الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مش عايزين حرية

بيتر ابيلارد

2005 / 11 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في جريدة الشعب – تصدر على الإنترنت لمنعها من النشر – نشرت في عددها الأخير مقال أو بالأحرى كتاب للدكتور محمد عباس ، الموضوع أكثر من ستين صفحة من القطع الكبير، ولو استبعدنا منه الصفحات الكاملة التي سبق له نشرها أو المقالات الكاملة التي اقتبسها من غيره، بالإضافة إلى السباب المحموم والهذيان سنصل إلى مقال طبيعي يشغل صفحة من جريدة.
المقال عبارة عن وصلة ردح إسلامي موجهة ضد الجميع؛ عفوا الجميع عدا صدام حسين الذي يرجو عباس – مع حفظ الألقاب – أن يفك الله أسره وعلاء مبارك الذي يرجو عباس أن يركب على دماغ مصر بعد أبوه.
فعباس لم يترك من لم يسبه في المقال بدءا من محمد علي مرورا بناصر والسادات ومبارك، منعطفا على هيكل وسلامة وموسى منتهيا بالبابا وكهنة الكنيسة القبطية الرثوذكسية في مصر والخارج.
المقال كله يتلخص في فكرة واحدة لا غير وهي أن أقباط مصر في نعمة ورغد عيش والمفترض عليهم أن يقبلوا أيادي أسيادهم المسلمين ليل نهار على الحرية الممنوحة لهم. وأن الشعب المصري المسلم هو المضطهد في بلده وعلى أرضه بسب استقواء الأقباط وإفترائهم على هذا الشعب المسلمين ليل نهار. إضيفت لهذه الفكرة خلطة التوابل المعروفة والمأخوذة من كتيبات مثل الغارة على العالم الإسلامي أو قادة الغرب يقولوت دمروا الإسلام أبيدوا أهله وغيرها من الكتب التي تخصصت في نظرية المؤامرة، وأنا لا أناقش هنا صحة أو خطأ هذه النظرية أو الكتب نفسها.
ويتمنى علينا عباس أن يُعامل أقباط مصر معاملة أي أقلية مسلمة في العالم كله لكي يروا الذل والهوان عل حقيقته.

المعتاد في التعليق على مثل هذا المقال هو تجاهل كل ما كُتب فيه بوصفه نوع من التفريغ النفسي أو اللوث الفكري، ولا يسعنا إلا أن نقول عادة لمثل هذه الكتابات "ربنا يشفي". لكني ساتخذ منحى أخر عن المعتاد وأقول لعباس أنا مصدقك.
أنا أصدق ما كتبت من إفتراء أقباط مصر بطول البلاد وعرضها وأنهم أكثر الأقليات ظلما للأغلبية في العالم.
وطبعا سأعرض صفحا عن كل ما يقوله أقباط المهجر؛ فهم كما قلت لنا عملاء وخنازير و و، وطبعا لا دخل للكنيسة بالأقباط فدول جماعة مجرمين وكذابين.
فكيف يا ترى يا عباس يمكننا حل هذه المعضلة لكي يحصل المسلم المصري على حقوق مساوية لتلك المميزات التي يحصل عليها المسيحي؟
ألا ترى معي أنه يجب أن يكون هناك مقياس ومرجعية يتم العودة لها أولا يتفق عليها الجميع؟
وطبعا لا نستطيع العودة لمرجعية إسلامية ولا مسيحية لعدم الأتفاق عليها من الطرفين. ولكن كلا الطرفين يخبرنا ليل نهار باتفاق ما يؤمن به مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. فما تخلو جريدة أو كتاب إسلامي صدر في الثلاث عقود الماضية معرفا بالإسلام إلا وقيل لنا مدى إحترام الإسلام لحقوق المرأة، الأقليات، الرأي،... حتى ظن بعضنا لجهلة بالتاريخ الإسلامي أن مواثيق جنيف قد رواها البخاري. وطبعا نفس الأمر يفعله المسيحيون وربما حقهم في الإدعاء أن هذه المواثيق صدرت عن دول صليبية حسب وصفك لهم.
بالتالي لدينا ما يتفق عليه الطرفان في مصر ألا وهو المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
فلماذا لا يتبنى الإسلامويون هذه المواثيق لكي يحصل المسلم المصري على حقوقه كاملة متاسويا بذلك مع الأقباط. فأنا كمسيحي وأصدقك القول أريد أن يتمتع المسلم المصري بحريتي الكاملة في تغيير ديني وقتما شئت ولأي دين شئت. وأريده أن يتمتع أيضا بما أتمتع به أنا من معاملة في الدوائر الحكومية، الجيش،...
كما أريد للمسمل أن يتمتع بنفس الحري التي أتمتع بها كمسيحي في بناء دور العبادة – وليس في حرقها أو هدمها – وصيانة ما تخرب منها. وأريده ايضا أن يحصل على نفس المعاملة المتميزة في الجامعات والمعاهد التعليمية ولذلك أقترح عليك أن تتبنى مشروعا يحقق هذه النتائج للمسلم المصري لكي يتساوى مع المسيحي المصري الظالم.
1. إلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية لكي تتم معاملة المسملين نفس المعاملة المتميزة جدا التي يحصل عليها الأقباط.
2. إلغاء كل الشروط الموضوعة على دور العبادة أو توحيدها لكي يتمكن المسلم من حرية بناء المساجد كما للمسيحي حرية بناء الكنائس.
3. إلغاء الإعلام الديني الممول من قبل الدولة ومن أموال دافعي الضرائب لكي لا يدفع المسلم المصري أموالا لبرامج دينية مسيحية هو يرفض محتواها وهذا يحد بالمناسبة أكثر من مرّة سنويا.
4. إلغاء المعاهد التعليمية الدينية التي تنفق عليها الدولة لكي يتمكن المواطن المسلم من الدراسة في أي مكان يريد متساوياً بذلك مع المسيحي.
5. إلغاء البنود الدستورية التي تحدد دين الدولة لكي لا تستخدم ورقة ضغط وتلكيك من الأقباط الظالمين، ولكي يكون العمل السياسي والحزبي قائم على الكفاءات وليس الديانات.
6. سحب البساط من تحت أقدام أقباط المهجر بإعلان أن المواطنة في مصر لا تقوم على الدين ولكن على الولاء للوطن.
7. تجريم الكتابات الدينية التي تتعرض بالسب والتحقير لعقيدة الأخر وبشكل واضح للطرفين حتى لا يتمكن الأقباط من أصدار أي كتاب أو مسرحية تهاجم دين الأخر دون محاسبة، وأيضا حتى لا تتمكن دول خارجية – سواء أمريكا أو السعودية – من التفيت لوحدة المصريين.
8. وأخيرا تقديم من يتعامل مع أي رجل دين مسلم أو مسيحي بعبارت مثل "الساقط" "الخائن" "العميل" "الخنزير" وأشباهها لمحاكمة فورية بتهمة القذف العام حتى لا يظن أقباط مصر أنهم فوق القانون.

ألا ترى معي يا عباس أننا يمكن أن بالفعل أن نسحب البساط من تحت من يريدون بهذا الوطن شراً؟
أتمنى عليك أن تتبنى هذا المشروع الذي يضمن حقوق المسملين ويضمن أن لا يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم.
وتحياتي

بيتر أبيلارد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت