الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبيبة هجينة ، تعكس الموت السريري لحزب التقدم والإشتراكية بالقنيطرة :

أشرف طانطو

2016 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شبيبة هجينة ، تعكس الموت السريري لحزب التقدم والإشتراكية بالقنيطرة :


القيادات يجب أن تنتج القيادات لا أن تنتج الأتباع ، قولة أو تعبير عميق جدا يقول أن تقدم الدول واستمرارها رهين بالنخب والثقافة والقيادات بشكل دائم ، بينما فلسفة الأتباع أو إنتاج الأتباع لن تؤدي سوى للتقهقر والتخلف.

قبل أسبوع من الان ، تم إعادة هيكلة الشبيبة الإشتراكية بالقنيطرة بعد ركود دام لأكثر من 4 سنوات تخللتها في سنة 2014 هيكلة سابقة لشبيبة صورية كان هدفها الذهاب فقط للمؤتمر الوطني للحزب ، وضمان أصوات التواجد في المكتب الوطني للشبيبة من طرف أحد أعضاء المكتب الإقليمي للحزب بالقنيطرة حيث تم جلب شباب لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالحزب، فقط ليرفع الأيادي ويصوت كما قيل له من قبل.

هذه المهزلة أو مسرحية 2014 ، للأسف ، تكررت من جديد الأسبوع الماضي حيث تم تجميع شباب وشابات من هنا وهناك لتكوين شبيبة هجينة أقل ما يمكن القول عنها أنها تجمع للمريدين والأتباع لا مواقف لهم ولا إستقلالية فكرية تذكر.

تم الإعداد لها من طرف بعض أعضاء المجلس الإقليمي ، الذين حولوا الشبيبة لضيعة خاصة يتحكمون في مدخلاتها ومخرجاتها.
من المفترض بل من الواجب أن يتم أثناء الإعداد للجمع العام أو إعادة الهيكلة ، مشاركة جميع الشباب المتواجد بالحزب على المستوى المحلي من أجل التفكير والتخطيط لتكوين شبيبة قوية جدا ومستقلة فاعلة ومتفاعلة مع محيطها السوسيوإقتصادي والثقافي السياسي. فالكولسة المتعفنة للجبناء وضعاف الأنفس فقط.

فالإنفتاح والمقاربة التشاركية ستعود بالنفع على الحزب وتقويته على المدى البعيد والمتوسط ، فالشبيبة القوية إنعكاس لقوة الحزب وحركيته داخل المجتمع.

للأسف هذه الفلسفة الإنفتاحية التشاركية لم تفعل بتاتا ، والنتيجة كارثية أوصلت للشبيبة شباب يفتقد للتكوين السياسي ، شباب له تاريخ أسود من التبعية العمياء لقيادات سواء محلية أو مركزية ، فكيف ستتوقع من مكتب شبيبي تابع أن يخرج البيانات المنددة ببعض السلوكيات المنحرفة والمستبدة واللاشعبية للحزب وهو يدين بالولاء ويطبق نظرية الشيخ والمريد,,, أنتجت شباب لا ينتمي معظمه لمدينة القنيطرة فماذا ستقدم هذه الشبيبة لأبناء القنيطرة وأعضاءها يقطنون خارج المدينة.

ما وقع الأسبوع الماضي ، من مجزرة ديمقراطية وسياسية ، له تفسير واحد أن الحزب التقدم والإشتراكية بالقنيطرة يسير نحو التقهقر أكثر فأكثر ويحيل على أن المسؤولين بهذه المدينة لم يعد يهمهم خدمة الحزب والعمل على إعادة البريق له والمجد بل كل ما يعنيهم إنتاج أكبر عدد من التابعين والمريدين يشكلون خزانات تصويتية أثناء الجموع العامة وإعادة الهيكلة من جهة
ومن جهة أخرى بغية خلق نوع من بروباغندا الصورة بمعنى تأتيت الفضاء بشباب لا تكوين له فقط يظهر في الصور حتى تظهر القاعات والمقرات مملوءة.

هذه السلوكيات المريضة ، سياسيا ، تعكس أن الحزب يعمل على جعل الشبيبات والتنظيمات الموازية بمثابة حديقة خلفية بدون مواقف ولا إستقلالية,

وما قام به الكاتب الوطني للشبيبة الإشتراكية من تحركات للإبقاء على لائحة الشباب الخاصة بالبرلمان ، بدون التشاور مع أعضاء المكتب الوطني للشبيبة، دليل على أن الشبيبة أصبحت تفتقد للقرار السيادي الداخلي وتحولت لدمية في يد الديوان السياسي يحركها كما يشاء .

ما يقع شيء محزن ، لماذا ، لأنه بكل بساطة نتقبل ممارسات الشيخ والمريد بالأحزاب الإدارية والأحزاب الإسلامية ، لكن من غير المعقول أن نتقبل حدوثها في حزب يدعي الإشتراكية واليسارية وقيم الحداثة والديمقراطية الداخلية.

وأظن أن حزب التقدم الإشتراكي ماضي نحو الهاوية ، نظرا لتملكه من طرف مجموعة من الإنتهازيين الوصوليين الذين حولوا الحزب لعقار خاص يتصرفون فيه كما يشاؤون...

وإذا ماتم الرفع من العتبة الإنتخابية ، فأتوقع أن يختفي الحزب عن الأنظار بالبرلمان.

خلاصة القول ، حينما ترى شبيبة هجينة تطرح التساؤل التالي ، أي مستقبل للمغرب عدد كبير من شبابه أخترق بفيروس الإنتهازية ومنطق الولاءات لمن يدفع أكثر ؟؟؟
كيف سيأتي التغيير والشباب يفتقد لإستقلالية الرأي وإتخاد القرار ؟؟؟

أي مستقبل للحزب وهو يعج بفلسفة الشيخ والمريد وغياب الديمقراطية الداخلية ؟؟؟


أشرف طانطو
https://www.facebook.com/achraf.tanto.real.madrid








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا