الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجنون9

محمد صالح الطحيني

2016 / 3 / 31
الادب والفن


لم يعد يعلم كم من السنين مضت منذ فارقته، يومها كان الله غاضبا، السماء تزمجر واطئة تكاد تطبق على الأرض، وابل من الأمطار يحاول عبثا غسل آثام بشرٍ سحقت هاماتهم متناقضات حولتهم الى أشباه آدميين.
سأله قرينه الذي بات يظهر له هذه الأيام بكل زاوية يذهب إليها:
-أما زلت تفكر بها ؟ أجابه
- أصبحت تقرأ أفكاري ؟
- أنسيت إني ضميرك فكيف لي ألا اعرف ما يجيش بصدرك
- ضميري ؟! أي ضمير أنت أين كنت يوم رحلت
- أتشتاق لها ؟
- ليس كما تظن بل إني قلق لمصير ذاك الجنين الذي تركته في أحشائها.
- مسكين أنت يا صديقي وما أدراك أنك أنت من زرع ذاك الجنين في أحشائها. أشار لقرينه أن يصمت، لكنه تابع حديثه
- أنسيت ؟ هل تريد أن أذكرك؟
صرخ بقرينه غاضباً
- اصمت أرجوك أن تصمت لكنه تابع حديثه:
- كفاك جنوناً ألا ترى تلك الأصابع التي تشار إليك في كل مكان ألا تسمع ضحكاتهم الساخرة منك ومن جنونك حين يسمعوك تحدثها وأنت تسير متشردا بالطرقات.
- أنت وكلهم لا يهموني بشيء ، قلت لك إني أبحث عنها لأجل مولود كنت السبب في خلقه لا لأجلها صمت قرينه للحظات متردداً لقول شيء ما ، عاد يحادثه بصوت يدل على الشفقة لما آلت إليه حاله
- اسمع يا صديقي هل تذكر ذلك اليوم الذي نادتك باسمه ، يومها غضبت كثيرا لكنك لم تبد لها اي شيء لأنك أ حمق ، قبلها بأيام كنت غائبا أتعلم من كان يشاركها فراشك إنه هو ، ولم يكن ذاك الجنين الذي تحسبه ابنك سوى ثمرة خيانة كنت تحس بها لكنك أغمضت عينيك عنها أتسمي هذا حبا؟
صرخ بوجه قرينه:
- قلت لك اصمت.. اصمت لكن قرينه تابع ليزيد غضبه:
- أتعلم أين هي الآن ؟ إنها تنعم بدفء أحضانه
لمعت عيناه ببريق الجنون وقال لقرينه ضاحكا:
- أتعلم إني أحبها وسأبقى على حبها وأعلم أيضا أني لست أباً لذاك الطفل رغم ذاك هي قديستي ومليكتي ولن أرضى بعد اليوم سماع صوتك او رؤيتك. وانقض على قرينه طعنه بصدره في القلب تماما وخرج مسرعا إلى الشارع يلوح بسكينه والدماء تغطي ثيابه وهو يصرخ بأعلى صوته، لقد قتلته .. اخيرا قتلته ... ومن يومها يسير بالطرقات مبتسما فقد قتل شكوكه وما زال يبحث عنها الى يومنا هذا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب