الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة الهيتية- بقلم ابن هيت

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 3 / 30
كتابات ساخرة


قـرأت اليـوم فـي صـفحًـة هيت مدينة السلام مالم أَقْرَأهُ من زمن، قرأت ما يحق لي أن أسميهِ (المقامة الهيتية )، لأنها لا تقل روعة وحبكة في الوصف والتعبير، ولا تبتـعد كثيــرا عـن أسـلوب صاحــب المقامات الهيتية مدني صالح.
-
ولم يُبق ِ لنا الكاتب الذي لم نعرف من هو - وكم أتمنى لو نعرفه - كلمـة أو عبارة يمكن أن نضيفها لما كتب، واعتزازا مني ومن أجل ألا تضيع هذه ( الرائعة ) بين صفحـات الفيس بوك ، وتكــون نســيا منسيا لاعتبارات عدة، وجد كاتبها أنها أهم من أن يذكـر اســمه، فقـد قررت أن انشــرها في موقعي الفرعـي بالحوار المتمدن تحت أسم المقامة الهيتية بقلم (ابن هيت) بعد التقديم لهـا بالسـطور التي ذكرتها آنفا . وأمنياتي أن تتحرر هيت وأن نعود اليها، وبعــد أن ننظف بيتنــا من روث هذا الحصان ونغسـل شـوارع مدينتنا من دنس الدواعش ، سأقف أمام الجميع مقدما هذا (الأديب) ليقرأ لنا هذه المقامة، فادعوا الله أن ينصر الحق على الباطل، وأن تعود هيتنا كمـا عرفــت به هيـتاً للحـب والثقافـة والأدب والفن.
-
وهذا هو نص المقامة
-
ذات صباح أغبر، كأني بهذا الحصان حين خــطا أمامـي خببا من مدخل الكورنيش الغربي باتجاه المركز الثقافي للمدينة وأنا أعود من زيارة الشـاقوفه المغلقة قسرا وقهـرا بعـد أن كانت تخوتها مزروعة بشباب كأنهم سنادين ورد؛ أقول كأني بهذا الحصان أراد أن يناكفني حين دخل لحديقة الصرح الثقافي المدمر في هيت ويقول لي:
أنا حصان هولاكو وجنكيز أيها الغبي.. فأي مركز وصرح للثقافة لأهل مدينة سـمحوا لتتر العصر أن يزنوا بمدينتهم وهي في أوج حيضها! وأية منارة للفاروق سامقة تكاد تستشرف عنان السماء لتبشر أهل المدينة بالزائرين من وفود العلم والأدب والفن ؟ وأية منصة سيعتلي صهوتها رسمي ابن رحومي بعد اليوم لتتماهى كلماته الجذلى مع أفواه الحضور الفاغرة بفعل صعقة نهايات قصصه القصيرة جدا، الرائعة جدا المتقنة جدا المتخومة جدا بالمعنى والدلالات حد التسامي بالخيال، المزروعة الغاما من دهشة والمكبوسة في الحبكة كأنها تمر هيت الإبراهيمي في بستوقة دبس منقوع بالحبة الحلوة والهال ؟ أليس هو ذاته من زاد في إثرائك من كلمات الأدب الراقي لتغدو أنت بدورك تتشدق بها وبأمثالها مما علمك على المتلقين أيها الدعي؟
-
هـل مررت من هنا علـّكَ وعسـاك تلمح شاعرا متأنقا لا تزهو المنصات إلا بوقفته حين يكون عريفا وعميدا للحفل وشاعرا يتغزل بليلاه التي فارقها بطرا من أربعين عاما ثم عاد القهقري يجتر ذكريات حبه المسفوح شعرا ؟ أي قحطان ابن محمد صالح ذاك الآري المتأنق ؟ أيها الغاوي كيف تتبع هذا المتعالي ؟ أم حسِبت أن الحياة محض لحظات شموخ من على منصات الأدب والفن؟
-
أي صرح للأدب هذا الذي تدوس حوافري أعتاب حدائقه؟ ولّى زمان حين يتناخى الكرد من أولاد عبد الرحمن؛ عماد وفؤاد واياد ونوزاد وسداد ومصطفى ليأخذوا الخمس من أموال عياداتهم وعلمهم وصيدلياتهم وتعبهم لينثروا الهدايا على المتفوقين من طلاب العلم والمعرفة وليقيموا مهرجانات وندوات لأهل البلدة.. وعن أي تدوير لنفايات المدن يتحدث الدكتور عماد في هذا المركز الثقافي وأنا سأنثر روثي في حديقته وأدعو كلاب الأنس والجن لتلُغَ في نهر مدينتكم لأنهي محاضرات الدكتور فؤاد عن مواسم الحمى والتيفوئيد؟ وسأمحو من وجدان المتفلسف الدكتور فوزي حامد كل ذكرى عن مبعث فخركم في الفلسفة ذاك المتوحد المشاء مدني صالح؟
-
اليوم يومي أنا.. ويوم فارسي الذي أمتطاني ليفض بكارة أدبكم؛ والزمان زماني أنا وراياتي خفاقة على أسنة عواميد جسر نهر مدينتكم المهتوك..
-
أيها الغبي: أية وفود غرباء من اهل الفن والادب سيترَاءَوْنَّ في جنبات صالة مركزكم؟ بان الجواهري، والفريد سمعان، وعبد جاسم، وبشير حاجم ، وموسيقيون ونحاتون ، ورسامون بمعية عبد الرحمن أبن جمعة وأخيه سبتي وجمـال داوود وحمـدي عفـتان ونجاح ســاسون يتبخترون في أروقة هذا المركز؟
-
هل باستطاعة أي واحد منهم امتطاء صهوتي لفتح روما؟ أهي هيتكم!؟ هيتكم التي ادخلتموني حجرة نومها وزفني آل البعابر وبعض رجال بيوتاتكم ومن تبعهم لخدرها وغلقت الأبواب وقلتم: هيتَ لك. هيتكم ماذقت أشهى من عسيلتها ولا أرق من بكارتها وحق من خلقك. هيتكم كانت منخورة بمن يدعون الجهاد وسفيهها محترم وفقيرها إما هُجّر في الخيام أو هلك. هيتكم! ماهيتكم؟ هيتكم رطبُ برحي جئنا نلتهم عصارة (رب ربها) ونَعُوفُ الحشفة لكم.
-
هيت القلقة، وبيت عبيد وعون الدين، هيت السنجة وشفيق عبيد وبصاير ودليثة، وفوانيس ببيوت من طين. هيتكم قد أغوى أهلها معتمرو العمائم.
-
هيت ليست هيتا دون جلسات سكر حميد الأكدي وحميد ميخه وحماد حريفش وعربدات عماد غزيوي، وقفشات ومناكفات الحمالين لتحرير وخطوات صبيحة شنيدي في السوق.
-
وهيت ليست هيتا دون لعلعة قربيزه في القلعة، ووقفة شفيعه سحاب ذارفة دمعة في الدرب الأخضر تسأل الصاعدين عن وحيدها شاكر.
-
سأتغوط فوق كراسي قاعة مركزكم روثة ثم روثة، وسأصهل حتى يصاب حضور محاضرتكم بلوثة إثر لوثة؛ وسأنزع عن إبن رحومي وعبد الرحمن جمعه وصلاح محيسن، وحتى بدران ابن بريكع كل الأدب والشعر، مخزونه وإرثه.
-
هذا زمان حوافري، سأدوس بها هامات أحلامكم، وجلسات سمركم، ومطالع قصائدكم، ومتون قصصكم وقوابل أيامكم؛ فهي فرصتي طالما غادرتكم الغيرة على صون مدينتكم، وحَكمَكم من ليس له هَمٌ إلا هتك أستاركم، ووليتم امركم لشراركم ومن لا يرحمكم، وكان آخر همكم هو أمنكم وكرامتكم.
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف