الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائمة العراقية ...البديل الوطني العراقي الوحيد

كامل السعدون

2005 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


-1-

ماذا يريد الأمريكان لا بارك الله بهم .... ؟
ماذا تريد الديموقراطية الأمريكية بنا ولنا ؟
فتحوا مقابرنا الجماعية ولم يغلقوها ... لم يحرسوا جثث الأكرمين بل تركوها مفتوحة لكاميرات المصورين وتصريحات المتشدقين ، وجاؤوا بهذا المتشدق أو ذاك ووضعوا بين أصابعه مفاتيح تلك القبور المليونية وقالوا له ... أنت إبن هؤلاء وحفيد اولئك وتلك طائفتك وأنت نجم الطائفة الجميل الجليل ... !
واولئك .. ( العراقيون الآخرون ) ...هم القتلة وهم أعدائك وعليك بالثأر منهم ... !
فتحوا الحدود مع إيران وسوريا ولم يغلقوها .. !
وأطلقوا الإشارة الخضراء لهؤلاء أن إندفعوا على الرحب والسعة ... تعالوا وإشتركوا في الذبح والإستقطاب الطائفي ..!
تعالوا وأشتركوا باللطم والزيارة الحسينية ...!
تعالوا بحشيشتكم وسياراتكم المفخخة ...!
تعالوا بكتبكم وفتاواكم ومخابراتكم وجواسيسكم ووزرائكم وعمائمكم ...!
تعالوا ...فإنها الفوضى الجميلة والنعمة الوارفة الظليلة ... !
تعالوا ولنشترك معا في إخراج كل ما في القمقم العراقي من شياطين عتيقة وجديدة ...!
تعالوا ... هلموا فإننا في المحصلة وحدنا الغالبون من خلط الأوراق وضرب أعناق الأعراق بعضها ببعض ... بمنتهى الحمية والإشتياق ...!
أنا مثل كل أهلنا العراقيين .. مثل كل ساستنا العراقيين ... جميلهم وقميئهم ... مربكٌ للغاية من تلك المسرحية الأمريكية الطويلة العريضة التي لا تخلو من تشويق كبير ... !
ماذا يريد الأمريكان بنا ولنا ...؟
لماذا لمعوا حثالاتنا واقصوا الرموز الوطنية الجميلة ؟
أم إننا فعلا لا نملك رموزا وطنية جميلة وأن هذا هو ما في الوعاء الذي غادره مرغما ... صدام حسين ؟
لماذا خلطوا محتويات هذا الوعاء بقوة ... ولماذا بعد الخلط لم يهرسوها جميعا في بوتقة الوطنية العراقية ، بل عادوا وفرزوها كل في إناءه ... كرد ... عرب ... سنة ... شيعة ... مسيحيين ... صابئة .. !
لماذا تركوا للمحيط أن يضخ علينا كل قماماته ...؟
ما دخل قمامة الخارج في محتويات الداخل ؟
مربك أنا والله .. كل الأرباك ... مثلكم ... مثلنا جميعا .. وأخاف أن أجد نفسي يوما ناسيا لعراقيتي ... لعروبتي ... لإنسانيتي .. ومتذكرا لعباءة علي وقميص عثمان ... !
أخاف والله ... كل الخوف ..!


-2-

يسألني صديقي الماركسي الجميل الغاضب عن رأيي بقائمة السيد علاوي ....!
أعني العراقية الوطنية ...!
أجيبه والله يا صاحبي قد لا تتفق معي وقد تتفق ... ولكنني مع هذه القائمة بكل قوة ... وأتمنى لو تضم كل الرموز والأطراف الوطنية العراقية ... رجعيون ..ملكيون ... يمين .. يسار .. ليبراليون ...قوميون ... الخ .
المهم أن يكونوا سياسيون عراقيون .. وطنيون عراقيون ... يختلفون في الآيديولوجيا ويتفقون على وحدة العراق وحرية العراق وأستمرار اللعبة الديموقراطية ...!
عملية الفرز الطائفي الذي ولد على يد الخبير الإستنراتيجي المخابراتي الأمريكي بعملية قيصرية سهلة ومريحة للغاية للأمريكان ومن سار في ركبهم أو أعترض على هذا الركب وأستمتعوا هم بإعتراضه ..هذه العملية لن تنتهي إلا بأحد خيارين لا ثالث لهما ... تمزيق العراق إلى دويلات طوائف أو خروج العراقيين من المحنة بوحدة وطنية عراقية تنتصر على الطائفية وتعيدها إلى القمقم ثانية ... !
وتلك القائمة هي وحدها البديل الوطني العراقي الجاد والرد الحقيقي على اللعبة الأمريكية ومن أستمرأها من ضحايا الماضي ورموزه الهشة البائسة ...!
تلك القائمة هي البديل الجاد ... ولا أدري ما جدوى عشرات القوائم ... بل مئاتها .. لعناصر تعرف بالأساس أنها خاسرة وأنها لن يصيبها من المولد حمصا ولا عدس .
لأن المعركة السياسية الحقة هي بين الوطنية العراقية والطائفية السياسية السنية والشيعية وتلك مفرقة للحم العراقيين وعظمهم ودمهم وتمرهم وأرضهم ومائهم وقرارهم .


-3-

ما كان بودي أن ينزل أهلنا السنة بقوائم منفصلة بائسة تعزز الإحتراب الطائفي وكان ينبغي أن يكونوا اللحمة التي تشد الشمال إلى الجنوب العراقي ، إن كانوا حقا يدعون أنهم مع وحدة العراق ومع رفض الطائفية .
ما كان بودي أن أرى القوميون العرب والإسلاميون المعتدلون السنة في قوائم يجول خطبائها في مدن الرمادي والموصل وبعقوبة وكركوك ... !
بل كان ينبغي أن يجدوا مكانهم مع الآخرين من الوطنيين العراقيين من شيوعيين وليبراليين ورموز مستقلة ، في قائمة واحدة ذات عنوان كبير إسمه القائمة الوطنية العراقية .
وما كان بودي أن أجد السادة الأجلاء الجلبي والآلوسي وعبد المهدي وغيرهم ... كل يشتغل لحسابه وكل يسوق مركبه الخاص لوحده ... بل كان ينبغي أن يكونوا ضمن تلك القائمة الوطنية العراقية العريضة الجميلة . أنا أعرف أنهم يراهنون على المنتصر الأكبر في النهاية وأنهم سيتدفقون على هذا أو ذاك من المنتصرين ، لكن ... ؟
نخشى أن تضيع الأصوات وتهدر البصمات القرمزية العراقية كما هُدرت أول مرة .
ولهذا نتمنى أن يكون الإستقطاب بسيطا كبساطة الروح العراقية ... !
أما أن تكون مع الطائفة أو مع الوطن .
ونحن نعرف أنكم وطنيون لا طائفيون ... ولهذا فالعتب عليكم كبير للغاية ... !
من الجرم أن تترك القائمة العراقية في الإختبار الإنتخابي دون رصيدكم الجميل الكبير العريض .
من الجرم أيها الطيبون أن لا تكونوا مع العراق في معركة الحرية والوحدة الوطنية والتخلص من تبعات الإحتلال وآثاره الكارثية الحالية والقادمة .
هذا التنوع الكبير لا يمثل الحقيقة السياسية العراقية القائمة الآن .
هذا التنوع الذي يراهن على خيارين بذات الآن أحدهما على الأقل ليس عراقيا وليس وطنيا لأنه سرق أكفان ضحايا المقابر الجماعية ورفعها راية في وجه كل العراقيين ورهن مصيره ومستقبل طائفته بجار أجنبي غريب ... هذا الخيار لا يصح يا سادة أن يظل أحد رهاناتكم القادمة .. !
لا يصح يا سادة ... يا طيبون .

-4-

أقسم أني مع الإسلام العراقي ومع حق أهل الإسلام في العمل السياسي بمنتهى الحرية ... سنتهم وشيعتهم ..
أعني العمل السياسي السلمي الحر ... وكما لهم حقهم فلي ولكل مواطن عراقي وكاتب عراقي حر ذات الحق في توجيه أصبع الإتهام أو وخزات القلم صوبهم ( أو صوب غيرهم ) ، وتلك هي الديموقراطية الحقة التي يريدها العراقيون جميعا .. وهذا هو قدرنا النهائي وقدر العالم كله .
بعض أحبتي الكتاب والقراء العراقيين يتهموني بمعاداة الإسلام ... أو على وجه التحديد الإسلام السياسي وهم على حق وهذا ما أتشرف به لأنه رأيي كما ولهم آرائهم ، ومن رأيي وآرائهم وآراء الآخرون تتشكل لوحة العراق الجديد الذي نحلم به .
وكما للإسلامي حقه في أن يمرر أفكاره عبر عشرات القنوات التلفازية والتربوية والصحفية ، فللمعارض للإسلام ذات الحق في أن يدعو لأفكاره بحرية ، وإلا لماذا نجيز للآخر ما لا يجيزه الآخر لنا وهو في الحالين فكر وعقائد حيث تنزل إلى مستوى عموم الناس ومصالح الناس تفقد قداستها وتصبح عرضة للنقد أو القبول . أنا لا أعرف شيئا كثيرا عن الأيزدية مثلا أو الصابئية ولكني أحترمهما غاية الإحترام طالما هما لم تفترضا أن من واجبهما أن تنالا السلطة في العراق وأن تتدخلا في تربيتي لأبنائي أو بناتي ، لكن لو أفترضنا أنهما فعلا أو سعيا لذلك ، لحق علي أن أقاوم ، كما أقاوم الآن ... وكما قاومنا البعث الشوفيني الفاشي .
هي الديموقراطية ليس إلا والديموقراطية لا تقبل التجزئة أو الكيل بمكيالين .
أنت مع وأنا ضد .. وبيننا لغة الحوار المهذبة ... شريطة أن لا نخوض في الأعراض أو نتكلم بلغة وسخة ونخلط العام بالخاص فنربك القاريء ونبعث في نفسه الغثيان والإشمئزاز .
لو نجحنا في هذا ... في أن نتقبل بعضنا بدون غضب يفضي بنا إلى مستنقع الردح والشتائم الرخيصة ، فأننا ديموقراطيون حقا وأننا يمكن أن نكون نافعون ولو قليلا لعراقنا وأهلنا ومستقبلنا والإنسانية جمعاء .
لو نجحنا في أن لا نكره بعضنا رغم الإختلاف فإننا بهذا يمكن أن نكون ديموقراطيون حقا ووطنيون صدقا .
حين يقوم الإسلامي العراقي بإيواء قذارات اليمن والسعودية وسوريا وإيران في بيته ، ليقتل عراقيين آخرين على الهوية ... لا يمكن أن يكون سياسيا ولا يجوز أن يحاور بغير لغته ذاتها .... لغة السيف الذي جاء به لا بارك الله به وبأشياخه الذين قلدوه هذا السيف .
وحين يقوم الإسلامي العراقي بالتعاون والتخابر مع دولة أجنبية ويمهد لعناصرها لإختراق الوزارات والدوائر الرسمية العراقية ، ويتبادل وإياها قوائم المطلوبين للقتل من أهل وطنه العراقيين ... لا يمكن لمثل هذا أن يكون سياسيا عراقيا ، نقف معه وننتخبه ونصفق له ... لأنه ببساطة عميل أجنبي لا أكثر ولا أقل ... ولا يستحق أن تضفي عليه هالة دينية أو وطنية أو تمنحه وسام تمثيل هذه الطائفة أو تلك ... !
ويبقى هناك إسلامي عراقي حر مستقل يقولها بلسان واضح صريح قوي ... أنا عراقي ولا شأن لي إلا بحدود وطني وأرض وطني وشعب وطني .. ومثل هذا... مثل هذا وحده أبصم له ليس بأربع سنوات قادمة حسب ... بل وأربعون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -