الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! (3)

كاظم الحناوي

2016 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! (3)
كاظم الحناوي
مايثير الاستغراب الان في الغرب ان هناك نكسة أصابت الامم واحتلت العقول نتيجة الدعاية العنصرية نتيجة الازمة الاقتصادية والخلل بالبنية الهرمية للسكان .
لذلك يحاول الكثير من المرشحين واحزاب اليمين المتطرف تبني دعاية اغراء عبر اباطيل تبعد الغربيين عن عقيدتهم باحترام حقوق الانسان وقبول الاخر لتوهمهم باسلوب مبتكر جديد عبر فلسفة الامور لسن سننا جديدة تقوم على تفتيت المجتمع وتوقظ أحقاد خامدة لتبرز فضائلها.
ويقول عن ذلك الكاتب فريدريك دورينمات:إن اللعبة الحياتية للمجتمع الغربي في دورانها بين الولادة وبين الموت، وفي عبثية مظهرها، قد سلبت الإنسان برائته وصفاءه، وجعلت منه جزء من الألة، يستبدل إذا حاد أو تبدل أو تهرأ أو تعطل.
فقد وجد مرشحون مثل دونالد ترامب في هذه اللغة الوسيلة الفذة لعلاج الهبوط والاعياء الذي أصاب الامم وما تقابله من مشكلات لتنشيء جيل جديد عبر دعاة يقدمون انفسهم للجيل الجديد والبسطاء على انهم مبعوثوا القدر وانهم يعرفون ما لا يعرفه سواهم.
ولكن برغم مهارة الدعاية الانتخابية العنصرية ظل كبار المفكرين في الغرب يعبرون عن معارضتهم لهذا الاسلوب العتيق الذي تبنته الامم في مراحل من التاريخ عبر الطائفية أو النزعة الدينية أو القومية وان بدا ما يقوم به هؤلاء بثوب جديد ليموه حقيقته ويستر عيوبه وأشد مايبغض في هذه الدعاية هي خنق الاخر ورفض المشاركة مع الاخر وتكبيل الحريات وارهاق المجتمع وافساد مجاميع معينة لاستعباد اخرى عبر اثارة العواطف واستغلال الاعلام عبر الدسائس للفتك بالمخالفين والجماعات الاخرى.
فالدعاية العنصرية تبذل جهودا كبيرة لخلق ما يسمى ب(عقلية الجماعات) لالغاء ورفض الاخر. وبيان ان على الاخرين القبول بما يدعوا اليه سواء كان دينيا او سياسيا او اجتماعيا أو يفرض عليه فرضا، ليستتبع ذلك خضوع الفرد خضوعا تاما لينتهي بتخاذل تفكيره ورقود الضمير وانحلال الشخصية ومع طول المدة يصبح الميل للمعارضة رذيلة من الرذائل وتطاول يحاسب عليه الفرد.
يحدث ذلك نتيجة سوء تفكير الجماعات التي يتم استمالة عواطفها وافساد عقولها عبر التعصب فجميع العنصريين يتفقون بأن اول غاية يجب ان تبنى عليها الدعاية الانتخابية او الدعوة هي تنمية روح التابع والغاء الاستقلالية في التفكير وانماء القدرة على تكوين الافكار والاراء غير الصحيحة عبر مؤثرات الدعاية والاغراء.
فالناخب هنا قد تم اخضاعه والغاء تفكيره عبر هذه السياسة ليصبح عجينة تتشكل بحسب ما يدعو اليه قادته بعد ان تمكنت الدعاية من فرض سلطتها واخضاعه لتقبل الامر وسحق كل امتياز فردي والقضاء على كل نزعة لفك القيود المضروبه عليه.
ان ما يقوم به الدعاة والدعاية الانتخابية للافكار المتطرفة العنصرية والارهابية ليس بجديد فقد جربت ذلك الدعاية النازية فوجدته يشجع على خلق تفكير يؤدي الى العبودية وانحطاط العقل والخضوع التام للتقاليد والتمسك بالاوامر والنواهي رغم سذاجة بعضها.
أما على الجانب الديني فهذا النوع من الدعاية فهو يدعو الى التعلق بالداعية وعبادة الشعائر والقشور والخضوع التام للمذهبية والتعصب.
وفي السياسة يدعوا القادة العنصريون الى الابتعاد عن التفكير البناء والايدلوجية الصحيحة والابتعاد عن مواجهة المشاكل الناشئة والاكتفاء بتحميل الغير مسؤولية الفشل الذي أصاب المجتمع والاقتصاد عبر الضغط على الحريات وتكبيل الاخر مما يزيد الضرر ويلغي المنافع وبدل ان تكون السياسة هي دعوة للمشاركة والبناء وتحفيز الهمم تعمل السياسة العنصرية لاغراض انتخابية ومآرب وضيعة حيث يرى هؤلاء دعوتهم ضربا من الترفع عن المحيط في غمار الجماعة وإمتناع عن القبول بالاخر وتقبل وجهات نظره.
فالمرشح الجمهوري الابرز دونالد ترامب اعلن افلاسه اكثر من مرة واعاد ثروته بالنصب كما يعترف هو شخصيا ،على الرغم من أن ترامب قد عرف بتحويل الخسائر الى انتصارات عبر مهارته في بيع وايجار العقارات عبر فهمه العميق لسايكولوجية عقد الصفقات كما يقول ، إلا أنه أعلن افلاسه في نهاية الثمانينات. وبسبب عجزه عن تسديد ما بذمته من ديون، اضطر إلى الإعلان عن إفلاس أعماله في عام 1990. وبدلا من أن يخاطر الدائنين في الدخول بمعركة قضائية معه، وافق دائنوا ترامب على إعادة جدولة ديونه.
وترامب نصاب ايضا جاء ذلك خلال لقاء له على قناة فوكس نيوز قال فيه أعتقد أنني قادر على التلاعب فقد نصبت على القذافي حين استأجرته قطعة من الأرض بثمن باهض لليلة واحدة بسعر إيجار عامين.في إشارة إلى طلب القذافي نصب خيمته على الأرض خلال زيارته لنيويورك لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة عام 2009.
سلاح العنصريون على طول التاريخ كان هو الخداع ، وزرع الخوف لينجح في أن يستتب الخوف في النفوس ليتمكن من السيطرة عليهم.الخوف هو سلاح كبير جدا، وعندما تضع أي مجموعة من الناس تحت حالة من الخوف المستمر عبر الاعلام وتضخيم الامور فأنك ستسيطر عليهم و سيقومون بأمور لم يكونوا يعتقدون بها سابقا. وأعتقد أن هناك العديد من مؤيدي ترامب لم يخطر ببالهم من قبل أن يحظروا المسلمين من زيارة امريكا..فعقدة الخوف هي أكبر سلاح عند العنصريين والمستبدين والفاسدين..
نحن بذلك نتحدث عن واقعا رأيناه عند زيارتنا للولايات المتحدة الامريكية ، يروج له هؤلاء وليس مخاوف او اخبار.. ليس منطقيا قياس الوضع علي نحو ما يقتنع به العنصريون دون ان تعيش بينهم.. فالحزب الجمهوري لن ينفصل عن الواقع السياسي بكل ما فيه من تفاصيل ولكنه سيتعامل معه وفق المنطق الذي يقبله الناخبين .. ونحن نقوم على تقديم مايطرح من مصادرة ومحاولة لايضاح خارطة الطريق التي يتبناها المرشحون للوصول للبيت الابيض. فبعض المرشحين يحاول التشكيك ويبث الفرقة بين الناس ويزرع مخاوف عبر التضخيم والتهويل ليحقق أهدافه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!