الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان

أديب كمال الدين

2016 / 3 / 28
الادب والفن


شعر: أديب كمال الدين

البحرُ خرافةٌ قديمة
لا تؤمنُ بها سوى السُّفُن والنساء.
*

للبحرِ لحيةٌ بيضاء
تظهرُ عندَ الفجرِ للمجانين
وتظهرُ عندَ الغروبِ للمنفيين.
*

ألبسني الحرفُ قُبّعةً
بأكثر من عشرين ريشة وريشة.
لكنْ لم يشهدْ هذا التكريم الملوكيّ أحد
سوى النقطة.
*

الطفلُ الأعمى
يغنّي في الشارعِ بصوتٍ مُبصِر.
كانَ الناسُ مُندهشين، مَذهولين
بالصوتِ العذبِ الآتي من أعماقِ الطفل.
أمّا أنا فقد كنتُ أغنّي مع الطفل
بقلبٍ أعمى
وأذنين مُبصِرتين.
*

ضاعتْ آنيةُ الوردِ الفضّيّة
بعدَ أنْ قدّمتُ لكِ فيها بيدين مُرتبكتين
قلبي مَقطوعاً،
كالزهرةِ مَقطوعاً.
وكيفَ لكٍ أنْ تفهمي قلباً من هذا النوع
يا صاحبةَ القلبِ الحجريّ؟
*

مرَّ ألفُ شتاء.
سيأتي في العامِ القادم
شتاءٌ لا يذهبُ أبداً.
سيجلسُ في الشرفة
ويمطرني ليلَ نهار
بألف قصيدة حُبٍّ كُتِبَتْ بلُغاتٍ لا تُقْرَأ،
كُتِبَتْ بحروفٍ لا تفهمها حتّى النار.
*

حين قُتِلَ الملكُ الشاب
هجمَ الناسُ على بيته
ونهبوا سيّارته وملابسه وحصانه،
ونهبوا صورته الشخصيّة.
يا ليتهم ما فعلوا ذلك
إذ جاءَ من بعده طاغيةٌ
هجمَ على بيوتِهم بيتاً بيتاً
ونهبَ أعمارهم عمراً عمراً.
*

في القاعةِ كنتُ لوحدي أقرأُ شِعْري،
إذ حضرَ رجلٌ يشبهني
وجلسَ في الصفِّ الأوّل
وأخذَ يُبدي حركاتِ الإعجابِ بشِعْري.
قلتُ له: مَن أنت؟
قال: أنا ظِلّك!
قلتُ له : لا ظِلّ لي فأنا شبحٌ!
بل أنا شبحٌ ميّت!
هل سمعتَ بظِلٍّ لشبحٍ ميّت؟
*

طلبَ المخرجُ منّي الطيران!
قلتُ له : كيفَ أطير؟
قال: الأمرُ سهلٌ جدّاً!
فضحكتُ بل قهقهتُ في المشهدِ الأوّل،
وبكيتُ في المشهدِ الثاني،
وفي المشهدِ الثالثِ صمتُّ مائة عام.
*

لماذا طلبَ المخرجُ منّي الطيران؟
سؤال أسألهُ بهدوء أسْوَد.
لكنْ ما مِن أحدٍ يردُّ عليَّ،
أو يؤمنُ، مثلي، بعذابِ الهذيان.
*************************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeebk.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل


.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-




.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??