الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة ُ المقابر ِ الجماعية ِ .. والتعذيب ِ الجماعي

نادية فارس

2005 / 11 / 22
حقوق الانسان



لم تعُد ْ مأساة ُ الفرد ِ .. وآلامه ُ.. وخوفه ُ..ورزاياه ُ.. بموضوع ٍ يستحق ُّ الأهتمام !
ولم تعدْ الحالات الفردية ُ لتشكل َ خطرا ً على عجلة ِ الأنتخابات ِ .. وحمى الأستفتاءات ِ .. وهستيريا إغراق الشارع ِ العراقي بالإعلانات للقوائم الإنتخابية .. وصور ِ قادتنا الحلوين .. والشعارات ِ الطنّانة الرنّانة.. والجيوش الشعبية متعدّدة ِ الجنسيات والأقاليم والطوائف!



العراقيون .. نفذوا من خُرم إبرة ِ التاريخ .. الى حضارة الديموقراطية والحرية ! أليس كذلك أيها القادة ُ والمقاتلون والمسلحون.. والمؤدلِجون والمؤدلَجون ..والقادة ُ والتابعون .. المطبلون والنائحون .. القاتلون والمقتولون .. المُعَذِبون والمُعَذَبون ؟



نحن ُ دخلنا في مرحلة ٍ تُبيح ُ التعذيب َ الجماعي باسم ِ المقابر الجماعية !



صارت كلمة ُ ( الجماعية) مفهوما ً من مفاهيم المرحلة السياسية .. وكلمة ً معقولة جدا ً لتتصدر الأخبار والصحف ومواقع الأنترنت!

تفوقت الجماعية على آلام ِ الفردية .. وصرنا بحاجة ٍ الى التفرج ِ يوميا ً على اكتشاف مقبرة ٍ جماعية خلفها نظام ُ صدام حسين .. أو قبو ٍ للتعذيب الجماعي ابتكرته قوى تحرير العراق من نظام صدام حسين .. وسننتظر ُ الحلقة القادمة من صورتعذيب أو تشويه أو حرق .. أو .. أو .. الى آخره من مبتكرات العقليات الأجرامية التي تتسلم دائما ً وظائف .. المحافظة على الأمن والنظام !



إن ّ وجود َ قبو ٍ لتعذيب السنّة ِ العراقيين ليس صدمة ً لوزارة الداخلية أو لوزيرها ووكلائه .. بل اكتشاف هذا القبو وتصويره وإعلانه في االعالم هي أسباب صدمتهم !



زعل ُ الساسة العالميين .. هو مايزعج حكومتنا .. لابل يقض ّ مضاجعهم !

الرأي العام العالمي هو ما تحسب حسابه .. حكومتنا !

ولذا فلا ضير َ بالنسبة لحكومتنا .. أن تبقى عمليات التعذيب وأقبيته سرية !

لاضير من التعذيب السرّي الجماعي .. أو الفردي !

لاضير من إلصاق تهمة ٍ جاهزة .. بعثيون .. إرهابيون .. قتلة .. طائفيون .. عروبيون .. الخ !

لاندري أية ُ صلاحية يمتلكها أي رجل دولة لانتهاك حقوق طائفة معينة في العراق ؟

كيف اتفق أن كل الأرهابيين والقتلة والسفلة والبعثيين .. هم من السنّة ِ فقط؟



وكيف اتفق أن ّ من جاء لتخليص العراقيين من سفالة البعثيين .. يمارس الان سفالتهم ؟



ومن سيضمن أن القادم على حصان ٍ أبيض .. أو دبابة ٍ مجنزرة .. أو طائرة ٍ مقاتلة .. سيكون أقل ّ سفالة منهم .. عليهم ؟



إن مايحصل ُ في العراق .. هو تأسيس ٌ لسلسلة ٍ من العمليات الإجرامية ضدّ العراق .. والمواطن العراقي .. والروح العراقية .



كلنا يعلم ُ أن ّ البعثيين لم يكونوا من السنة فقط.. ولذا فإن مايتعرض ُ له السنّة يشكل ُ اختراقا ً واضحا ً للوائح حقوق الأنسان .. وللقانون .. وللضمير الأنساني!



إن مايحصل في أقبية ِ وزارة الداخلية يضعنا أمام صورة ٍ مرعبة لتأسيس دولة الخوف والرعب والتعذيب التي تواصل ُما بدأه صدام .. وتُديم ُ الإرهاب في بلد ٍ شاء نحسُهُ أو نفطه ُ أن يكون ساحة حرب ضدّ الأرهاب !



لكثرما كتبنا ضد تأسيس حكومة طائفية باسم شيعة العراق .. اللاحول لهم ولاقوة في كل ّ ماتفعله القيادات الشيعية .. ولكن صور التعذيب الجماعي في أقبية وزارة الداخلية .. أرعبتنا وصدمتنا بالحقيقة المرّة .. من سينقذ سُنّة َ العراق من بدائل صدام ؟



من سيقطع ُ مسلسل المقابر الجماعية والتعذيب الجماعي ؟



من سيؤسس ُ لوطن ٍ خال ٍ من الرعب والخوف .. والجريمة المنظمة .. وسلخ الجلود وسمل العيون .. وتكسير العظام وقلع الأظافر؟

من سيوظف ُ هيئات ٍ من الأنقياء للمحافظة على الأمن ؟ ومن سيوقف توظيف زبالات البشر في أجهزة تتعامل مع حقوق الأنسان مباشرة؟

لماذا يحصل ُ المجرمون على وظائف وأقبية يمارسون فيها إجرامهم .. وصلاحيات ورواتب ؟ بينما يعاني المثقفون وحملة الشهادات العلمية العالية من شحة التوظيف ؟ وترتفع نسب البطالة معلنة أزمة اقتصادية حادة؟

لماذا يختفي صوت المرجعية الشيعية إزاء أقبية بيان جبر صولاغ .. وهي من ساندته في الأنتخابات ؟

لماذ ا(يغلس)الكثير ممّن لعلعت أصواتهم تأييدا للقائمة الطائفية ؟

هل هذا اعتراف بفشل الأجندة السياسية في الوصول الى نقطة التقاء مع حقوق الأنسان ؟

لقد ثبت بالدليل القاطع فشل قائمة الشمعة على كل الأصعدة .. وعلى الحكومة أن تحاكم َ كل المتسببين والمساهمين في تأسيس أنظمة الترهيب الجماعية للشعب العراقي.

نقول:

حاكموهم !!

.أليس فيكم من يعي معنى القضاء ؟

ونقول:

لابد ّ من تأسيس حملة ٍ تضامنية مع أبناء طائفة السُنّة في العراق .. لحمايتهم من براثن الطائفيين .. ولنكن نحن الشيعة أوّل َ من يوقع على هذه الحملة!

فلقد بلغ السيل ُ الزُبى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا


.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة




.. تفاصيل مقترح بايدن من تبادل الأسرى حتى إعمار غزة