الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات تواجه لجنة العمل الوطني الديمقراطي قي اللاذقسة

كامل عباس

2005 / 11 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لقد فشل طريق – سوق الجماهير الى الجنة بالعصا – فشلا زريعا , ونتائجه كارثية على كل المجتمعات التي حكمتها قيادات سياسية ارادت تحويل مجتمعاتها بالقوة ومن اعلى , والحياة قد قالت كلمتها بهذا الخصوص : إن الممر للتقدم الاجتماعي يتم بالعمل مع الجماهير وباقناعها بأهمية تلك التحولات لها . وهو مايترجم الآن باللغة السياسية " مجتمع مدني فيه أحزاب ونقابات واتحادات وجمعيات حرة ومستقلة تسند الدولة وتوجهها باتجاه هذا التقدم ,
غني عن القول ان قيادتنا السياسية ما زالت تحاصر حركة المجتمع المدني في سوريا لأسباب لسنا بصددها هنا واكبر دليل ما جرى لربيع دمشق وما تبعه من تضييق على نشاط المنتديات في كل المحافظات السورية .
تتبرعم نويات المجتمع المدني وتشق طريقها في المحافظات كتعبير موضوعي عن حاجة المجتمع السوري لها , على سبيل المثال لا الحصر ما بات يعرف باسم لجان العمل الوطنية ومنها - لجنة العمل الوطني الديمقراطي في اللاذقية - بيت القصيد في هذا المقال المتواضع والمهدى الى الصديق العزيز ( أبو مازن المتحمس جدا لهذا النوع من النشاط )
واللاذقية لها خصوصيتها كمحافظة مختلفة عن بقية المحافظات السورية , وقد عبر عن تلك الخصوصية مقال للشاعر منذر مصري نشره العام الماضي تحت عنوان تعالوا الى الذكرى الرابعة والثلاثين للحركة التصحيحية , وما تزال الأمور كما هي عليه حتى الآن . ان عملا مستقلا عن القيادة السياسية الحكيمة والشجاعة لمحافظة اللاذقية يحتاج الى صبر ايوب وشجاعة هرقل وحكمة سقراط ودهاء مكيافلي , أوضح مثال على تلك الخصوصية هو التعامل المميز مع منتدى الحوار الثقافي المنحل فيها . فبدلا من ان يصرف رواد المنتدى بلطف قبل الدخول الى مكان الاجتماع كما جرى في بقية المحافظات تم اقتحام البيت وسوقهم كالغنم الى فرع الأمن السياسي وادخالهم الى غرفة يتوسطها الدولا ب المعروف , وعدم اخلاء سبيلهم قبل التوقيع على تعهد خطي بعدم مزاولة ذلك النشاط مرة اخرى .
مع ذلك فانا اريد ان اتناول التحديات التي تواجه لجنة اللاذقية والتي هي من صنع يديها لقناعتي ان حركة المجتمع المدني في سوريا ستشق طريقها بالنهاية .
أكبر مشكلة تواجه هذه الانطلاقة الجديدة في سوريا هو ( السياسة ) . تاريخيا الشعب السوري مولع بالسياسة وهناك نكات معروفة عن احاديث السياسة بين النساء الريفيات وهن يخبزن على التنور . وهذا الولع هو الذي حرف مسار كل منظمات حقوق الانسان في سوريا عن مهماتها باتجاه السياسة فهي ارادت ولوج باب العمل السياسي مواربة من الشباك لأن الباب الرئيسي موصد بوجهها , وهو الذي حرف طريق لجان احياء المجتمع المدني عن اسمها الحقيقي لتبدو وكانها حزب سياسي جديد سلك طريق الأحزاب القديمة عبر انشقاقاتها المعروفة .
تتكرر المشكلة على ما يبدو في لجنة العمل الوطني الديمقراطي في اللاذقية , فمن يتتبع نشأتها وبياناتها يجد ان عملها لا يختلف عن عمل الأحزاب السياسية بشيء , ولها في كل مناسبة سياسية بيان سياسي . اكثر من ذلك , من يدقق في تاريخ الشخصيات المؤسسة للجنة سيكتشف ببساطة أنها جميعا من أرومة واحدة تقريبا وتحمل نفس الهم السايسي 0 الهم القومي العربي , ومع ان من صلب مهام اللجنة كما تدعي هو العمل على حماية السلم الأهلي وصون الوحدة الوطنية في اللاذقية . الاان طريق العمل من اجل ذلك غير موفق في كونه يعزف على وتر واحد , ما تحتاجه اللاذقية من اجل صون السلم الأهلي هو لجان جديدة تتباين فيها الآراء كما في الواقع . حيث لكل طريقته في حب وطنه والعمل من اجل ترجمة ذلك الحب , فهناك الاسلاميون والشيوعيون والقوميون واللبراليون وغيرهم , واذا ارادت اللجنة ان تغرس جذورا عميقة في تربة اللاذقية على لجنتها الادارية ان تقف على مسافة واحدة من الجميع , وان يكون نشاطها منوعا تكون فيه السياسة مثل البيئة او السياحة مثلا , وأن تترك للمستقبل تفرعات لجانها حسب الحاجة لا ان تبدأ بلجان عديدة على الورق فقط , وعلى ما يبدو استفادت لجنة العمل الوطني في حماة من اخطاء لجنة اللاذقية فقررت ان تترك شكل التنظيم للمستقبل , اما عن نشاط اللجنة العملي على الأرض , يحضرني هنا مثالان جعل الكثير يغمز من قناتها .كون المكتوب يقرأ من عنوانه
الأول هو توزيع أكاليل من الورود لشخصيات لها تاريخها المعروف في اللاذقية
والثاني حفلة عشاء اقيمت في مطعم السيلاند
في حين لم تفكر اللجنة حتى الآن مثلا بموضوع المجردين مدنيا في اللاذقية والتي حرمتهم السياسية من تامين لقمة العيش لأطفالهم وقد ضجت اللاذقية بوضعهم , فانا اعرف مثلا معلم ابتدائي قارئ للراية الحمراء سجن اربع سنوات وجرد من حقوقه المدنية , وهو يعمل حتى كتابة هذه السطور عامل حفريات حسب الطلب لكي يؤمن لقمة اطفاله .
يقول آخرمنتقدا : لماذا اختاروا مطعم السيلاند من بيت كل مطاعم اللاذقية ؟ ألأن صاحبه معروف باحتقاره الشديد للفقراء ؟
أتمنى ان يتسع صدر الأصدقاء لهذا النقد فهو من موقع الحرص على اللجنة , فأنا أريد لها ان تستمر وتكبر على طريقة كرة الثلج . كما اتمنى ان ينشروا لي في موقعهم ماكتبت عنها في مقالات سابقة من اجل اغناء هذا النقد .
كامل ابراهيم عباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م