الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة صدور رواية - استراحة مفيستو- برهان الشاوي المدرسة الفكرية المنضبطة

علي طالب الملا

2016 / 4 / 2
الادب والفن


كثيرا من الاحيان يحتاج المبدع إلى خلع " جلباب " الواقع ويتحول إلى حالة هلامية ترى الأشياء بمجسات مختلفة ، والتصوف الفكري عندما يحضر بقوة في الروح الخفية للناس يحتدم الصراع بين كشف مايمكن ان يصدقة الناس وبين الاحتفاظ بالاشياء التي صنفها ذاتيا بانها قابلة للقناعة الآنية . مشوار الكبير برهان الشاوي الادبي والفكري والبحثي لايخلتف كثيرا عن ادميتة النظيفة جدا والتي عومها في غزارة المتاهات القابلة للوجود وليس للضياع كما معروف عن معنى المتاهة ، لا يمكن لأي مخلوق بشري على الارض ان يصمد بوجه الصراع المتنامي عن رغبات ذاتية تتقسم بين ماهو متوارث وماهو مكتسب وماهو نتاج روحي ذاتي ، نعم يختلف مخلوق عن مخلوق بحكم السعة الفكرية وحسن التصرف المصحوب بالفطرة والغريزة وذاتية النفس التي وزعها الخالق بطريقة اذهل بها المخلوق وهذا سر تفوق الشاوي في تفكيك قوالب الذات ، كل اعمال برهان الشاوي تحاكي الوجودية الادمية ولغز تنوعها وهذا المجال مجرد التقرب منه يحتاج على اسلحة فتاكة تستعمل لمرة واحدة وهنا السؤال الذي يطرح نفسة والذي له اكثر من تفرع عجائبي ، كم نوع وكمية العديد والعدة وكم يحتاج من مقومات لتطويع تلك الاسلحة لتكون تحت امرته ؟ رحلة الشاوي الشبابية في العراق ودخوله مغامرة اثبات الوجود في عالم غير قابل للتكهن والثبات كانت المضغة التي تكون فيها المضاد الحيوي الذي حصنه وساعده في تكوين الفكر الذاتي ومارافق من احداث وسوء قدر وتداعيات وان تبعها ضرر معنوي ونفسي لكن تلك الأشياء اوصلته إلى شباك " الهم" المفتوح ليل نهار في وطن لا يتقبل النصحية رغما عنه كونه إسير نزوات لذوات لا يعرفون كيف يدار ، هكذا اشياء انسحبت على برهان الشاوي دون ان يستعد لها ! على اقل تقدير معنويا لكنة اندفع من حيث يدري اولا يدري باتجاه المتاهة الاولى المميتة وهكذا نوع من الاقدار قد يضحك أو يعبس في وجة من ركبة ، لو قدر للشاوي ان حلم او فكر في اعادة اوتكرار تجربة العراق الاولى وهو في هذا العمر لكان الوضع مختلفا تماما من حيث الفكرة والتفكير او حتى التردد ، التجربة العراقية الاولى كانت اللبنة الاولى لكل المتاهات والافكار التي توالت دون هوادة او هدنة مع الجسد الذي عشق الحل والترحال .. قد يرسم اي شخص حالة للكاتب أو القاص وحتى الشاعر تصورا من بناة اداركه لماهو يراه من اعمال لكن ذلك لاتشكل نسبة " الصح " ربع ما يرسمة أو يتصوره وهذا الشي يعرفة الجميع لكن عندما تقلب اوراق واعمال ورؤى برهان الشاوي يشعر الكثير من الذين اعرفهم وانا منهم ان هذ المفكر جزء منك هما وقضية وادمية ، قد تتداخل الاشياء الروحية والنفسية وحتى العليمة منها في تجليات وتخاطرات منها ماهو معروف وتم تحديده نظريا وعمليا ومنها لا يتقبل المزج والتفاعل الا باضافة مرايا عاكسة قابلة شديدة الوضوح ، برهان الشاوي صنع عالم جديد بصراعات مختلفة وادخل خطي الوجود " الخير والشر " في قالب واحد وجعل من مراياه العاكسة عنوان لأي متلقي باحث من جدلية ممتعة سواء في متاهات الزمان والمكان أو استراحات الروح التي تجبر الواحد منا على ان يتقبل على الرحب والسعة ما يتم اكتشافة من عيوب في ذاته . قد ينظر المتابعين لاعمال الشاوي و مسالكها الوجودية من عدة اتجاهات وقد يتجادل البعض حتى في اختيار الاسماء والشخوص والاماكن وهذا عنوان " صحة " فكرية نحتاتجها جميعا ، لكن لا احد أو القلة التي تلقفت بان هناك مدرسة فكرية منضبطة تمتلك كل مقومات الحداثة والنضوج وتراعي وجدانية الامس ووجدانية اللحظة وهكذا نوع من المدارس يحتاجة الفكر العربي الملتزم والذي يمر بمرحلة جفاف اخلاقي بسبب سوء الحال والاحوال التي توزعت بين الولاءات والطموحات الغير مشروعة وسبل العيش في كنف الممنوعات والمقبولات وامزجة اهل المال والسلطة معا ، كتب امس الكبير الشاوي على صفحتة بشارة تقول وأخيرا رواية " استراحة مفيستو" في المكتبات ، بما معناه منهج جديد ومضاف لمدرسة الفكر العربي الحر الذي لو كتب له " الاستقلالية " لكان قريب جدا من العالمية التي لا تفرق عنا بشي سوى النوايا والتسامح وقبول الأخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟