الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسيولوجيا الطب العام

أسامة عريوي

2016 / 3 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية



مما لا شك فيه أن مهمة السوسيولوجي تسليط الضوء على ماهو مخفي ومكنون ومستور ،هذا المستور الذي يصادفنا في كل مواقف حياتنا ،لكن نهضمه ونمر عليه مرور العامة غير العلمي الذي يغلب عليه التفسير العادي والنقدي و القذفي . هذا التفسير الذي لا جدوى منه ولا يصل إلى أي نتيجة ،إلا التشويش الواهي ، ففي موقف من المواقف، هذا الموقف الذي لا يخلو بحد ذاته من مكنون ومستور،كان لابد من تسليط الضوء السوسيولوجي الكاشف،هذا الموقف ثم استهلاله بالتساؤل التالي: هل تحول الطبيب العام إلى عراف حكيم ؟؟؟؟ إن ما يثيرنا في مدينتنا الصغيرة هو حكمة الطبيب وانعدام الأجهزة ،الطبيب بحكمته ودون أي فحص وبمجرد النظر يكشف ما فيك من سقم ،عدنا إلى زمن الحكمة وزمن المعجزات لا داعي لأي تجهيزات ،لأن الطبيب عراف في مكتبه وحكيم في طريقة علاجه ،الفحص بالعين والنظرة التي تتخللها الحكمة دون جس، ودون فحص ودون تفقد ودون وضع أي جهاز على العضو المعتل . أي حكمة هذه أي نباهة هذه!!!!!! ،الحمد لله القطاع الصحي بخير وصحة المواطن الذي لا ينتمي إلى قشدة المجتمع في ألف خير ،وجد أطباء حكماء،والجميل في الأمر أن الحكيم الصغير ،إذا تفقدك بعينه الحكيمة ،ولم يستطع كشف سقمك ،يكتب لك ورقة بحكمته ،هذه الورقة هي دعوة إلى التوجه إلى الحكيم الكبير المتواجد في مدينة أخرى ،حتى ولو كنت تحتضر ،هذه هي أمانة الحكماء عدم التدخل في مهام لا يجيدونها . من هنا نفتح قوسا آخر ، لربما هذا الحكيم لا يجيد هذه المهمة ،أمور تحيرنا وتتعبنا وتبكينا في الآن نفسه في هذه المدينة الصغيرة ، تجعلنا نتجرع المرارة ،لأننا نعي أن الصحة هي القطاع الأساسي الذي يجب النهوض به أولا من أجل الرقي.هنا نطرح التساؤل التالي : ماذا ننتظر من مواطن مريض؟؟؟؟ المواطن المريض لن يتعلم إذا كان العلم يأتي بعد الصحة،المواطن المريض لن يعمل ،المواطن المريض لن يكون أسرة،المواطن المريض ،لن يتكلم ،لن يعبر ... المواطن المريض مصيره الموت ،والضياع والتشرد والجهل و الفقر والبطالة ووووووو. من قلب هذه المدينة الصغيرة التي أبت إلا أن تتحدث وبألسنة أناس مرضى ولا يستطيعون الحديث والتفوه ،مدينة تقول لا أجهزة توجد في داخل المستشفى ،تعبنا من الفحص النظري ومن الدعوة إلى التوجه إلى مدينة أخرى للعلاج ،تعبنا من الأطباء الحكماء والعرافين ،الجس والفحص والأجهزة الطبية نبتغي ،صحتنا رقينا ونهوضنا وسقمنا ضعفنا وانحطاطنا وموتنا ، بعين سوسيولوجية نظرت فأبكاني الحال و اقشعر جسدي ،ونطق اللسان وكشف واقع الحال ،ولو ببصيص ضوء خافت لا يضيء عتمة ليل مظلم تنعدم فيه جملة من الأحوال،نتمنى التغيير والنظر في هذا الواقع المرير ،لأن الإهتمام بالصحة ،هي اهتمام بالإنسان ،وإذا أصلحنا الإنسان ،قام المجتمع ونهض من سباته العميق ،وأزاح عن جسده غبار الإنحطاط والتبعية ،وتحقق ما يمكن تسميته بالتنمية . وخير دليل على كل هذا ،هو المخاض العسير الذي يشهد له تاريخ الدول الغربية، هذا المخاض الذي كان يحركه هاجس واحد هذا الهاجس هو الكائن البشري هو الإنسان ،هو كيفية تحرير هذا الإنسان ؟هو كيفية النهوض بهذا الإنسان والإرتقاء به، بصحته وعلمه وفكره وحريته ؟وكيفية تحسين جودة حياته؟ لذا لا نريد سوى النظرة إلى الأمور من هذا الهاجس من هاجس الإنسانية من هاجس جسد سقيم يستنجد من أجل حقنة للعلاج ،حقنة لإطفاء حرقة السقم العضال الذي يمخر أجسادا نحيفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل