الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت غزة عن الذل والفقر والفساد .. إلى متى يدوم ؟؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 3 / 29
القضية الفلسطينية


هذا المقالة ليست للقراءة والاطلاع فقط، بل للتوزيع والنشر على جميع سكان قطاع غزة الذين يعانون الفقر والذل واللصوصية وغياب القانون بخلاف تفاقم البطالة وتردي خدمات الكهرباء والماء وبخلاف إغلاق المعبر وتعطيل وخنق 2 مليون نسمة بلا ذنب سوى أنهم اختاروا حماس في انتخابات 2006 حيث لم تفرق حماس بين السياسة والعمل العسكري ولم تفرق بين المقاومة ووجوب دخول المجتمع الدولي المؤسس على اتفاقيات وعهود ومواثيق وبروتوكولات وليس على فوضى واتكالية !

في غزة هذه الأيام تكاد تقبض على الفقر بكلتا يديك، 3 % من زعامات سلطة رام الله وزعامات حماس في غزة يتمتعون بكامل الثروة الوطنية وأموال الضرائب التي تنهبها دولة الاحتلال لصالحهم وهم بالطبع يقومون بواجبات التنسيق الأمني ( الضفة ) ومنع الصواريخ ( غزة ) .. أمن إسرائيل محفوظ ومصان ونحن من يدفع ثمن هذا الأمن في حياة أصبحت هي الأغلى على مستوى العالم !!!

عام 2001 فوجيء الناس في غزة بشركة جوال توقف عمل شرائحهم، وتنشر إعلاناً يتوجه الناس بمقتضاه إلى مقر الشركة لإثبات ملكية الشريحة من خلال تزويد الشركة بـ 10 أرقام معتادة الاتصال والتواصل مع الشريحة، لكني لم أفهم لماذا تكلف الناس في حينها دفع مبلغ 40 شيكل لشركة السلب والنهب والاحتيال !!

يوم أمس فكرت في قيمة فواتير المياه الباهظة التي تتقاضاها بلديات حماس، فوجدت أن البلديات تتقاضى الفواتير ثمناً لمياه لا تصلح أصلاً للشرب أو للطهي، فهي إما مياه ملوثة بالميكروبات أو بها زيادة في معدل ملح النيترات المسبب للفشل الكلوي، وبالتالي يضطر " جميع " سكان غزة إلى شراء المياه المفلترة من شركات خاصة بثمن يعادل ضعفي قيمة فاتورة البلدية أو أكثر .. بعض الناس على موقع التواصل أفادوني بأن المرحوم عرفات كان قد اتفق مع البنك الدولي على تمويل محطات تحلية وفلترة يتم تركيبها على كل بئر بحيث تقوم البلديات بواجبها في تزويد الناس بمياه نظيفة صالحة للاستخدام الآدمي، وأن المشروع قد توقف فقط منذ سيطرت حماس على البلديات فأصبحت مهمة البلدية هي الجباية وفرض الغرامات والأتاوات وليس تقديم الخدمات للجمهور ! طبعاً على جميع سكان غزة أن يعلموا بأن معظم دول العالم لا تتقاضى ثمناً لمياه يفترض أنها ملك مجاني عام خارج من باطن الأرض كما الهواء مثلا"؟، وقد شاهدت ذلك بنفسي في بريطانيا وذهلت عندما عرفت أن دول أوروبا لا تتقاضى شيئاً اسمه فاتورة مياه وهي دول رأسمالية متطورة وشعوب غنية وليست فقيرة مثل سكان غزة !!!

غير المياه الملوثة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي، يعاني أهل غزة من مستقبل مظلم جدا حيث يوجد 150 ألف خريج بلا عمل، وعندما تعلن وكالة الغوث عن دورة بطالة يتقدم لها عشرات الآلاف بضمنهم أطباء !!!! آه والله أطباء ... وكثير ما نسمع من الناس روايات يصعب تصديقها، مثل عمل شخص حاصل على ماجستير تمريض بمهنة بائع فلافل .. فأي ذل وأي مهانة وأي استعباد وصل إليه الحال في غزة ؟؟!

أما شركة الكهرباء التي تستقوي بشرطة حماس، وفي ظل أزمة الكهرباء المستمرة منذ 9 سنوات، فقد أعلنت الشركة هذا الشهر أن مرابحها للعام 2015 قد بلغت 13.8 مليون دولار !!! من أين لكم هذه الأرقام يا لصوص ؟؟ أين هي الكهرباء أصلاً ؟؟؟ كيف تصل قيمة استهلاك الشقة 350 شيكل شهرياً في ظل ساعات وصل لا تتجاوز 6 – 8 ساعات ؟؟! ولماذا لم ترد الشركة على مهندس الكهرباء الغزي الذي فسر ارتفاع قيمة الفواتير إلى هذا احد الخرافي بالاحتيال والتلاعب في تخفيض فرق الجهد الواصل والذي يؤدي آلياً إلى ارتفاع شدة التيار وهو ما يؤدي إلى استهلاك وهمي يدفع ثمنه الناس من دمائهم ؟؟؟!
على الهامش:
قيمة استهلاك البيت كانت في زمن الاحتلال الإسرائيلي لا تتجاوز 70 شيكلاً وكان مكهرباء مستمرة بلا انقطاع 24 / 7 !!! الآن نحن حررنا القطاع من الاحتلال الصهيوني البغيض وأصبحت لدينا حكومة ربانية مدعومة من السماء !!!!

والفساد في إدارة غزة تجاوز مياه البلدية والكهرباء وفواتير الاتصالات والجوال إلى فساد آخر يؤدي إلى ضعف الرقابة على المنتجات الزراعية حيث يستخدم مربو الدواجن هرمونات نمو تؤدي إلى سرطنة لحم الدجاج، وقل مثل ذلك على استخدام مبيد " النيماكور " الفتاك في الزراعة !!!

حماس شاهدت هذا الصباح خط المياه الأرضي في شقتي وهو خط فرعي تتمتع به أي شقة أرضية في أبراج غزة، لتترك تهديداً بالويل والثبور والغرامات، لكنها لم تشاهد المياه الملوثة التي تبيعها لسكان غزة وتتقاضى ثمنها بلطجة وخاوة، ولم تشاهد تفشي السرطان في سكان غزة بمعدلات مرعبة وصلت لحد اكتشاف 125 حالة جديدة شهرياً ولم تشاهد تحطم الصناعة والزراعة والتجارة بسبب سيطرتها على القطاع منذ 2007 !

أما أسعار السجائر فقد وصلت لمعدلات تزيد عن مثيلاتها في الدول الأوربية المتقدمة حيث وصل سعر علبة دخان حماس ( الرويال ) إلى 30 شيكل ما يعادل 7.5 دولار في ظل تفاقم البطالة وانتشار الفقر وتردي أوضاع الناس المالية والنفسية !!!

لقد خضعت غزة للحكم العثماني والبريطاني والمصري والإسرائيلي، ولكنها وبشهادة كبار السن أنها لم تشهد فقراً وظلماً وسوءاً بمثل ما شهدته في عصر حكم حماس !!!

حماس لم تترك وسيلة لفرض الضرائب والأتاوات والخاوات إلا ومارستها في ظل انعدام وسائل الدخل لدى عامة الناس .. لي صديق موظف أخبرني بقصة عجيبة .. وهي أن نسيبه ( أخ زوجته ) خريج جامعي ولا يجد ما يفعله، ففكر معه في عمل مشروع صغير يدر عليه ولو مبلغ للمصروف الشخصي بدل التسول .. فقام صديقي بدفع مبلغ 1500 شيكل لصناعة عربة يدوية قرب مشفى الشفاء ليبيع بها بعضاً من المشروبات الساخنة .. الرجل عمل لمدة 3 أيام فقط وبعدها جاءت بلدية حماس لتكتب له إنذاراً بضرورة إخلاء المكان العام وإلا .. ! بعد ثلاثة أيام نفذوا تهديدهم وقاموا بقص ومصادرة أنبوبة الغاز التي يستخدمها !!! قام بعمل بسطة ثانية في شارع أقل حركة وصخباً وبعد ثلاثة أيام قصوا الأنبوبة الجديدة فقال لهم ( طيب هاتولي عمل .. فقالوا له إجلس في البيت نحن لا نريدك أن تعمل !!! ) يعني حسب المثل الغزاوي ( لا برحمك ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك !!! )

ثم نحن نتساءل بكل حزن وغضب .. لماذا تتقاضى حكومتي رام الله وحماس هذه الضرائب ؟؟؟ ماذا يقدمون للناس مقابلها ؟؟! في جميع دول العالم تتقاضى الدولة ضريبة الدخل، لكنها بالمقابل تتكفل بضمان اجتماعي وراتب تقاعدي مدى الحياة لجميع دافعي الضرائب هذا خلاف مجانية التعليم والصحة فأين نحن من العالم والناس أصحاب الضمائر الإنسانية ؟؟! .. والآن لو سألنا عن الفائدة التي تعود على الناس مقابل الضرائب في ظل الحصار والموت والدمار والفقر والبؤس والحرمان .. ماذا سنجد ؟؟؟ حقاً ماذا نجد ؟؟؟ أن غزة والضفة محكومتين بعصابات للنهب والسلب، أفقروا الناس وأمرضوهم وسجنوهم بدعوى الحصول على " دولة مستقلة " أو بدعوى " تحرير فلسطين بالقوة " بينما كل شعارات حب الوطن والانتماء وعودة اللاجئين قد انهارت وتحولت الحياة بأسرها إلى صراف آلي لمرتب آخر الشهر لفئات محدودة من الناس، مقابل أغلبية ساحقة تعاني الفقر والذل وفقدان الكرامة في غزة " المحررة " !!!!

على الهامش أيضاً: نشرت قبل فترة دراسة بريطانية تظهر أن سعر سلة الغذاء في غزة والضفة هي الأعلى عالمياً حيث تصل إلى 86.7 % من متوسط الرواتب بينما تصل في إسرائيل إلى 12 % فقط !

دولة الاحتلال لن تعمل على تغيير هذه المعادلات لأنها تفي بمتطلباتها الأمنية، والعالم من حولنا لا يعلم عن حياة الناس في غزة، والمتضررون الوحيدون هم سكان غزة الذين تتزايد بينهم عدد حالات الانتحار لشدة الفقر والبطالة والحصار ومنع السفر واكتئاب قطع الكهرباء ! مطلوب الضغط لحل سلطة أوسلو التي تتنازع على مغانمها حماس وفتح، وإجبار دولة الاحتلال على تحمل كامل مسؤولياتها عن حياة الناس بصفتها الدولة المحتلة والمسيطرة على كافة مفاصل الحياة بما في ذلك القيمة الشرائية للعملة الإسرائيلية المستخدمة في غزة والضفة .. نعم حل السلطة هو الخيار العقلاني الوحيد للكارثة التي نحياها ! السلطات تحت الاحتلال لحفظ أمن إسرائيل بلا حقوق وطنية وإنسانية هو خيانة وطنية عظمى !

دمتم بخير









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه هي المشكلة!
أفنان القاسم ( 2016 / 3 / 30 - 16:08 )
في الناس! أنا متأكد لو أجريت الآن انتخابات حرة في غزة لانتخب الغزيون حماس من جديد وأبقوها على عرشها في ظلمها وقمعها واستغلالها! لهذا رجائي إليك أخي عبد الله أن تتوجه في سلسلة مقالات قادمة إلى الإسرائيليين، وتعمل على ترجمة مقالاتك إلى العبرية، فالحل كل الحل بيدهم...


2 - حالة مأزومة
مصعب بشير ( 2016 / 3 / 30 - 18:03 )
صراحة غالبية سكان القطاع تعاني من الجهل والفئات -المتنورة- غالبيتها العظمى مصابة بوهم المعرفة. وعليه فانه من شبهالمستحيل أن تهب الدهماء ووزائفوا الوعي بعمل أي شيء، يزيد الطين بلة أن المعونات الغذائية -الكوبونات- تعمل كمخذر من وقت لآخر...غزة كالغرفة المغلقة المنتنة الحل الوحيد هو انفتاحها لا رش العطر. أخشى أن تكون خطة الإنسحاب وإغلاق غزة التي هندسها أرنون سوبير قد بدأت تأتي أكلها...

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة