الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك المدني وموقف المواطن السلبي !!

كاظم الأسدي

2016 / 3 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لايخفى الدور الريادي للحراك المدني في التظاهرات الإحتجاجية القائمة منذ تموز /2015 .وإصرارهم على مواصلة التظاهر رغم المضايقات والتهديدات الجدية التي تعرضوا لها. إضافة الى إلـتحاق التيار الصدري بذلك الحراك عند أوائل 2016 والذي منح الحركة الإحتجاجية الديناميكية المطلوبة والفاعلية المؤثرة .. إذ قد أفرز جبهة إحتجاج ميدانية قوية متمثلة ( بالتيار المدني الصدري ) إستطاعت فرض واقعا" جماهيريا" ضاغطا" بقوة . إنتهى بتلك التطورات السياسية المستجدة اليوم . والمتمثلة بالتغيير الوزاري المرتقب لحكومة العبادي .. وهو ما يعول عليه الكثير من المخلصين للخروج من الأزمة العراقية المستفحلة والخانقة . كما يضعوا أملهم بالتغيير والخلاص من الفساد على قدرة الحراك الجماهيري ( المدني الصدري ) وإملاءاته الأخيرة المتعلقة برسم آلية إختيار وزراء حكومة التكنوقراط المقترحة ومحاسبة الفاسدين في كافة الهيئات والمواقع الحساسة . ولحين تحقق ذلك المطلب الآني . نجد هناك اليوم ردود أفعال متباينة على هذا الحراك من مختلف المواقع .
فالكتل المتحاصصة عموما" تجد في كل تداعيات الحراك ( المدني الصدري ) ما يهدد مصالحها ويعرضها الى مخاطر المحاسبة والإقصاء ! لكنها تتباين في موقفها من هذا الحراك وما ممكن أن يسفر عنه . في الوقت الذي لازال فيه الأخوة الكرد حريصين على النأي بأنفسهم عن كل مايجري في ساحات التظاهر لحد الآن . عدى حرصهم على ضمان حصتهم ونسبة تمثيلهم الوزاري ودون تأثر مطامحهم الخاصة بالمتغيرات الجارية !
بينما كتلة إتحاد القوى لازالت للآن تتخبط في مواقفها وهي منشغلة بين هموم جماهيرها التي هجَرها داعش ومصالحها الفئوية الضيقة . وهي بذلك لاتختلف عن قوى (التحالف الوطني ) الذي ينشغل أطرافه بين إقناع جماهيرهم المتعاطفة مع الحراك وبين قلقها من الإصلاحات نفسها . ولم تطمئن الى معرفة موقعها من تلك التغيرات ضمن معادلة الربح والخسارة بعد . بإستثناء (دولة القانون ) التي وجدت نفسها المستهدف الأول في كل مايجري بحكم الأخطاء التأريخية المترتبة على تسنمها موقع رئاسة الوزراء وما رافقها من تداعيات طوال أكثر من عشرة سنوات .
في حين أن الطرف المهم والآساسي المفترض أن تعنيه وتستهدفه تلك التطورات فهو المواطن صاحب المصلحة الحقيقية في ما يسفر عنه الحراك ومآل الأمور النهائية . والمواطنون اليوم ينقسمون الى فئتين . الأولى محدودة العدد وهي متنبهة لتلك المخاطر الوطنية المحدقة وتتعامل معها بمسؤولية ووعي جسدته من خلال حضورها المستمر في ساحات التظاهر ومواصلتها المشاركة والدعم للحراك .
أما الثانية فهي غالبية تتوزع بين منتفع من الفساد وإستمرأ أموال السحت الحرام وهو يدافع عن مصالحه من خلال الدفاع عن الفاسدين كما هو حال المخدوعين من بسطاء الناس والذين لايعينهم وعيهم على إدراك المرامي الخبيثة للسياسيين بسهولة .. وبين الأثنين من لازال غير قادر على إستيضاح مايجري ولم يكلف نفسه عناء المتابعة وإكتفى بموقع المتفرج عن بعد و سلبيته المفرطة لايخفي سخطه على الواقع الفاسد في وقت يجاهر فيه باليأس من التغيير !! وهذا الموقف ناجم عن القلق والخوف المتأصل فيه نتيجة سنين من الإرهاب والتعسف الصدامي الذي سحق ثقة المواطن بنفسه وقدرته على تغيير الواقع نحو الأحسن . وهؤلاء هم الأكثرية وهم ما يجب أن تتوجه نحوهم جهود المخلصين للوطن من أجل تنويرهم وإعادة ثقتهم بأنفسهم ليكونوا فاعلين في تقريب الإصلاح وإحداث التغيير الحتمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب