الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كساندرا البغلة القبيحة

سمر محسن

2016 / 3 / 28
كتابات ساخرة


فترة الحصار لم يكن متوفراً في البيوت العراقية (الستلايت) وكان التلفاز يقتصر على قناتين لا غير وهما قناة (الشباب) وقناة (بغداد)، دون إحتساب البث المشوش لقناة الكويت والتي كان (الأريل) يلتقطها في أوقات نادرة حين يكون الجو رطباً ودبقاً للغاية وبعد محاولات عدة من سكان المنزل لفر الأريل بإتجاهات مختلفة.
مازلتُ أذكر ذلك المسلسل الفنزويلي المدبلج (كساندرا) وفيه ظهرت تلك الحسناء ذات العيون الزرقاء والشعر المتموج والجسد الغني بتضاريس متناسقة، كنا جميعنا ننتظر موعد المسلسل بفارغ الصبر ونستمتع بقصته وأحداثه، ماعدا شخص واحد في المنزل، كان يكره المسلسل أشد الكراهية، وصادف أن يكون هذا الشخص لسوء الحظ هو رب الأسرة (أبي)، فما إن كان موعد المسلسل يقترب حتى كان يتلبسه جني يجعله يُصِر على الإبقاء على القناة الثانية التي لا تعرضه حتى لو كان برنامجهم بوقتها سخيف، وحينها نبدأ أنا وأمي وأخوتي وجدتي بتوسله كي يدير القناة على (كساندرا)، أحياناً نفشل وأحياناً كان يديره بعد أن يمللنا من كثرة التوسل وبعد أن يكون قد مضى على عرضه ربع ساعة وأكثر، وطبعاً ما إن ننجح بإقناعه بإدارة القناة حتى يبدأ مواله اليومي من النقد والمسبة والتعليق بصوتٍ عالٍ منه والمستمر طيلة ساعة المسلسل، كساندرا قحبة، كساندرا بغلة، تفووووو، ليتكِ تموتين، من تظن نفسها هذهِ القبيحة!
كنتُ مراهقة بسن الرابعة عشر آنذاك، وكعادتي لم أكن كباقي عائلتي يخشون مناقشة أبي لكونه يُستفز بسرعة ويغضب ويضرب، فكنتُ أقول ولِمَ هي قحبة؟ هو أيضاً قام بخيانتها! أم لإنه رجل فحلال عليه وحرام عليها؟
كان نقاشي مع أبي ينتهي دوماً بغضبه مني وأما أن يهددني بالضرب إن لم أسكت أو إنه يقوم بضربي كف بالفعل ههههههه.

حتى جاءت تلك الليلة والتي كان أبي قد شرب من الخمر ما جعله رائق المزاج على غير عادة، ووافق على إدارة القناة على كساندرا دون أي ممانعة منه!
وما إن رأيته هكذا حتى خططتُ لإستغلال اللحظة وسألته (بابا لماذا تكره كساندرا؟ وتقول عنها قبيحة الشكل؟)
فرد عليّ (من قال عنها قبيحة؟! أنا؟! أصلاً إنها شهية وتؤكل بلحمها وعظمها).
كان رده هذا صدمة لي ومثير للقرف بعد أن فهمت الآن سبب كرهه الشديد للبنت، حيث لم يكن سوى رغبة جنسية قوية مكبوتة!!!!!!

توالت بعدها المواقف من ذكور محيطين بي سواء في الدراسة أو العمل وغيره، ممن يتخذون نفس موقف أبي ناحية كساندرا يتظاهرون بشدة بكره النساء ونقدهن ويدّعون ويتباهون بأنهم لا يفكرون بالنساء وما ذلك إلا لكونهم يعلمون إن النساء هن نقطة الضعف القوية عندهم وبالحقيقة هم لا ينفكون عن التفكير بالنساء ليل نهار وحتى في منامهم وهذا ما جعلهم أول الحاقدين لشعورهم المزمن بالضعف وقلة الحيلة إتجاه رغبتهم القوية بالنساء، فباتوا يرددون على مسامع الناس ومسامعهم الشخصية أولاً (عسى أن يصدقوا أنفسهم) أن كل النساء عندهم كساندرا،،،،،، البغلة القبيحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط