الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الوزراء بطة عرجاء

مؤيد عبد الستار

2016 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تفاقم الاستياء على صعيد العراق عموما نتيجة توالي الحكومات العاجزة التي اجهضت احلام العراقيين في التغيير ، والتي لم تعنى بتطوير البلاد ورفاه المواطنين رغم مليارات الدولارات من ايرادات النفط التي ذهبت هباء منثورا ، وراح معظمها في جيوب المسؤولين وحسابات بنوك الكتل السياسية التي تبذخ - بلا وجع قلب - على مباذلها وتمارس الدجل في المساجد من ركوع وسجود ، وهي في الحقيقة بدلا من ان تسجد لله تسجد لشيطان المال ليساعدها على اكل السحت الحرام .
شاع تحت مسؤولية تلكم الحكومات الفساد بانواعه واشكاله، فالفساد الاجتماعي يلازم الفقر ، وشاعت الرشوة والسرقة العامة والخاصة ، حتى اصبح الفساد ثقافة كما قال كنفوشيوس الحكومة ، وهو يتجاهل ان هذا الفساد لم يصبح ثقافة الا بما تيسر له من سبل تسهل شيوعه ، اولها كان نظام البعث الصدامي واخرها نظام المحاصصة والاحزاب الاسلاموية التي دعمت ما كان معروفا من فساد واضافت اليه فساد السريرة ، اذ يظهرون التقوى و الورع ، ويتسترون بالبراق من العمائم ، والثمين من الخواتم ، ويضمرون نهمهم للمال من اخضر واصفر رنان .
رغم ان هذه المظاهر لا تخفى على العراقي - المفتح باللبن - الا ان الظروف المساعدة رافقت حظوظ هؤلاء الشياطين الذين تلبسوا لبوس الدين والورع ، فكان اكتساح العصابات الاجرامية - داعش - لسوريا والعراق عاملا مساعدا على تاجيل المعركة مع السراق والفاسدين في الحكم الى حين ولكن الشعب يمهل ولا يهمل ، فقد دقت ساعة الحساب ، ساعة ستكون كالقارعة وما ادراك ما القارعة .
القارعة ستقرع رؤوس الفساد لتهشمها بمطرقة الشعب الجائع المحروم من ابسط وسائل العيش الكريم ، ما اضطره يخرج بالملايين يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة ، ولذلك رفع شعار خبز ، حرية ، دولة مدنية .
تلاعبت الاحزاب الاسلاموية في جميع المناصب الحكومية والهيئات التي من المفروض ان تكون مستقلة ، فعينت فيها منتسبيها واقتصر شغل المناصب على من له صلة قرابة مع قادة الكتل السياسية دون اخذ الكفاءة بنظر الاعتبار ، واستخدموا حيلة الشهادات المزورة وابدعوا في الالتفاف على القوانين من خلال تعيين الوكلاء بدلا من الاصلاء في المناصب العليا .
هكذا امتلأت المؤسسات الحكومية بالمحتالين والاميين والدجالين ، الذين مارسوا جميع وسائل النهب والسرقة ، فاصبحوا لصوصا محترفين في سرقة المواطنين والمال العام. اما النفط فحدث ولا حرج ، تعرضت هذه الثروة الوطنية الى طرق من النهب والسرقة لا عهد لاي دولة منتجة للنفط بها ، فبالاضافة الى العقود الفاسدة ، نلاحظ سرقة النفط من الانابيب بواسطة ثقبها وسحب النفط منها وبيعه دون معرفة السلطات بذلك ، كما يتم التلاعب بالموانئ وشحنات النفط المباعة وتزوير اوراق التصدير والبيع ، والغش بتزويد المنتجات النفطية للمصانع ومحطات الكهرباء ، وبيع النفط بصورة سرية للصوص والسيطرة على محطات بيع البنزين وغير ذلك من اساليب مختلفة يصعب وصفها .
اما المواد الغذائية فانتشرت في الاسواق مواد غير صالحة للاستهلاك ، ومثلها الادوية المغشوشة والفاسدة التي تباع على الارصفة ، وزادت باضطراد سرقة مواد الحصة التموينية حتى باتت معضلة لا يمكن حلها الا باعادة وزيرها الهمام الذي سرق ملايينها، ليعالجها بالسرقة مرة اخرى ليقضي على البقية الباقية من مفرداتها البائسة .
ان السرقة واللصوصية ادت بالعراق الى ان يصبح دولة فاشلة ، لا علاج لها الا باقتلاع الاحزاب الحاكمة وازالة اثارها عاما بعد اخر ، ولا يتم ذلك الى باللجوء الى رجال يؤمنون بالمدنية ويتركون الدين لله وللمؤمنين والوطن للجميع ، لا ان يتعكزوا عليه في سرقة المواطنين ، وان يكونوا ممن يشهد لهم المجتمع بالنزاهة والاخلاص والكفاءة ، وهم ليسوا بالعملة النادرة في العراق وانما ابعدتهم الكتل السياسية جانبا ، على طريقة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، لذلك يجب ان تعمل الجماهير المحتجة على الاطاحة بهذه الحكومة العرجاء وبقيادتها الفاشلة التي عاثت فيها الاحزاب الاسلاموية فسادا وسرقة ، واشاعت الجهل والامية في جميع مفاصل الدولة والمجتمع ولم تساهم سوى بانتاج ممارسات وطقوس بائسة لا علاقة لها بالدين ولا بالمذهب ، مثل المشي مئات الكليومترات من اجل زيارة المراقد والاضرحة ، او طبخ الاطعمة على الارصفة في مظاهر بائسة هدفها خداع المواطنين الفقراء واشباع رغباتهم البسيطة من اكل وشراب . واشاعة ممارسة اللطم والبكاء على احداث مضت عليها مئات السنين ، من اجل نسيان الحاضر وتركهم ينهبون دون رقيب .
انتجت هذه الاحزاب الاسلاموية نظاما هجينا في الحكم ، لا هو نظام جمهوري ديمقراطي ، ولا هو ملكي دستوري ، فالاحزاب ورموزها يتربعون على كراسي الحكم ، ويتبادلونها بينهم بين دورة انتخابية واخرى مثلما يتبادل الخلفاء الجواري الحسان للتمتع بهن ، فاصبحت الوزارات حكرا على اسماء معروفة ، عرف منهم من تلبسه العي والجهل وارتدى عباءة الفساد دون خشية من حسيب او رقيب .
ان مصير رئيس الوزراء سيكون مشابها لمصير غورباتشوف صاحب الاصلاحات المنقوصة ، ليبقى مصير العراق مفتوحا على احتمالات بلا حدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح