الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور الخلل

عمار جبار الكعبي

2016 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


جذور الخلل
عمار جبار الكعبي
عند تسليط الضوء على اي خلل او مشكلة ، سواء خصت السياسة ام غيرها ، لا يمكن إعطاء وصف لها حتى يتم الوصول الى جذورها ، ومعرفة اسبابها الفعلية ، وليس الأسباب السطحية لانها توهم طالبي الاصلاح ، لتبني مواقف يُعتقد بصحتها وفعاليتها ، وهي في الواقع ضياع من نوع اخر ، وتسبب صدمات قوية وتنشر الاحباط والسلبية بعدم إمكانية اصلاح الوضع ، وتفتح الباب الى اجتهادات اخرى ، بنفس الرؤية ، ونفس المنهج الفاشل ، الذي يداعب عواطف الجماهير وكسب ودهم ( وان كان بحسن نية )
المصلح يجب ان يكون مرآة لمجتمعه ، ويخبره بالخلل أينما وجده ، بلا مجامله ، ولا يمكن لأحد ان ينتقده لصراحة وحقيقة تشخيصه ، فأنا لا يمكن ان أعاتب المرآة لانها كشفت بعض التشوهات الحاصلة في وجهي !

تغيير الطبقة السياسية هو الحل الشامل والفعلي في نظر البعض ، وبعدها يمكننا ان نستورد حكومة من المريخ ! ، الطبقة السياسية هي السبب السطحي ، او بوصف ادق ، هي احد أعراض الداء الذي أصيب به المجتمع

المجتمع العراقي لا يعرف حقيقة مرضه ، ولم يحاول ان يعرفه ، وكل ما في الامر انه شعر بألم فصرخ من شدته ، الارتجال وعدم التشخيص الصحيح والسير خلف العاطفة سيؤدي الى احد النتيجتين ، اما ان يتم القضاء على المرض ، او يتم القضاء على المريض ، ووفق تشخيص الاغلبية فنحن ذاهبون الى القضاء على المريض !
المجتمع فاسد ، واثبات شيء لا ينفي ما عداه ، اي لا ينفي فساد بعض المتصدين في الحكومة ، ولكن هنالك بعض التساؤلات البريئة والطفولية التي لابد منها ، هل أمانة بغداد طلبت من العاملين عدم تنظيف شوارعهم ؟! ، هل وزير التربية طلب من المعلمين عدم التدريس بشكل صحيح واعتبار الدروس إسقاط فرض ؟! ، وهل وزير الداخلية طلب من رجال الشرطة التهاون في عملهم ؟ والطبيب ورجل المرور وباقي فئات المجتمع ، هل هم حكومة ؟! ام انهم مواطنون ؟!

ما يجري هو إيهام للجماهير ، لان الخلل هو في الجمهور ذاته ، وأي حكومة ستأتي بعد الحكومة الحالية لن تختلف عنها ما دامت طريقة التفكير نفسها ، وما دامت اخلاق الجمهور على ما هي عليه ، الاصلاح يجب ان يكون اصلاح اجتماعي اولاً ، لان المجتمع هو الوعاء ، ولا يمكنه توفير حكومة صالحة مالم يكن صالحاً ، ففاقد الشيء لا يعطيه

من يعرف إيهام الجماهير يصبح سيداً لهم ، ومن يحاول ازالة الاوهام من اعينهم يصبح ضحية لهم ، قالها غوستاف لوبون منذ سنين بعيدة ، ولكني أراها شاخصة اليوم امامي بشكل واضح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا