الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا

أسعد العزوني

2016 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


سابقا ، كنا نقول أن تنظيم القاعدة الإرهابي ، الذي شرعن التواجد الأمريكي في المنطقة ، بعد جريمة إنهيار البرجين الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ، هو حصان طروادة الأمريكي ، إذ أننا إعتدنا عندما نسمع عن تنفيذ "عملية " إرهابية لتنظيم القاعدة ، هنا وهناك ، أن نرى أمريكا تشغل المكان بقواتها ، وبالتالي يصبح لها وجودا مشرعنا وهو ضرورة التواجد لمحاربة "الإرهاب " ، والشواهد كثيرة لا مجال لذكرها هنا.
وبما أنه جرى تدوير تنظيم القاعدة ، على هيئة تنظيم الخوارج الجدد فرع خدمات الإستخبارات السرية الخارجية "ISIS" ، الملقب بداعش ، فقد تسلم هذا التنظيم الإرهابي المشبوه ، خريج كهف جبل الكرمل ، ومكونه الرئيسي مرتزقة "بلاك ووترز – أكاديمي" ، الراية السوداء ، وأصبح بحكم دوره المناط به ، يقوم بدور أمه القاعدة المسؤولة عما تعرضنا له عربا ومسلمين منذ تفجيرات البرجين الإرهابية ، وخروج الشيخ أسامة بن لادن لمباركتها واصفا إياها ب "الغزوتين .. غزوة نيويورك وغزوة واشنطن" ، علما أن الشعب الأمريكي بدأ يدرك من هو المنفذ لهذه الهجمات الإرهابية ، وبالتالي فإن ذلك إدانة أيضا لتنظيم القاعده وشيخه بن لادن الذي تبنى ذلك ، وهو يعلم أنه لا علاقة له بالأمر.
نجح داعش كما نجحت أمه القاعدة في جلب المآسي للعرب والمسلمين ، فقد مارس العبث في العراق وأوصله إلى مذبح التقسيم ، وقد إنتقل إلى سوريا ومارس العبث فيها بالمشاركة مع النظام الحاكم الذي مارس التقتيل والتذبيح ضد الشعب السوري ، لا لشيء ، إلا لأنه تخلى عن شعار "منحبك" و"أسد إلى الأبد".
لكننا أمام حيرة ما بعدها حيرة في الموضوع السوري ، وهي أن روسيا بوتين هي التي قطفت ثمار داعش في سوريا ، والأسئلة هنا كثيرة وبعض الإجابات تؤكد وبالدليل القطعي إدانة داعش ، ومنها : هل أن هناك علاقة بين وجود داعش في سوريا والتدخل الروسي في ذلك البلد ؟ ولماذا لم تنضم روسيا فعليا للتحالف الدولي للحرب على داعش ؟ علما أن هذا التحالف كاذب في مقصده واهدافه .
وهل حدث خطأ ما أدى إلى وقوع سوريا تحت الوصاية الروسية ، ونحن نعرف ان هذه المنطقة مطوبة لأمريكا بعد طرد أوروبا منها ؟ وهل أن ذلك متعلق بكسل أمريكا - أوباما ونشاط روسيا - بوتين؟
هذه أسئلة تتطلب من مراكز الدراسات الإستراتيجية عقد ورشات عمل للإجابة عليها ، لأم ما حدث في سوريا قلب الطاولة ولخبط الأوراق ، ولم نكن نتخيل ان روسيا ستجرؤ على التدخل في سوريا خاصرة الغرب وأمريكا ، ولا بد من التذكير بمقولة وزير خارجية أمريكا الثعلب الماكر" العزيز " هنري كيسنجر مهندس حرب تشرين "المجيدة " عام 1973 ، الذي قال عقب حرب حفر الباطن على العراق 1991: إن هذه الحرب كشفت عن عملاء لنا ما كان لهم أن ينكشفوا ، وعندما سألوه عمن يقصد ، قال أنه يقصد حافظ الأسد .
داعش وكما هو معروف ، وبعد ان دخلت سوريا تحت الحماية الروسية ، ظهر في ليبيا على طريقة " نسخ لصق " ، وبدأ يمارس إرهابه المعروف ويقتل ويذبح كيف يشاء ومن يشاء ، إلى أن أصبحت ليبيا مثار إهتمام عالمي وغربي على وجه الخصوص ، وقيل أن داعش أصبح على بعد 250 كم من أوربا وهذه مؤشر واضح وجلي على الرغبة الأوروبية في إحتلال ليبيا ، وقد أعلنوها صراحة ، ونحن الآن بصدد رؤية التنفيذ ، وهذا يؤكد مقولتنا أن داعش أصبح مثل أمه المدورة حصان طروادة ، لكن ليس لأمريكا فحسب بل لأوروبا وروسيا أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري