الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعلام العربي الواقع والطموح

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2016 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الأعلام العربي الواقع والطموح
الخطاب الأعلامي العربي اليوم اصبح مملوكا بيد دول الخليج , وهو اعلام طائفي , السعودية استثمرت اموالا طائلة ,لتأسيس محطات فضائية , الغرض منها ان لا تترك مجالا , لمن يريد ان ينتقدها , القنوات الأخبارية ( العربية , الجزيرة , العرب وقنوات اخرى كثيرة ) مملوكة لدول الخليج , وكذلك القنوات الفنية سواء المختصة في عرض الأفلام السينمائية وهي كثيرة , او المختصة في البرامج المنوعة مثل ام بي سي وغيرها ايضا كثيرة , اما قنوات المنوعات فمنها العشرات والحمد لله ,, وجميع هذه القنوات , مملوكة للسعودية او قطر او الأمارات , يعني لدول الخليج ,, لنترك قنوات المنوعات والسينما والبرامج , ولنتحدث عن القنوات الأخبارية , التي ساهمت بشكل مدروس من تحويل الصراع , من صراع عربي صهيوني , الى صراع سني شيعي , لغرض احراق المنطقة , تحقيقا لرغبات اسرائيل ,في بلداننا العربية , وخصوصا اننا في العراق , تربينا على ان اسرائيل هي العدو الرئيسي , وان فلسطين هي قضية العرب المركزية , اليوم وبفضل الخطاب الأعلامي , الذي قادته مؤسسات تعمل ليل نهار , من اجل نقل صورة غير واقعية , تحاول ان توهم المواطن العربي , ان عدوه هو الذي يكمن معه ويتقاسم معه كل شيء اي شريكه في الوطن , المواطن الشيعي , بينما اقرب المذاهب الأسلامية الى بعض هما المذهبين الجعفري والسني , وهم يتعايشون بسلام منذ قرون مضت . كما ان الخطاب الأعلامي العربي عبر قناتي الجزيرة والعربية , روجت الى هذا المشروع الطائفي , ودفعت الأموال الطائلة لتحقيقه , حتى انها اخيرا اجرت تصفية للعاملين معها من الأعلاميين الشيعة , لأنها تريد ان تجعل جميع العاملين معها من السنة , وبالنتيجة يكون الأعلام الذي تسعى اليه دول الخليج , هو اعلام سني بأمتياز , والعدو الذي تم رسمه وفق مخيلتهم هم الشيعة سواء كانوا ايرانيين ام عراقيين ام سوريين ام لبنانيين المهم شيعي وهذا هو المطلوب .
في الجانب الأخر , مولت ايران عشرات من الفضائيات لنشر المذهب الشيعي , ونشر افكارها , ومباديء ثورتها , الى انها تخصصت في القنوات الأخبارية مثل قناتي العالم والميادين , وابتعدت عن القنوات المنوعة , لكنها وبكل تأكيد لا تستطيع ان تنافس الأعلام العربي الممول خليجيا والمدعوم من قبل امريكا واسرائيل بل حتى تركيا , وهناك قنوات فضائية اخرى كثيرة مدعومة من قبل ايران , ومملوكة لأحزاب مشاركة في العملية السياسية العراقية , اهمها قناة الفرات التابعة للمجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم , وهي قناة اسست لخدمة بيت الحكيم , ليس لها علاقة بهموم الوطن , من هذا يتضح ان الأعلام الشيعي المدعوم من ايران , ايضا لم يستخدم بالشكل الصريح بل راح يروج لسياسة من يملكه ,بل وفي احيان كثيرة اساء للمذهب الجعفري , عبر نشر فعاليات لاتمت للأسلام بشيء , بل فيها اساءة كبيرة لمذهب جعفر الصادق , اذا ما استثنينا قناة المنار التي وجهت خطابها ومنذ تأسيسها لخدمة المقاومة والصراع العربي الصهيوني .
وهناك قنوات اخرى عراقية اسست مؤخرا لشخصيات عراقية مثيرة للجدل منها ( دجلة , الرشيد , الشرقية , البغدادية , السومرية) خطابها متفاوت , فالبغدادية تحاول ان تجعل من نفسها قريبة من نبض الشارع العراقي , لكنها للأسف اساءت استخدام الخطاب الأعلامي وحولته الى لغة شارع بل اسوء , وهي مملوكة لشخصية متهمة بسرقة اموال العراقيين ابان النظام السابق , اما الشرقية فهي قناة تسعى الى تفتيت الشارع العراقي وجره الى صراعات طائقية عبر نشر اكاذيب مفبركة, خدمتا لصاحبها سعد البزاز ومن يدفع له من دول الخليج ,ويمتاز البزاز بقدرته على ابتزاز السياسيين العراقيين , خصوصا الفاسدين منهم ,اما قناة الرشيد فهي معتدلة نوعا ما , كانت بدايتها قوية لكنها للأسف تراجعت , وهي قناة مستقلة خطابها معتدل , وكذلك السومرية , اما قناة دجلة فهي كبيرة بمقدميها الكبار مثل ( احمد الملا طلال , ومحمد السيد محسن , وعدنان الطائي وغيرهم ) لكنها للأسف لاتستطيع ان تتحرر من عقدت الطائفية , كون مالكها السيد الكربولي السياسي العراقي المتهم بقضايا فساد , وهناك قنوات اخرى عراقية مثل ( الرافدين والتغير والفلوجة وغيرهما ) يدير البعض منهم رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر المتهم بتمويل الأرهابين , الخطاب الأعلامي لهذه القنوات تحريضي طائفي .
نتحدث قليلا عن الأعلام المصري , الذي كان قويا ومنتشرا في جميع انحاء الوطن العربي , في مرحلة السبعينيات والثمانينيات لغاية التسعينيات , عندما بدأ الأعلام الخليجي الممول تمويلا هائلا , يغزوا العالم العربي , ويصعد نجمه , عبر اغراق الساحة الفنية العربية , بأفلام حديثة وقديمة ومسلسلات تركية وغيرها , مما جعل الطلب على الفن المصري يحقق تراجع نوعا ما .
المهم ان الخطاب الأعلامي العربي اصبح مشحون طائفيا , ويعمل جاهدا لحرف بوصلة الصراع من صراع عربي صهيوني الى صراع داخلي سني شيعي اذا ما اندلع وانتشر يحرق كل شيء , فالقاتل فيه يصرخ الله اكبر والمقتول فيه يصرخ الله اكبر , حربا لا منتصر فيها الجميع مهزومون , الحل الأمثل هو خلق خطاب اعلامي متوازن هاديء يسعى الى تثقيف وتنوير المجتمع , لا الى خطاب طائفي اكل عليه الدهر وشرب .
سلام قاسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع