الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئات تفضح الوضع الحقوقي بالرشيدية

علي بنساعود

2005 / 11 / 22
حقوق الانسان


الحريات وأوضاع حقوق الإنسان بمنطقة الجنوب الشرقي المغربي في ترد وتراجع مستمرين، هذا ما أجمعت عليه ثلاثة تقارير لثلاث هيآت مدنية محلية...

ففي تقرير له، ندد المجلس الجهوي للــــجــنــة الــدفــاع عــن حــقــوق الإنــســان بالمنطقة باستمرار الاستحواذ على الملك العمومي والأراضي الجماعية (ساحة الحسن الثاني بأرفود نموذجا) وبالتفقير الممنهج للسكان وانتهاك حقهم في التنمية بتثمين من السلطات المحلية والإقليمية.

التقرير ندد أيضا بالتفويت السافر لأراضي السكان دون اتباع أية مسطرة قانونية ولا إقامة أية مشاريع تنموية (أراضي أكماض وخليل وتوغزة بكولميما، وما يحصل بجماعة عرب الصباح غريس بالجرف مثلا)، كما أدان انتهاك حق قبيلة عرب الصباح بالمعاضيد في التنظيم حسب أعرافها، وتشتيت تمثيلية السكان قصد التمكن من تزوير رسوماتهم وتفويت أراضيهم وتسييد الغموض في التحديد الجغرافي للجماعة وهو ما نتج عنه دوار "دراعو"، علاوة على الاستغلال البشع لمقالع الرخام من طرف اللوبي المهيمن محليا.

المجلس لم يفته التنديد بالمضايقات المتتالية التي يتعرض لها بعض مناضلي المنطقة، وبالتسلط واستغلال النفوذ والتلاعب في وصولات الدقيق المدعم من طرف مجموعة من أعوان السلطة، بأمر من قوادهم وباشاواتهم (بادي تهام مقدم بكولميما، محمد السلمي بالعشورية بالجرف...)

وبالمناسبة، طالب السلطات بالتدخل الفوري لتسوية سلمية لمشكل توزيع المياه، بعد الصراع المفتعل بين قبيلتي بوسعيد ومسكي بجماعة الخنك، وبحل قضية تجزئة تيزرار بجماعة تاديغوست، وبالترخيص للسكن والبناء، وإعطاء الفرصة لغير المستفيدين، وفتح تحقيق في عملية تزوير رسومات منازل ضحايا فيضانات 1965 بأرفود من طرف رئيس المجلس البلدي، وتعميق البحث في ملفات التزوير والفساد ونهب المال العام والأراضي الجماعية التي تقدمت بها لجنة الدفاع، وتقديم المتورطين للقضاء، وإعطاء الفرصة لكل سكان جماعة أوفوس للاستفادة من الحق في ربط منازلهم بالماء الصالح دون تمييز.

ومن جهته، اعتبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الوضعية بالسجن المدني للرشيدية مقلقة للغاية، حيث الاكتظاظ، وسوء التغذية، وتدهور الوضعية الصحية للنزلاء، وحيث وضعية الحي المخصص للأحداث غير مقبولة، إذ يحتاج إلى التنظيف والترميم والطلاء، وأغلب الزنازن لا تتوفر على أسرة مما يضطر نزلاءها إلى افتراش الأرض والتحاف أغطية قديمة مهترئة، رغم ما لذلك من عواقب على صحتهم، خاصة في فصل الشتاء الشديد البرودة بالمنطقة، وهم مختلطون لا تراعي الإدارة أية اعتبارات في توزيعهم على الزنازن والأحياء...

الجمعية سجلت أيضا أن جميع زنازن أحياء السجن لا تتم تهويتها إلا عبر كوات في أعلى جدار الزنزانة، مما يتناقض مع مقتضيات القواعد النموذجية لمعاملة السجناء التي تفرض توفر نوافذ تسمح بتهوية كافية وبتسرب أشعة الشمس...

أما التغذية، فاعتبرتها رديئة كما ونوعا، إذ لا تعتمد، حسب نفس المصدر، إلا على القطاني والخبز والشاي... أما لحم البقر أو الدجاج، فلا يقدم، حسب الإدارة، إلا أربع مرات في الشهر، بمعدل 150 جرام للسجين!!! وهذا ما يضطر السجناء إلى الاعتماد على دعم عائلاتهم والطبخ خارج الزنازن، لكن يبقى أكثر المتضررين هم السجناء الذين تبعد مقرات إقامة عائلاتهم عن السجن.

هذا، وقد سجل التقرير تردي الوضعية الصحية للسجناء البالغ عددهم 346 سجينا (325 منهم رجال و21 إناث، وضمنهم 32 من الأحداث)، حيث يتم عرض ما بين سبعة وعشرة منهم يوميا على المستشفى، وهو عدد يتضاعف يوما بعد آخر، إضافة إلى إصابة مجموعة من السجناء بالأمراض النفسية والجلدية (الحكة)... ولعل ما يزيد من معاناتهم هو النقص الفادح في الأطباء الاختصاصيين ووضعية المستشفيات بالمدينة والخصاص المهول في الأدوية، بفعل ما يخصص لها من الاعتمادات، والتماطل في عرض المصابين على الطبيب، مما يعرض صحتهم للخطر ويؤدي ببعضهم إلى الوفاة، كحالة السجين "الحسين بوتغاسين" (من تنجداد رقم اعتقاله: 27154)، الذي كان محكوما باثنتي عشرة سنة سجنا، قضى منها ثمان سنوات، والذي توفي مؤخرا بمصحة السجن، متأثرا بمرض السرطان، الذي أفقده القدرة على الحركة، حتى أصبح لا يغادر المصحة...

وبخصوص المخدرات، فهي، حسب التقرير، رائجة داخل هذه المؤسسة، والدليل أن أحد السجناء ضبط مؤخرا وبحوزته مخدرات، وبعد الاستماع إليه اعترف أنه يتم تزويده بها من طرف سجين آخر، فتم تقديمهما للمحكمة، غير أن هذا المتهم اعتبر أن التحقيق في هذه القضية لم يذهب إلى مداه، وأنه لو تم ذلك فعلا لسقطت مجموعة من الرؤوس...

التقرير أضاف أنه، باستثناء محو الأمية التي يستفيد من دروسها عدد قليل من السجناء، لا يستفيد الباقون من أي تكوين أو أنشطة ترفيهية أو رياضية!!!

ومن جهته، اعتبر تقرير لجمعية الجيل الثالث لحقوق الإنسان أن سجن الرشيدية يحتاج إلى إصلاح هيكلي وذلك بسبب الوضعية الخطيرة التي يعيشها، والتي تنذر، حسبه، بنشوب احتجاجات قد تهدد النظام الداخلي للمؤسسة...

التقرير توقف بدءا عند إدارة المؤسسة واعتبرها متحجرة وتشرف عليها عقلية تنعدم فيها المواصفات التربوية والتواصلية، وتعتمد الشطط والعنف اللغوي والمادي لا مع السجناء فحسب، بل مع الزوار أيضا، واستشهد على ذلك بالاعتداء الذي تعرضت له السيدة "زهرة لشهب" التي اعتدى عليها مدير المؤسسة وأسقطها أرضا وأصابها بجروح، ولما احتج ابنها السجين وضعه في الكاشو!!!

المصدر انتقد مصادرة نفس المسؤول لرسائل النزلاء وشكاياتهم وأشار إلى استغلاله لبعضهم باستخدامهم في أعمال منزلية وأغراض شخصية... علاوة على ربطه علاقات منفعية مع أقارب ذوي الجاه والمال منهم، حيث يفتح لهم بموجبها أبواب السجن ليلا ونهارا... أما الخدمات الطبية فاعتبر أن الاستفادة منها تخضع للرشوة والنفوذ، ونفس الشيء تخضع له الزيارة والفسحة...

أما بخصوص النظافة، فأكد تقرير نفس الهيأة أنها منعدمة، علاوة على غياب الاستحمام وعدم توصل السجناء بالصابون وباقي المستلزمات، وهذا ما يفسر، حسبه، انتشار القمل والصراصير والبعوض...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يوصي مجلس الأمن بإع


.. ماذا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم العضوية الك




.. -بآلة لتقطيع الورق-.. سفير إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة


.. ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة على الاعتراف بفلسطين كدولة؟




.. لبنان: الإتجار بالبشر عبر تيك توك