمنح ذاتها الا لقوم أخلاقيين.
لما نحن نقاتل بفكرنا و عقولنا أعداء الحرية دائما؟؟ لأن الحياة لا تزدهر و تنمو الا في ظل أناس أحرار قد آمنوا بالانسان و قدسيته...فالانسان مقدس بطبيعته لأنه يحمل بعضا من روح خالقه و أقصد به الله..
.نحن البشر لن ولن نكون سعداء و أحرار مالم نحطم و نواجه مخاوفنا و خوفنا المزمن من السلطة الغاشمة و الثعابين القرعاء (ما بعرف ليش قرعاء) فليس هناك من ثعبان سوى خوفك و جبنك و تعاستك و ليس هناك من نار سوى
نار تخلفك و جنتك فقط حيث تكون انسانيتك و قد تجلت بأبهى صورها و ليس لك من سعادة أو حرية طالما كنت تمجد الطغاة و الزعران و علي بابا .مع حراميته.
ان السعادة الحقيقية لن تتحقق طالما بقي الانسان عبدا وأحد أشكال العبودية تقبع في عبادة الشهوات و الذات المريضة و التي سأتحدث عنها في الحلقة المقبلة.
هنا أقف..ومن هناك أمشي..و للحديث بقية
.








.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب