الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة يتامى الموت (لعلّ موتا ناعما يرحمنا)

علي سيريني

2016 / 4 / 2
الادب والفن


إلى تخوم الثلج
في أقصى الشمال
تذهب نارنا وزيتنا يدفئان الصقيع
فتفتح الأنهار الأزهار في المدى
فترقص في المروج شقراء تتغنج بجمالها
وتضحك من جمود أمير بدوي
يقف مثل تمثال من تماثيل روما
يسيل من فمه لعاب الجماع
يقدم الذهب والماس وسيارة السباق بين قدميها
لعلها ترمي له فرجها
كما يرمي الغني قطعة نقود معدنية إلى منديل شحاذ
ظل جالسا كل النهار تحت شمس حارقة
حتى هلك من التعب والمنى
ومن أعماق الصقيع تحمل البوارج والطائرات حمم بركان جم
وتمطرها على صحرائنا الملتهبة
وفوق
بيوتنا ومبانينا التي جف في مآقيها
المطر
والثلج
والندى.
منذ مائة عام
لا خضار في هذه البراري
ولا أشجار
ماتت الغابات واقفة واحترقت
ثمة غابة وحيدة مازالت تتسع
يكسوها لون أصفر وأحمر
كأنها غابة من شمال الكرة الأرضية
تلك هي الغابة التي تتناثر فيها أشلاء كثيرة
وركام الأبنية والدخان والغبار الأصفر
وجثث تفوح منها رائحة العذاب والخوف
يتيه بينها أطفال ضائعون
يتامى يستجدون حليبا
من أثداء يابسة
تكسوها خيوط دم تشبه الدموع
وقبل الغروب
حيث لا يستكين دوي الطائرات
وتخترق أصوات القنابل أصوات الأشباح
يصلي الأطفال لله: ياربنا أنزل ثلجاً
لعل هذه الدماء تبيض
لعل الثلج يتحول إلى حليب سائغ شرابه
وابعث يا إلهنا ملـكاً ينفخ في هذه الأثداء الراقدة
لعلها تقوم وتدفئنا في هذه الليلة الظلماء
هبّات الرياح فيها كأنها أمواج سيوف
فما عدنا نطيق الصحو والبقاء
كأننا علامات مهجورة
لدرب ضائع لم يمر فيه بشر
منذ أن فرشت الأرض.
يا ربنا تفضل علينا بالموت
فمازلنا في الموت أحياء
الموت أرحم
من الخوف والظلام والعناء
ومن دقات قلبنا المرعبة!

أبريل 1/4/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام


.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر




.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا