الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي

عباس الشطري

2016 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي
عباس الشطري
ان اي مراقب للصراع السياسي على السلطة في العراق بصورته الحالية لن تغادر ذهنيته فكرة انه صراع يتجه بقوة الى التصادم
فهل التصادم حاصل فعلا ؟وماذا يستفيد الجمهور المدني المحرك الاساسي للتظاهرات من وجود الصدريين
فالجمهور الغاضب والذي يتالف من الاف من المدنيين والذي يتظاهر منذ ثمانية اشهر وانضم اليه لاحقا الافا اخرى من من اتباع السيد مقتدى الصدر اصابه الملل من السيد العبادي واجراءاته الترقيعية تلك الاجراءات التي لايراها تصب في معالجة المشكلة الرئيسية والمتمثلة في المحاصصة الطائفية والقومية في حين يرى رئيس الوزراء ويشكو انه مقيد تماما من القوى السياسية الحالية التي انتفعت من السلطة ومنها دولة القانون التي يتزعمها رفيقه المالكي وينحدر العبادي منها وهي حريصة على مقاومة اي اصلاحات تقف بالضد من مصالحها ,كما يستشعرالعبادي رغبات الكتل السياسية الاخرى السنية والكوردية وبراغماتيتها والتي تقف الان موقف المتفرج بانتظار النتائج من هذا الصراع الذي لايعنيها كونها تنظر اليه على انه صراع شيعي شيعي ولاتهتم الى ماذا ستكون عواقب الاموراذا ماقرر المتظاهرين اقتحام المنطقة الخضراء مركز الحكومة لاستبعاد ذهنيتها السياسية ذلك حاليا .
والسؤال المتوفر الان لماذا اصبح الصراع شيعيا شيعيا على مايبدو وماهي حدوده في الوقت الذي تتقاسم فيه القوى السياسية الشيعية كعكة السلطة وفق موازنة محسوبة ومرضية من الوزراء وعشرات من وكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات المستقلة ومئات المناصب الرفيعة وهل سيحسم باعادة توزيع الحصص والادوار كما في المرات السابقة وماهي حدود تدخل دول الجوار ومرجعية النجف اذا ما استعصى على الحل ام اننا سنشهد وضعا جديدا وضعا سيغير الخارطة السياسية بالتخلص من قواعد اللعبة القديمة كل ذلك سيكشفه تطور مراحل الصراع في الايام القادمة.
ينحدر الغريمين السيد مقتدى الصدر والسيد العبادي من نفس المدرسة الدينية التي اوصلتهما الى حكم العراق بعد سقوط نظام صدام حسين الديكتاتوري العلماني الا ان حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الحالي قبل بالخطوات الاميركية بعد سقوط النظام لنقل العراق من مرحلة الديكتاتورية الصدامية الى مرحلة الديمقراطية وفق المنظور الاميركي واشترك في مجلس الحكم كما حصل ثلاث من زعماءه على رئاسة الوزراء خلال العشر سنوات الماضية منهم السيد العبادي في حين دخل مقتدى الصدر اللعبة السياسية وقبل اسلوب الانتخابات في الوصول الى السلطة لكنه عارض باستمرار وجود القوات الاميركية واصطدم معها مرتين عامي 2004 و2007 في مدينتي النجف وسط العراق والضاحية الشيعية في بغداد المسماة مدينة الثورة سابقا والتي سميت بعد سقوط البعث مدينة الصدر
وجد السيد الصدر في التظاهرات ومطالبات الناس المستمرة بتحسين الاوضاع ومحاسبة الفاسدين فرصة مميزة لتصدر المشهد الحالي المضطرب في ضل غياب زعيم شيعي وطني عابر للطوائف فهو سليل اسرة عريقة من اسر النجف الدينية فابن عم والده الفقيه الشهيد محمد باقر الصدر هو مؤسس حزب الدعوة ( اعدم 1980لمناؤته حكم البعث وتاييده العلني للثورة الايرانية) اضافة الى ان والده السيد محمد محمد صادق الصدر كان زعيما دينيا بارزا قضى سنوات طويله في سجون صدام ليقود بعد خروجه من السجن حركة مناوئة لحكم البعث وصدام فاغتالته المخابرات لاحقا مع اثنين من اولاده نهاية العام 1999 واشعل حادث اغتياله انتفاضة شيعية اخمدها صدام بقوة في مدن البصرة والناصرية والنجف ومدينة الصدر وهو خزين تاريخي يحترمه جمهور الشيعة وينظرون اليه والى عائلته على انهم المعارضين الحقيقين للنظام فضلا عن السيد الصدر اكثر تعاطيا بايجابية في علاقاته العربية فهو مرحب به في دول الخليج والعربية السعودية ويتميز بعلاقات طيبة مع قادة وزعماء السنة وقد تعلم كثيرا فنون السياسة والاعيبها وكيفية حكم بلد بحجم وتنوع العراق على عكس زعماء الشيعة الاخرين وسبق ان وصف الميلشيات المنفلته والتي تتبع جهات اخرى بالميلشيات الوقحة بل حتى الميلشيا التي يقودها حاليا وتمسك الملف الامني في سامراء وشمال الثرثار هي الاكثر انضباطا
ولايمتلك العبادي ولاغيره من سياسيي دولة القانون اي ميزات مميزة فحيدر العبادي من اسرة غير معروفة في بغداد سوى ان والده كان مدير مستشفى الجملة العصبية في بغداد نهاية السبعينات هذا من جانب
من جانب اخر لايمتلك العبادي شخصية قوية وغالبا مايتهم بالضعف كما ان الضروف التي جائت بحكومته اكبر من ان يتمكن من معالجتها وبرغم ان حكومته نالت الثقة بقبول ودعم اقليمي ودولي املا في اعادة وضع العراق على السكة الصحيحة بعد ان تسببت سياسات سلفه رئيس الوزراء السابق باحتلال مدينة الموصل العراقية واجزاء من محافظة صلاح الدين وديالى والرمادي من قبل تنظيم داعش الارهابي والتعويل عليها لبدء صفحة جديدة مع السنة العرب الذي تسببت سياسات المالكي الاقصائية ( من وجهة نظرهم ) في وقوع مدنهم بيد التنظيم الارهابي الاشرس في العالم الا ان التقصير الواضح في معالجة الملفات الاخرى كتعزيز المصالحة الوطنية بين فئات الشعب والخروج من الازمة المالية فضلا عن تحرير الاراضي ومعالجة مشكلة النازحين الذين فاق عددهم المليونين والنصف موزعين بين اقليم كوردستان ومدن كربلاء وبابل وبغداد وتحسين علاقات العراق مع دول الجوار وفشله في تمرير قانون الحرس الوطني والذي كان من المؤمل ان يسمح لابناء المناطق السنية بالدفاع عن مدنهم اسوة باقليم كوردستان متحججا بان ذلك سيؤدي الى تقسيم العراق وزادت اجراءاته التقشفية القاسية وتخفيض الرواتب من الصعوبات المعيشية ونقص الخدمات زادها تدهور سريع لاسعارالنفط العالمية ما انعكس على الموازنة العامة التي تعتمد بالدرجة الاولى على النفط كما كشفت الازمة حجم الفساد الكبير المستشري في البلاد والمرتبط اساسا بقوى اجتماعية وسياسية تتحكم بالسلطة ومنها كتلته طبعا ومقاومة المتهمين بالفساد لاجراءاته الوقائية فضلا عن تراجع البرلمان عن حزم الاصلاح بعد تناقص عدد المتظاهرين وتسويف مطالبهم من قبل رئيس الوزراء المقيد كل ذلك سمح للسيد الصدر ان يكون عنصرا مهما في صناعة الحدث
ان التظاهرات التي قادها الشيوعيين والديمقراطيين والحشد المدني والتحق بها الصدريون فيما بعد والتي طالبت باجراءات سريعة للخروج من الازمة ومحاسبة المقصرين والتي تسببت صدقيتها في وقوف مرجعية النجف ممثلة بالسيد السيستاني الى جانبها اجبرت الحكومة على طرح تغيير وزاري يحتكم الى وزراء تكنوقراط ولكنه يشترط ان يكون الترشيح من كتلهم في البرلمان في حين طرح الصدر بديلا افضل باعادة تشكيل الحكومة على اساس وطني غير طائفي وهو امر تلقفته الجموع المتعطشة للاصلاح وهو يصب في مصلحة التيار المدني كونه ينادى به منذ تظاهرات 2011 وبوجود الصدريين يستفيد التيار المدني من وجود قوة وحاضنة اجتماعية لايستهان بقوتها وهي عنصر جذب لكثيرين ممن اثرو الجلوس على الرصيف وبقدر مايستفيد السيد الصدر منها في تعزيز شعبيته في محاصرة المنطقة الخضراء باعتصام وفق القانون يجعل فرائص الفاسدين تتراقص خوفا ورعبا ويطرح نفسه رجلا للمرحلة الحالية , يستفيد المدنيون من الضغوط الشعبية الكبيرة في حمل السياسيين على تغيير نمط تفكيرهم في حكم العراق التاريخي , يقول الكثيرون ان اي تصادم لن يكون اسوا من سنوات ضاع فيها البلد بين سياسيي صدفة لايفقهون شيئا من الحكم وتدبير شؤون الناس ويحتكمون الى محاصصة جعلت من العراق ارضا يبابا ,تذكر كتب الاثر ان الشعبي مر يوما بقوم فشى في ابلهم الجرب فقال لهم مالي ارى ابلكم فشى فيها الجرب وانتم قاعدون لاتفعلون شيئا اجابوه بيننا امراة مؤمنة نتوكل على دعائها فخاطبهم قائلا لو وضعتم مع دعائها شيء من القطران لكان اجدى.

• كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال